أسأل الخبراءالمراجع

ما هي درجات الظلم

قبل أن نتحدث عن درجات الظلم، دعونا نفهم ماذا نعني بكلمة الظلم، فقد اتفق العلماء والفقهاء على أن الظلم هو الابتعاد عن إقامة العدل والتخلي عنه، وعدم وضع الأشياء في مكانها المناسب. الظلم هو صفة مشينة وبغيضة حرمها الله على نفسه، حيث قال تعالى “لقد حرمت على نفسي الظلم وجعلته بينكم محرما” وهذا حديث قدسي نقله سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم.

فيما يتعلق بدرجات الظلم، فلنلق الضوء عليها من خلال الأسطر القادمة في هذا المقال الذي يقدم من قبل موقع الموسوعة، هيا بنا نستمر معا.

درجات الظلم :

أكد العلماء بينهم أن الظلم له درجات وأنواع، وعند الله عز وجل هناك حساب لكل درجة من درجات الظلم. حرم الظلم على الأنبياء والمرسلين وكذلك على كل مؤمن أن يظلم أخاه. بعض العلماء أكدوا أن أكبر درجات الظلم هي تلك التي يكفر الإنسان ويشرك بالله عز وجل، وبالتالي يظلم نفسه ويستحق لعنة الله على الظالمين. صدق الله العظيم.

بالنسبة للدرجة التالية للظلم، يؤكد الفقهاء أنها تكون عندما يرتكب الإنسان ظلما تجاه أخيه الإنسان. ويشدد الفقهاء والعلماء على أن الذنوب التي ترتكبها العبد لربه أبسط بكثير من تلك الذنوب التي ترتكب بين الإنسان وباقي الناس. وقد أكد سفيان الثوري رحمه الله أنه قال: “إذا كانت لديك سبعون ذنبا بينك وبين الله تعالى، فإنها أهون عليك من أن تلقى واحدة من هذه الذنوب بينك وبين الناس

عاقبة الظلم في الدنيا :

ولكن السؤال الذي يثار دائما هو ما هي عواقب الظلم في الدنيا؟ بالتأكيد، لا مفر من عواقب الظلم في الدنيا، فقد وعد الله سبحانه وتعالى جميع الظالمين بعذاب عظيم في الحياة الدنيا، وهذا يختلف عن عذاب الآخرة الذي هو أكبر وأعظم. فإن الله يخزي الظالمين في الدنيا ويعاقبهم على ظلمهم، وإن كان يمهلهم لبعض الوقت لكي يتوبوا عن أفعالهم وذنوبهم.

سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أخبرنا أن دعوة المظلوم لا يوجد حجاب بينها وبين الله، فلذا اتقوا دعوة المظلوم. وأن الظلم هو ظلمات في الدنيا وعذاب شديد في الآخرة. وقد تعهد الله بأن ينصر المظلوم حتى ولو بعد فترة، من خلال استجابته العظيمة لدعوته.

ظلم الإنسان لأخيه الإنسان :

وفي هذه الحالة، يتجلى الظلم في أشكال متعددة، فقد يكون الظلم عندما يتم أخذ المال بطرق غير مشروعة، أو عندما يتم اتهام الآخر بأمور لم يقلها أو يفعلها بهدف تشويه سمعته وإحراجه، وقد يكون الظلم أيضا عندما يتم ضرب أو شتم أو اعتداء على رجل أو امرأة، فالظلم هنا لا يميز بين الجنسين، ومن أشد أشكال الظلم تلك التي يتعرض فيها الضعيف للتنمر وإيذائه بشكل جسدي، وفي هذه الحالة، يعتقد المظلوم أن المظلوم هو قوي وذو نفوذ وسلطة وأنه لا يمكن لأحد أن يعترض عليه، ولكن الله تعالى يعلم بظلم الظالمين من فوق السماء السابعة ويعاقبهم بمزيد من الخزي والعذاب في الدنيا والآخرة، ويعدهم بالنصر العاجل للمظلوم سواء في الدنيا أو في الآخرة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى