الدين و الروحانياتالناس و المجتمع

هل الباروكة حرام للرجال

زادت الاستفسارات حول حكم ارتداء الباروكة للرجال، حيث تميز الرجال بتصريحها للنساء لإخفاء بعض العيوب، ولكن هل الصلع بحد ذاته عيب؟ هل يجب على الرجل إخفاء صلعته بالأساس؟ سنجيب على جميع هذه الأسئلة في موقع الموسوعة العربية الشاملة.

جدول المحتويات

هل الباروكة حرام للرجال

استخدام المرأة للشعر المستعار، المعروف أيضا باسم “الباروكة”، مثار جدل بين العلماء، حيث هناك من يمنع استخدام مثل هذا الزينة تماما، ومنهم من يسمح بها بشكل كامل، ومنهم من يحدد جواز استخدامها في حدود الحاجة وعلاج العيوب، ومنهم أيضا من يسمح باستخدامها لأغراض التجميل للزوج، فإذا كان هذا هو الوضع بالنسبة للنساء، اللواتي يحتاجن بشدة إلى الزينة المماثلة، فما رأيك في حالة الرجل؟

ذكر الشيخ صالح الفوزان في فتواه حين سئل عن هذه المسألة قائلا “لا يجوز للرجل فعل ذلك بشكل عام، وإنما يجوز للمرأة في حالة فقدان شعرها بسبب المرض أو ما يعيبها من استخدامه، إذ أصبحت مضطرة لذلك، أما الرجل فلا يجوز له ارتداء شيء مماثل.

وقد علل رأيه بالفروق بين مقومات الجمال والزينة واختلافها بين الرجل والمرأة، فالمرأة الصلعاء تكون بشكل غريب بين بني آدم، ومن الممكن أن يسبب لها ذلك الأذى بسبب شكلها المستغرب لدى الكثيرين، بينما الرجال لا، فصلعة الرجل لا تعيبه، على الرغم من أنها قد لا تكون سهلة أيضا على الرجال، ولكنها ليست بالأمر الغريب في المجتمع أو المنبوذة.

وأكد على ذلك بذكره أن الخلفاء الراشدين الأربعة جميعا كانوا صلعا، إلا أبا بكر الصديق – رضي الله عنهم جميعا -، وكان الصلع من الصفات التي يتفاخر بها الرجال، فإنه يعد علامة على السيادة والقوة، لذا لا ينبغي مقارنة الصلع ومشابهته بالعيوب الجسدية أو التشويهات التي يجب علاجها، فإن هذه العيوب النادرة مؤذية.

وبسبب ذلك، أمر النبي صلى الله عليه وسلم عرفجة بن أسعد – الذي قطع أنفه في يوم الكلاب، فقد اختار أنفا من الفضة ووضعه عليه – فأمره صلى الله عليه وسلم بأخذ أنف من الذهب. وقد رواه الترمذي وصححه، ورواه أبو داود والنسائي وأحمد، وصححه الألباني. فلم يسمح له صلى الله عليه وسلم فقط بالاختيار، بل سمح له بالذهب برغم حظره على الرجال؛ بسبب الحاجة الضرورية.

ننصحه بعدم استخدام الشعر المستعار (الباروكة) للخروج من خلاف أهل العلم في حكمه، وعدم الاهتمام بمشكلة الصلع بشكل يتجاوز حجمه الحقيقي. يجب أن يدرك أن التأثير السلبي الذي يعاني منه لا يمكن علاجه بالباروكة وحدها، وحتى لو كانت مهمة بالنسبة له، يجب أن يتذكر أن الصلع ليس أمرا مستحيلا في الرجال، ولا يعتبر من العيوب المشينة، بل هو من علامات السيادة في الثقافة العربية التقليدية، كما تم ذكره في الفتوى.

هل يجوز الوضوء على الباروكة للرجال؟

نظرا للاتفاق الشائع على حظر الباروكة للرجل وضرورة خلعها، فإن تمسيحها أثناء الوضوء يتطلب أيضا تجاوز اليد على الرأس أثناء الوضوء، وهذا هو مذهب أحمد ومالك، وبالنسبة لهما، إذا لم يتم ذلك، فإن الوضوء باطل، لكن الشافعي وأبو حنيفة اعتقدا وجوب تمسيح ربع الرأس، ووفقا لهذا المذهب، فإن تمسيحك على ربع الرأس غير المغطى بالباروكة يكون جائزا والله أعلم.

بالنسبة للغسل، فلا يكون صحيحا إلا بعد إزالة الباروكة، وذلك بسبب الحاجة إلى وصول الماء إلى كل جزء من الجلد، وبما أن الماء لا يصل إلى فروة الرأس، يكون هناك تعطيل للغسل.

أضرار الباروكة الدائمة للرجال

من الناحية الطبية، يستخدم الرجال عادة الباروكة الدائمة لتغطية الصلع أو فقدان الشعر، وهناك بعض المشاكل الصحية والاجتماعية المحتملة التي قد تنجم عن استخدامها الدائم، ومن بين هذه المشاكل:

  • التهاب فروة الرأس: قد يحدث التهاب في فروة الرأس بسبب الحكة المستمرة والاحتكاك بين الباروكة وفروة الرأس، مما يؤدي إلى إصابة فيروسية أو بكتيرية.
  • الحساسية: قد يحدث تهيج وحساسية في فروة الرأس وجلد الرأس بسبب اللصقات اللاصقة المستخدمة لتثبيت الباروكة.
  • الصداع: قد يحدث الصداع بسبب وزن الباروكة وضغطها على فروة الرأس وعضلات الرقبة.
  • فقدان الشعر المزيف: يمكن حدوث فقدان الشعر المزيف أو تساقطه بسبب الاحتكاك المستمر مع الباروكة واستخدامها بشكل دائم.
  • الاضطرابات النفسية: يمكن للأشخاص الذين يستخدمون الباروكة الدائمة أن يعانوا من اضطرابات نفسية بسبب الشعور بالخجل وعدم الثقة بالنفس والانعزال الاجتماعي.
  • ارتفاع درجة الحرارة: يمكن أن يزيد استخدام الباروكة الدائمة من درجة حرارة فروة الرأس ويزيد من الرطوبة، مما يزيد من خطر الإصابة ببعض الأمراض المعدية.

بشكل عام، يجب على الأشخاص الذين ينوون استخدام الباروكة الدائمة التشاور مع طبيبهم والتأكد من عدم وجود مشاكل صحية تمنع استخدامها قبل البدء في استخدامها.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى