من هو المتنبي ؟ الخيل والليل والبيداء تعرفني

أبو الطيب المتنبي كان أعظم شعراء العرب على الإطلاق. كان يتميز بفهمه العميق لقواعد اللغة العربية واستخدامه الفعال لمفرداتها. كان له مكانة مرموقة لم يحظ بها أي شاعر آخر. كان يشتهر بكونه عجبة عصره ونادرة زمانه. حتى اليوم، تظل أشعاره مشهورة ومصدر إلهام للكتاب والشعراء الآخرين. كان مفخرة للعرب في عصره.

صفات المتنبي:

• يتميز بحكمته، وشعره ذو مضمون كثيف، فقد يحتوي البيت الواحد على تجارب العديد من الحكماء.
• يتميز بطموحه الكبير، والشجاعة اللامحدودة، وحب المغامرات.
• كان شخصية متشائمة وتحب الافتخار بنفسها.

حياة المتني:

البدايات

• والده كان يعمل كحامل في خزانات المياه، وكان يفتخر بأصوله العربية القديمة والنبيلة، إذ كانوا من أصل قبيلة كندة، وساعده والده في إتمام تعليمه بناء على الموهبة التي لاحظها فيه.
• في عام 924م، بعد طرد القرامطة لجماعة الشيعة من الكوفة، عاش المتنبي وعائلته مع قبائل البدو. خلال هذه الفترة، تعلم المتنبي اللغة العربية وأتقنها بالإضافة إلى الأدب. ثم قاد المتنبي ثورة قرمطية في عام 932م في سوريا، مما أدى إلى اعتقاله لمدة عامين. بعدها، خرج من السجن وعمل كشاعر متجول.

النهايات

• عندما عاد إلى الكوفة، استكمل دراسة العربية العرية، وتلقى تعليمه من مجموعة من شعراء عصره، بمن فيهم أبو نواس وابن المعتز وابن الرومي. وكان مهتما جدا بدراسة شعر أبي تمام والبحتري.
• انضم أيضا إلى الكتاب ليتلقى مزيدا من دروس اللغة العربية وشعرها وأدبها، واستمر في الكوفة حتى عام 928 م، ثم غادرها.
• عندما بلغ الرابعة عشرة من العمر، انتقل مع والده إلى بغداد وبقي فيها لمدة عام، وخلال هذه الفترة حضر العديد من الاجتماعات والدروس اللغوية والأدبية وتعرف بشكل عميق على البيئة الأدبية، وأصبح ماهرا في كتابة الشعر.
• قدم الثنائي الثنائية الكوفة وبغداد إشادة، ثم سافر إلى الشام مع والده، حيث تعلم المزيد عن اللغة والأدب والتعرف على المزيد من العادات والتقاليد، وأشاد بأمراء البادية وقبائلها، ثم انتقل إلى حمص وطرابس ودمشق واللاذقية.
• تم اضطرار المتنبي في عام 957م لترك سوريا والذهاب إلى مصر التي كانت تحكمها الإخشيديون، وهناك تعرف على رجل يدعى أبو المسك كافور وكان من أصل أثيوبي، وعندما أساء إليه في إحدى قصائه هرب المتنبي في عام 960م من مصر، ثم استقر في إيران تحت حماية أمير البلاد في عام 965م، وبعد ذلك عاد إلى العراق وتم قتله فيه على يد إحدى العصابات قرب بغداد.
• في يوم من الأيام كان المتنبي يعود إلى الكوفة مع غلامه وقابل خال ضبة ومجموعة من أصحابه، فتصارعوا مع المتنبي، وعندما أدرك المتنبي هزيمته وموته هرب، وذكره غلامه قائلا: الخيل والليل والبيداء تعرفني؟ فتوقف عن الهروب وعاد إليهم ولقي حتفه.

المتنبي وسيف الدولة:

كان المتنبي دائما يشعر بالكبرياء والفخر، وكان يستخدم معظم قصائده للتفاخر بنفسه أكثر من تمجيد الأمراء والملوك، مما أدى إلى كراهيته في بلاط سيف الدولة الحمداني، وتم زرع الفتنة بين المتنبي وسيف الدولة حتى حدث انقسام عميق بينهما ألغى التوافق والمحبة بينهما، وبعد مرور عشر سنوات عندما تجاوز ابن خالويه المتنبي في حضور سيف الدولة ولم يدافع عنه، كان ذلك القشة التي كسرت ظهر البعير ودفعت المتنبي للرحيل عن سوريا.

تراث المتنبي:

• تدور معظم قصائد المتني حول المدح وخصوصا مدح الملوك.
• ترك أكثر من 326 قصيدة، تعتبر رمزا لسيرته الشخصية، وتصور فيها وتمثل حياة القرن الرابع الهجري.
• كتب أول قصيدة له وهو في سن التاسعة والتي أشاد فيها بسالم شلبي والي مصر في ذلك الوقت، ولذلك اشتهر بجهوده وذكائه الفريد وموهبته المبكرة في الشعر.
• في شعره ظهر الافتخار والاعتزاز بالنفس، والتباهي بالعروبة، والتشاؤم، وكذلك قدم قصائد عن فلسفة الحياة والحكمة والمعارك، وهو يعتبر من أفضل الشعراء في هذا المجال.
• لا يتصنع في أشعاره ولا يتكلف، وقد تمثلت أحدث قصائده كودع للحياة وقال: أبلى الهوى بدني.
• من أغراض شعره المدح، ومنها ما مدح به سيف الدولة الحمداني قائلا: وفقا لقدر الأهل العزم تأتي العزائم… وتأتي وفقا لكرامة المكرمين.
• استخدم الوصف في أشعاره ومنها: ملاعب جنة، لو سار فيها سليمان لسار بترجمان.
• استخدم العتاب حينما عاتب سيف الدولة الحمداني وقال: أنا الذي رأى الأعمى أدبي… وأسمعت كلماتي من الذي صمم.

من أشعار المتنبي:

• أردت أن يخبرني الزمان بما لا يمكن للشخص أن يخبر نفسه بذاته، وأن ليس كل ما يتمناه الشخص يحدث، وأن الأمور لا تسير كما يتمنى الشخص.
• وإذا تلقيت نقدا من ناقص، فهي شهادة بأني كامل.
• إذا قمت بالمخاطرة من أجل شرف تستحقه، فلا تكتفي بأقل من النجوم، فمذاق الموت في أمر صغير يكون كمذاق الموت في أمر عظيم، ويعتقد الجبناء أن العجز هو الذي يقتل، وهذا هو خدعة الطبع اللئيمة.
• أرى أننا جميعا نرغب في الحفاظ على أنفسنا ونحن صغار… فحب الجبان يؤدي إلى البقاء وحب الشجاع يؤدي إلى الحرب… وعلى الرغم من أن القصد والفعل متشابهان إلى حد ما ، إلا أنك سترى أن الإحسان يعاقب عن الخطأ.
• أنا لست من الذين يدخلون العشق في قلوبهم… ولكن من يرى عينيك يعشق.

المراجع :