التعليموظائف و تعليم

قصيدة ربابة ربةُ البيت

في يوم ما، طلبت جارية تدعى ربابة من سيدها بشار بن برد أن ينشد شعرا عنها، فقام بشار بن برد بمداعبتها ببيتين من الشعر ووصفها ربابة ربة البيت

الزوجة المثالية … تضيف الخل إلى الزيت

لها عشر دجاجاتٍ … وديك حسن الصوت

لم يزد بشار عن وصف ربابة بأنها ربة بيت تمتلك عشرة دجاجات وديك ذو صوت حسن وناعم، وأنها قد قبلت هذا الأمر، بل طربت ربابة لهذين البيتين من الشعر وزاد نشاطها في خدمته.

بشار لم يكن مخطئا كما يعتقد البعض من حوله، الذين جاءوا ليستفسروا منه ويستهزئون بهذين البيتين اللذين ألقاهما بشار لحبيبته ربابة، فكيف يمكن لشاعر كبير مثله وذو بلاغة عالية أن يلقي هذين البيتين، إذا كان معروفا عنه ثقل شعره وثقل موهبته البلاغية.

وعلى الرغم من ذلك، يرون البعض من حوله أن بشار أصبح مضحكا لدى البعض من الشعراء عندما نشد تلك الأبيات، التي لا تحمل أي بلاغة قابلة للوصف، وفي تلك اللحظة رد بشار عليهم بجواب يعتبر في حد ذاته درسا لكل شخص من أصحاب الخطاب، ليبين لهم أنه عندما يخاطب الجماهير فإنه يلجأ لاستخدام الكلام البليغ الذي يصل إلى عقول الأشخاص المهتمين بهذا الأمر من البلغاء والفقهاء والعلماء والخطباء.

بينما تعتبر ربابة جارية غير مهتمة بما يدور حولها سوى الاهتمام بالدجاج، وأن جميع اهتماماتها تتعلق بالمنزل، ولم يكن في خطأ عندما غنت تلك الأبيات، لذا يجب مخاطبة الناس وفقا لقدراتهم العقلية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى