الصفار أو اليرقان، والمعروف بالإنجليزية بـ Jaundice، هو مشكلة صحية شهيرة ومعروفة في العديد من بلدان العالم، وعلى الأغلب يصيب الصفار الأطفال والكبار، ولكنه منتشر بشكل كبير جدا بين الأطفال حديثي الولادة، ويحدث الصفار عند الأطفال حديثي الولادة بسبب عدم استكمال شهور الحمل بالكامل، ويمكن أن يصاب الأطفال الذين يعتمدون بشكل كامل على الرضاعة الطبيعية به.
يعرف مرض الصفار بأنه حالة تغير في لون جلد الطفل وعينيه والأغشية المخاطية، حيث تتحول إلى اللون الأصفر. يحدث مرض الصفار بسبب ارتفاع مستوى مادة البيليروبين (Bilirubin) في الدم عن مستواه الطبيعي.
البيلوروبين هو مادة صفراء اللون تنتج في الجسم نتيجة لعملية تحلل كريات الدم الحمراء التي تحدث بشكل طبيعي، وبعد ذلك يصعب على الكبد التخلص من هذه المادة الصفراء، وبالتالي يتكون بسبب مشكلة في الكبد، وعادة ما يحدث للأطفال الرضع بسبب عدم اكتمال نمو الكبد.
أنواع مرض الصفار لدى الأطفال حديثى الولادة
لمرض اليرقان أو الصفار لدى الأطفال حديثي الولادة عدة أنواع مختلفة ومنها:
- اليرقان أو الصفار المصاحب للولادة المبكرة، وهذا النوع من اليرقان هو الشائع في حالات الولادة المبكرة، ويكون سبب الإصابة بهذا المرض غالبا عدم استكمال نمو الكبد لدى الطفل، مما يزيد من مادة البيليروبين في الدم بسبب عدم القدرة على التخلص منها.
- نسبة إصابة اليرقان المصاحب للبن الأم بهذا النوع من الصفار تتراوح من واحد إلى إثنين بالمائة من الأطفال الذين يعتمدون على الرضاعة الطبيعية فقط، ويحدث هذا المرض بسبب وجود مواد تعوق عمل الأمعاء في التخلص من البيليروبين الصفراء التي تكون عادة موجودة في الدم.
- اليرقان أو الصفار الفسيولوجي أو الصفار الطبيعي، وهذا النوع من اليرقان يصيب الأطفال حديثي الولادة، ويتميز بظهور اصفرار خفيف في الجسم ويظهر عادة بعد الولادة بين يومين وأربعة أيام، وهذا النوع من اليرقان لا يسبب قلقا، فهو غالبا ما يكون نتيجة لعدم استكمال نمو الكبد لدى الطفل، ومع ذلك يختفي بشكل تلقائي بعد مرور أسبوعين من الولادة.
- الصفار أو اليرقان المصاحب للولادة الطبيعية، يحدث هذا النوع من الصفار في الغالب بسبب عدم تناول الطفل كمية كافية من حليب الأم، ويمكن أن يؤدي ذلك إلى ظهور الصفار في جسم الطفل.
عند ملاحظة تغير في لون الطفل وتحوله إلى اللون الأصفر ، يجب استشارة طبيب مختص لمعرفة كيفية علاج هذا المرض بشكل علمي مناسب دون التأثير على صحة الطفل.
طريقة علاج اليرقان بطريقة طبيعية
هناك بعض حالات مرض اليرقان البسيطة التي يمكن للأم أن تعالج طفلها في المنزل بسهولة، وذلك عن طريق استخدام الوصفات والطرق الطبيعية مثل:
- يتم استخدام العلاج بواسطة الضوء عن طريق تعريض الطفل لضوء محدد وعادة ما يكون لمبة نيون، وعادة ما يجب تغطية العين والأعضاء التناسلية وتسليط الضوء مباشرة على جلد الطفل، لأن الضوء الأبيض يؤدي عادة إلى تفتيت وتحطيم البيليروبين.
- يتعرض الطفل لأشعة الشمس، خاصة في الصباح الباكر أو وقت الغروب، لأن أشعة الشمس في ذلك الوقت ضعيفة، ويتعرض الطفل لتلك الأشعة لمدة عشر دقائق أو أكثر قليلا.
- من الضروري أن تستمر الأم في إرضاع طفلها طبيعيا، حيث يعمل ذلك على تحريك الأمعاء، مما يساعد الجسم على التخلص من مادة البيليروبين الصفراء المسببة للمرض، ويتم ذلك عن طريق خروج تلك المادة من الجسم عبر البراز.
- من بين العلاجات الطبيعية الأخرى التي تستخدم لعلاج الصفار (اليرقان) عند الأطفال هو استخدام الثوم.
إستخدام الثوم فى علاج الصفار لدى الأطفال حديثى الولادة
الثوم هو واحد من أشهر العلاجات الطبيعية للعديد من الأمراض على مر العصور. يستخدم الثوم منذ فترة طويلة كمضاد حيوي طبيعي يفيد الجسم. يحمل الثوم العديد من الفوائد المهمة للأطفال، حيث يقوي جهاز مناعتهم ويحميهم من السعال ويعالج مشاكل الجهاز الهضمي مثل الإسهال والإمساك وعسر الهضم. بالإضافة إلى ذلك، يساعد الثوم في التخلص من السموم في الجسم وعلاج الأمراض المزمنة وحماية الجسم من نزلات البرد المختلفة، كما يعمل على مكافحة البكتيريا والجراثيم التي يمكن أن يتعرض لها الأطفال.
أما بالنسبة لاستخدامات الثوم في علاج الصفراء أو اليرقان لدى الأطفال، فهو وفقا للدراسات العلمية يمكن للأم تناول الثوم، وبالتالي ستظهر فوائد الثوم في حليب الأم الذي يتناوله الطفل، وبالتالي يحفز الثوم الكبد على العمل ويساعد في تفتيت والتخلص من مادة البيليروبين وبالتالي يتخلص الطفل من الصفراء، كما يحمي الثوم الطفل من إصابة كبده بالأمراض المزمنة.
فيما يتعلق باستخدامات الثوم الشائعة في علاج الصفار والتي لا أساس لها من الصحة، يستخدمها الكثيرون لعلاج مشاكل الصفار. يتم وضع عقدة من الثوم في ملابس الطفل بالقرب من الذراعين والقدمين، وفي بعض الأحيان يتم وضع عقدة من الثوم على الطفل. تستخدم هذه الطريقة في العديد من البلدان من قبل السيدات الكبيرات في السن على أمل التخلص من الصفار، ولكن لا توجد دراسة أو بحث يثبت صحة هذه المعتقدات.
من المعتقدات الخاطئة الأخرى فى علاج الصفار لدى الأطفال حديثى الولادة
هناك الكثير من الاعتقادات الخاطئة التي يقوم بها العديد من النساء لعلاج اليرقان دون الاستعانة بالطبيب المختص ومن بين تلك الاعتقادات:
- عقد الثوم.
- بالرغم من عدم وجود أبحاث أو دراسات علمية تثبت فاعلية استخدام محلول الماء والسكر في علاج صفراء الأطفال، إلا أن تناول هذا المحلول يؤدي إلى ضرر الطفل ويقلل من رغبته في الرضاعة، مما يمكن أن يتسبب في الجفاف.
- إرتداء الأطفال الملابس الصفراء يعطي إنطباعا بأنهم أكثر إصفرارا مما هم عليه، ولا يوجد أي دليل على أن اللون الأصفر يعالج الصفراء.