ما هي أنواع الخطوط العربية
اللغة العربية تعد واحدة من أجمل اللغات في العالم، ومع ذلك فإنها تصنف كواحدة من أصعب اللغات في العالم بلا منازع، يليها بعدها اللغة الصينية، ولكن عندما نتحدث عن الجمال، لا بد من ذكر اللغة العربية التي تتميز بجمال خطوطها وتنسيقها، فكل خط له شكل وتاريخ وقصة تميزه عن غيره من الخطوط، فمنها ما يعتمد على الرسم ومنها ما يعتمد على دقة الحروف وتناغمها كأنها لوحة موسيقية، ولذلك يطلق على من يتقن خطوط اللغة العربية اسم “خطاط”، وإليكم أهم التفاصيل على الموسوعة .
أصل الخط العربي:
- أثبت المؤرخون والدراسات أن أصل الخط العربي يعود إلى الخط النبطي، حيث ظهرت الحاجة الملحة لشعوب الأنباط إلى استخدام الكتابة لتسجيل معاملاتهم، واستخدموا في البداية الحروف الآرامية وتغيرت تدريجيا إلى الحروف النبطية.
- بعد ذلك، قد قام أحد الأهل في الحجاز بتحويل اللغة النبطية بسبب السفر وتبادل الرحلات التجارية، ولكن تم تعديلها حتى ظهر الإسلام وبدأ المسلمون في تغيير الخطوط حتى أصبح لهم خط مميز وكان يعرف في ذلك الوقت بالخط المدني، والذي كان يتميز عن الخط المكي بالانحراف والميل في شكل حرف الألف، مما سهل عليهم الكتابة بشكل كبير.
تطور الخطوط العربية في عهد الخلفاء الراشدين:
في عهد الخلفاء الراشدين، استخدمت أنواع مختلفة من الخطوط وأساليب أخرى للكتابة. تم استخدام الخط المستقيم لكتابة البرديات والكتابات الحجرية بدون أي ميل أو غلظة. أما في كتابة المصحف الشريف، فتم استخدام الخط المدني، لكنه لم يكن يعرف التنقيط أو التشكيل في ذلك الوقت.
أنواع الخطوط العربية:
هناك العديد من أنواع الخطوط العربية، ولكن هناك بعض الخطوط التي أصبحت أكثر شهرة من غيرها، وقد تطور الخط العربي بشكل كبير فيما يتعلق بتوضيح النقاط والتشكيل، ومن بين الخطوط العربية الأهم التالية:
1-الخط الكوفي:
يعتبر الخط الكوفي من أقدم الخطوط العربية على الإطلاق، وكان يستخدمه سكان شبه الجزيرة العربية تحت اسم الخط النبطي في البداية، وتم تطويره وتسميته في النهاية بالخط الكوفي.
أشهر من استخداموا هذا الخط هم العباسيون وأولوا اهتماما كبيرا به، وعملوا على استخدام الزخارف والفنون فيه، وتميز بقربه من الرسوم الهندسية المزخرفة ولكن بالحفاظ على أشكال الحروف، وبالنسبة لأنواعه فهناك الخط الكوفي البسيط، الكوفي المورق، الكوفي المزهر، الكوفي الهندسي.
2-خط النسخ:
يعتبر خط النسخ واحدا من أشهر الخطوط والأكثر استخداما، وتم اطلاق هذا الاسم عليه بسبب استخدامه في نسخ العديد من الكتب وكتابة المراسلات بين الأشخاص، ويقال إنه مستوحى من الخط الكوفي، وقد اشتهر خط النسخ في العصور الجاهلية وقبل الإسلام.
حيث تم استخدامه في نقش بعض الكلمات مثل نقش حران في عام 568م، وازدهر في العصر العباسي بسبب انتشار حركة الترجمة والنقل ونسخ الكتب بين الشعوب وخاصة في عهد الخليفة المأمون، واستخدمه العديد من الخطاطين الذين أضافوا إليه واستخرجوا منه صور أخرى مثل الرقعة والتعليق والثلث.
3-الخط الديواني:
تم تسمية هذا النوع من الخط بالخط الهمايوني، وقد تم ابتكاره من قبل الديوان الهمايوني السلطاني في عهد الحكومة العثمانية. وكان يعتبر أحد أسرار القصر التي لا يعرفها سوى كاتبها، وقد وضع قواعد هذا الخط الخطاط إبراهيم منيف بعد فتح مدينة القسطنطينية.
تم استخدام هذا النوع من الخطوط لسنوات عديدة حتى استبدل العثمانيون حروف اللغة العربية بحروف لاتينية أخرى. يتميز هذا الخط بميل خطوطه وتوائها واستخدم في الفرمانات ورسائل الدولة العثمانية، وسمي بالخط الديواني الجلي. أما الخط الديواني الزورقي، فقد استخدم في الصكوك والمستندات والعملات الورقية.
4- خط الرقعة:
يتميز خط الرقعة بسهولة الكتابة والاستقامة وقصر الحروف وعدم التشكيل والتركيب، ويطلق عليه اسم خط الرقعة نسبة إلى الجلدة التي كان يستخدم للكتابة عليها في ذلك الوقت، وأول من وضع قواعد الكتابة بخط الرقعة كان ممتاز بك، المستشار في عهد السلطان عبد المجيد خان في الدولة العثمانية، وكان السلطان سليمان القانوني وعبد الحميد الأول من السلاطين الذين استخدموا هذا الخط في الكتابة.
5- خط الثلث:
هذا الخط يعتبر من أصعب أنواع الخطوط في الكتابة، ولكنه في نفس الوقت يعتبر أحد أشهر الخطوط النسخية، وسمي بهذا الاسم لأنه كان يكتب بقلم سميك يعادل ثلث قطر القلم، وانتشر هذا الخط كثيرا في أواخر الدولة الأموية، وذلك بفضل قلم المحرر، وتم تقسيمه إلى نوعين: قلم الثلث الثقيل وقلم الثلث الخفيف.
6- الخط الأندلسي:
يعد واحدا من أنواع الخط الكوفي، لكنه يتميز بانتظام حروفه بشكل كبير وميله إلى التقوس أكثر من الاستقامة.
عزيزي القارئ، هذه كانت ملخصا لأشهر الخطوط العربية المستخدمة، ولكن ليست كلها، حيث يوجد العديد من الخطوط العربية، لذلك سنتعرف على الأنواع الأخرى وأسباب تسميتها وقصة كل خط في المقالات القادمة.