العلاقات و التعارفالناس و المجتمع

تأثير فراق و موت الأب

تأثير الفراق وموت الأب على الأبناء يكون كبير جدا. لا يفهم أحد دور الأب الكبير في حماية أولاده حتى يحدث وفاته. عندما يموت الأب، يحدث لأولاده وأهله فاجعة كبيرة. مع وفاته، يموت معه الأمان والحنان والسند والظهر وتموت السعادة وتموت الحياة بأكملها. موت الأب هو واحد من أكبر المصائب التي تحدث في هذه الحياة، فالحياة لا ترحم أحد. إذا فقدت الأب، فسوف تصبح تائها في هذه الحياة .

جدول المحتويات

تأثير فراق و موت الأب على الأبناء :

الإنكار :

في هذه الفترة، يكون ألم فقدان الأب فوق الحد المعقول، حيث لا يمكن لأحد أن يصدق ما يحدث. في تلك الفترة، نحتاج إلى أن ننكر لبعض الوقت أن الأب قد توفي وتركنا، حتى نتمكن من مواصلة حياتنا بعد فقدان الأب. فالحياة بعد وفاة الأب تكون بلا معنى ولا فائدة، وتظهر أمامنا بشاعة ورعب. نشعر أننا قد فقدنا الطريق الصحيح، ولا نستطيع أن نستمر في المشي. ثم يأتي الشعور بالإنكار ليساعدنا في تلك الفترة على تجاوز تلك المرحلة الصعبة، حيث يسمح لنا بالتعبير عن المشاعر المؤلمة التي لا يمكننا تحملها. ولكن هذا لا يعني أن مشاعر الحزن الشديد والغضب على وفاة الأب لا تزال قوية، فكل هذه المشاعر تختفي وراء الإنكار والخوف من شعور بموت الأب. مع مرور الوقت، يضعف الإنكار وتظهر هذه المشاعر بكل قوتها وقسوتها وحزنها، لكنها تظهر في الوقت الذي أصبحت فيه أنت أقوى .

الغضب :

بعد الشعور بالإنكار يأتي الغضب، وبعد الغضب يأتي مجموعة من المشاعر، وأهمها هو الألم الرهيب الناجم عن فقد الأب، والذي لا يمكن تحمله. في بداية الأمر، يكون الغضب غير محدد، ويشمل كل شيء وكل شخص. وكلما سمحت لنفسك بالغضب والتعبير عن مشاعر الغضب والحزن، كلما ساعد ذلك في التعافي من هذا الشعور. والغضب ليس له حدود محددة ويمكن أن يوجه لأي شخص من المحيطين. وهذا يمكن أن يفسر غضبك تجاه أمك أو أفراد أسرتك. كما يمكن أن نشعر ببعض السوء نحو الله تعالى بسبب حرماننا من والدينا، ولكن نستغفر الله ونصبر على ما أصابنا .

مرحلة التفاوض :

في تلك المرحلة نفكر كثيرا في السؤال: ماذا لو؟ وماذا لو استطعنا اكتشاف المرض في وقت مبكر؟ وماذا لو كنا أكثر اهتماما ورعاية له؟ وماذا لو لم أفعل أي شيء يحزنه أو يغضبه؟ وماذا لو كان هذا كابوسا سيئا للغاية وأستطيع أن أستيقظ منه؟ وماذا لو كان بإمكاننا العودة إلى الماضي؟ هناك أسئلة كثيرة جدا لا تنتهي ولا يمكننا فعل أي شيء لتجنب هذه النهاية الأليمة والصعبة، وتزداد هذه التساؤلات ومشاعر الحزن والشعور بالذنب .

مرحلة الاكتئاب :

بعد مرحلة التفاوض، نعود إلى واقع مؤلم ونشعر بالفراغ والحزن القاتل، وتتسلل المشاعر إلى داخلنا لتفقدنا حياتنا بشكل كبير وعميق وأعمق مما يمكن لأحد أن يتخيل، ونشعر أن هذه المرحلة ستستمر حتى آخر الحياة، إلى ما لا نهاية، ومن الضروري أن ندرك أن هذا الاكتئاب لا يشير إلى حدوث مرض نفسي، ولكنه ناتج عن تفاعل طبيعي بسبب فقدان شيء ذو قيمة كبيرة، وهو الأب، وتتطور المرحلة ونعزل أنفسنا تماما عن الحياة، مع شعور قاتل بالحزن المروع، ولا نرغب في التحدث إلى أحد ولا نرى أحدا، نشعر بالرغبة في العزلة فقط، وما نشعر به هو أمر طبيعي من الاكتئاب، نقبله ولا نرفضه ولا نسرع في الخروج منه، ففقدان شخص عزيز مثل الأب هو فاجعة كبيرة جدا، ومن الطبيعي أن نمر بمرحلة الاكتئاب، وعدم الشعور بالاكتئاب هو غير طبيعي، عندما تتركز المشاعر على الفقد في الروح، وعندما نتأكد أن الشخص المحبوب لنا وهو والدنا لن يعود مرة أخرى، وحدوث الاكتئاب هو شعور طبيعي، وإذا كانت مرحلة التعافي بعد فقد الأحبة تتم من خلال المرور بمراحل فقدان مختلفة، فيمكننا القول إن الاكتئاب مرحلة مهمة جدا من مراحل التعافي، ونحتاج إلى أن نعيشها ونقبلها بما تحمله من ألم وحزن كبير، فهو الطريق الوحيد لتجاوز أزمة الفقدان، ولكنه هو الطريق الصحيح للنضج الحقيقي، أو ما يعرف بـ (الألم الشريف الشافي) .

مرحلة القبول :

وأخيرا تأتي مرحلة القبول التي تعني أن لا شيء سيعود كما كان في الماضي وأننا سنتعود على ألم فقدان الأب وأننا أصبحنا أكثر قبولا للحقيقة ونصبح أكثر قبولا لفكرة استمرار الحياة بعد وفاة الأب ونسمح لأنفسنا بأن نعيش حياة وأوقات سعيدة .

أبي أتمنى أن ترجع لي ليوم واحد أبي أنت وحدك تعلم شوقي إليك وبكائي ليلا لرؤيتك أبي أنت تعلم وحدك أني أتنفس وجعا على فراقك يا أعز من روحي يا (أبي)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى