الدين و الروحانياتالناس و المجتمع

من ترك شي لله عوضه خيرا منه

لقد أفادنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بهذا الحديث، قائلا: (من ترك شيئا لله، فسيعوضه الله بشيء أفضل منه). ورغم أن هذا الحديث يعتبر ضعيفا، إلا أنه مشهور بين الكثيرين. ولكن هناك حديث مشابه للحديث السابق، حيث قال رجل إنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (إنك لن تترك شيئا لله إلا سيبدله الله بما هو أفضل لك منه). وهذا الحديث مجموع

1- جملة (لن تدع شيئا): وهي مجموعة تشمل أي شيء يتركه الشخص ليسعى لرضا الله تعالى عنه.

2- كلمة (لله): يجب على الإنسان أن يترك الشيء حتى يحصل على رضا الله فقط، ليس بسبب الخوف من الحاكم أو الإنسان.

3- جملة (أبدله خيرا منه): هنا يوضح رسول الله صلى الله عليه وسلم أجر من يتخلى عن شيء من أجل رضا الله، حيث سيعوضه الله بشيء أفضل وأكثر خيرا منه، وقد يكون هذا الشيء البديل مشابها لما تركه الإنسان لأجل الله أو قد لا يكون مشابها له.

أمثلة عن من ترك شيئًا لله عوضه خيرًا منه

– سيدنا سليمان –عليه السلام- كان لديه العديد من الخيول بسبب كفاحه في سبيل الله، ولكن في يوم ما، انشغل بالخيول لفترة طويلة حتى انتهى وقت صلاة العصر ولم يصل، وعلى الرغم من حبه الكبير للخيول، قام بقطع رؤوسها لأن حبه لله -سبحانه وتعالى- أعظم من حبه للخيول، ولكن الله عوضه بتنفيخ الريح له.

– عندما هاجر سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم هو وأصحابه، تركوا أموالهم ومنازلهم في سبيل الله، فجزاهم الله عن طريق جعلهم حكاما وقادة في الأرض، ومكنهم من السيطرة على المتجبرين.

– سيدنا يوسف -عليه السلام- واجه العديد من المغريات وتركها لله سبحانه وتعالى. كان إخلاصه وحبه لله يجبره على اختيار السجن والصبر من أجل وجه الله. وعوضه الله بملكه لخزائن الأرض، وعلمه تفسير الرؤيا.

ومن الممكن أن يعتقد الإنسان إذا ترك فرصة مثلا يمكنه أن يكسب منها مالا، ولكن هذا المال مشبوها ولا يمكن أن يأتي له فرصة أخرى، ولكن عندما يكون المال حلالا، فإن هذا هو تفكير البشر. ولكن الله سيعوض الإنسان عما تركه ابتغاء لمرضاته، حتى وإن كان العوض سيأتي في وقت لاحق، وسيكون هذا العوض حلالا. فالشخص المؤمن يعلم أن الله سيعوضه عندما يترك شيئا يشوبه الحرام، ويطمئن لذلك ويزداد إيمانه بأن “من ترك شيئا لله عوضه خيرا منه”. وهناك الكثير من الناس الذين يواجهون العديد من المغريات، مثل كسب المال الحرام، أو الزنا، أو ظلم الآخرين، أو إدلاء بشهادة زور، والكثير من الأمور الأخرى، ولكنهم يرفضون فعل ذلك من أجل الله وحبه. والله يعوضهم بما هو أفضل من ذلك وبما هو حلال، والذي يستمر ولا يخالف شرع الله وأوامره.

تحث قاعدة “من ترك شيئا لله عوضه خيرا منه” الإنسان على طلب الآخرة وترك مغريات الدنيا من أجل الله وثوابه العظيم، وتعوضه في الدنيا والآخرة. وهناك حديث يقول “مال لا ينقص من صدقة، والله يزيد العبد بعفوه عزا، ومن يتواضع لله يرفعه الله”. يعني أن من يتصدق من أجل الله يزداد ثروته، ومن يعفو عن الناس يكرمه الله، ومن يتواضع في سبيل الله يرفعه الله ويعزه.

والخلاصة: من تترك شيئا لله، يجازيه الله بأفضل منه. هذا العوض يعطي الإنسان راحة البال، والرضا عن كل شيء، والحصول على رضا الله ومحبته، والكثير غير ذلك. هذا فقط العوض في الدنيا، ولكن عوض الله في الآخرة أكبر بكثير.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى