الحالات المرضيةصحة

تشخيص الإعاقة البصرية واسبابها

هناك عدة أسباب للإعاقة البصرية وطرق مختلفة للكشف المبكر عن المشكلة وتحديد نوع ودرجة الإعاقة. يعتبر البصر من أثمن الحواس التي نمتلكها، ويعد فقدان البصر بسبب مرض أو إصابة من أصعب التحديات التي يواجهها الإنسان في حياته. فقدان البصر هو آخر مرحلة في سلسلة مشاكل الإبصار، مثل عدم القدرة على تمييز الألوان والقصر والطول النظر ومشاكل أخرى تؤدي إلى الإعاقة البصرية. تمكنت التقنيات الحديثة، بفضل الله، من تجاوز وعلاج العديد من هذه المشاكل واختراع أدوات تساعد في تعزيز قوة الإبصار والحفاظ عليها. نحاول في هذه الموسوعة تقديم شرح شامل لمشاكل الإعاقة البصرية وطرق الكشف عنها وقياسها في وقت مبكر.

تعريف الإعاقة البصرية

العمى أو الإعاقة البصرية هي حالة تؤثر على حدة الرؤية ولها أسباب متعددة وتسميات طبية مختلفة. يمكن أن تؤثر على إحدى العينين أو كلتاهما أو جزء معين في العين. ونظرا لأن القرنية هي الجزء الشفاف الأمامي في العين والمسؤولة عن سلامة الرؤية، فإن أي خلل فيها يؤثر على الرؤية بشكل عام. يعرف هذا الخلل بالعمى أو الإعاقة البصرية ومع تطور العلم تم اكتشاف علاج بعض الحالات الوظيفية له.

أسباب الإعاقة البصرية

تنقسم الأسباب إلى أسباب قبل الولادة خلال فترة الحمل وأسباب بعد الولادة، وتشمل الأسباب المتعلقة بفترة الحمل عوامل جينية وبيئية مختلفة تؤثر على نمو الجهاز العصبي المركزي للجنين وبالتالي تؤثر على حاسة البصر والحواس بشكل عام، وتتسبب 65٪ من المشاكل في سوء التغذية للأم خلال فترة الحمل أو تعرض الأم الحامل للأشعة السينية، وتسبب بعض الأدوية والأمراض المعدية التي يصاب بها الأم خلال فترة حملها مثل الزهري والحصبة الألمانية، وبالطبع تؤدي العوامل الجينية إلى حدوث مشاكل بصرية للجنين.

أما بالنسبة لأسباب ضعف الإبصار بعد الولادة، فإنه يمكن أن يكون نتيجة للتقدم في العمر والحوادث والتعرض المباشر أو غير المباشر للغازات والملوثات التي قد تؤثر على الجهاز العصبي. كما يمكن أن يكون سوء التغذية والأنيميا وارتفاع درجات الحرارة المستمرة لفترات طويلة سببا في ضعف الحواس بشكل عام والبصر بشكل خاص. وما زال الطب يبحث عن المزيد من الأسباب لضعف الإبصار لدى الأطفال والشباب بشكل خاص.

الإعاقة البصرية للأطفال حديثي الولادة

بدأ العلم يهتم بظاهرة فقد الأطفال حديثي الولادة للقدرة البصرية الكاملة أو الجزئية في بداية القرن العشرين، وتبين أن معظم الأطفال يفقدون بصرهم بسبب التهاب العين الطفيلي، ويحدث هذا النوع من العدوى عن طريق مواد عضوية معدية تلتقطها عين الطفل من رحم الأم في لحظة الولادة، ويمكن إنقاذ بصر الطفل عن طريق استخدام نترات الفضة في العينين مباشرة بعد الولادة، وكان وجود أنسجة ليفية خلف عدسات العين لدى الأطفال قبل الالتحاق بالمدرسة شائعا جدا في الخمسينات وتسبب فقدان البصر لنسبة 50%، وكان يعتقد أنه خلل في نمو العين أثناء فترة الحمل، ولكن مع التطور تبين أن السبب الرئيسي هو التعرض لنسبة عالية من الأكسجين التي كانت تعطى للأطفال حديثي الولادة لتهيئتهم للحضانة في حالات الولادة المبكرة، وبالفعل تم التحكم في كمية الأكسجين بعد ذلك مما أدى إلى تقليل حدوث هذا الخلل لدى الأطفال.

تشخيص الإعاقة البصرية

التشخيص المبكر دائما لأي مشكلة هو السبب الأساسي في علاجها وحلها. وهناك بعض العلامات التي قد تشير إلى وجود إعاقة بصرية لدى الطفل، ويجب على الأهل والمدرسون الانتباه إلى هذه العلامات لعلاج مشاكل الرؤية قبل أن تتفاقم. ومن بين هذه العلامات:

  • إحمرار العينان.
  • فرك العينين بشكل مستمر والشكوى من حكة فيهما.
  • كثرة الإدماع ووجود إفرازات بجانب العبنان.
  • ظهور عيوب في العين مثل الحول أو انخفاض الجفن.
  • تقريب الأشياء منه بشكل زائد أو إبعادها عنه.
  • الإصطدام المتكرر والعرقلة.
  • الشكوى من صداع مستمر أو تعب سريع أثناء تصفح كتاب أو الرسم.
  • مشاكل في تمييز الألوان أو صعوبة في التقاط الأشياء التي ترمى إليها.

في حال ظهور أي من تلك المشكلات، يجب الذهاب للطبيب لإجراء الفحوصات اللازمة وتحديد سبب وعلاج الإعاقة البصرية.

أدوات تشخيص الإعاقة البصرية

هناك عدد من الأدوات المستخدمة في قياس وتحديد الإعاقة البصرية، بما في ذلك الأدوات البدائية مثل لوحة سنلن. تعد لوحة سنلن واحدة من الأساليب التقليدية المعروفة، حيث يقف الشخص أمام لوحة مكتوب عليها حروف ويحدد ضعف بصره بناء على حجم الكلمات التي يتعذر عليه رؤيتها من مسافة 6 أمتار. وبالطبع، هناك العديد من الانتقادات التي وجهت لهذه الطريقة البدائية، وبالفعل لم يعد يعتمد عليها بشكل وحيد في القياس، بل تعد مجرد مؤشر ليتابعه الطبيب باستخدام فحوصات أكثر تطورا. بعض هذه الأدوات هي مقياس فروستج للإدراك البصري، ومقياس بندر، ومقياس بيري- بكنتيك للتآزر البصري الحركي، بالإضافة إلى عدد مختلف من الاختبارات التي تختلف حسب شكوى المريض وعمره وحالته الطبية.

أنواع الإعاقة البصرية

توجد فئتين رئيسيتين للإعاقة البصرية، وهما “المكفوفون/ضعاف البصر”، ولا يعني أن المكفوفين هم فقط من فقدوا بصرهم تماما كما يشاع، بل يصنف قانونا أي شخص يكون إبصاره أقل من 6/60 متر في كلا العينين أو إحداهما، حتى مع استخدام النظارة الطبية، بأنه “كفيف”، ويعني هذا المقياس أن ما يراه الشخص الطبيعي على مسافة 60 متر، يحتاج الشخص المكفوف لمسافة 6 متر ليراه. أما الإعاقة البصرية لفئة “ضعاف البصر”، فتشمل عدة أنواع

  • طول النظر: يعاني الفرد من ضعف البصر القريب ويعزى ذلك إلى انخفاض عمق جسم العين.
  • قصر النظر: وهو المقابل لطول النظر.
  • الرمد بأنواعه المختلفة: وهو مرض يحدث نتيجة للحساسية من شيء ما أو الذباب ويكون غالبا مرتبطا بفصل الربيع ويسبب تقرحات في قرنية العين وتورم الجفون وانعطاف الرموش نحو الداخل وألم في العينين.
  • الماء الأزرق “الجلاكوما”: حالة خطيرة من زيادة إفراز الماء داخل العينين تزيد الضغط على عصب العين، وإهمالها يمكن أن يؤدي إلى فقدان البصر.
  • الحول: تشوش في عضلات العين وتعوق حركة الرؤية ويمكن علاجها بإجراء عملية تصحيح في وقت مبكر وفي بعض الحالات.
  • اللارؤية: تكون الصورة غير واضحة بسبب عدم انتظام كسر الضوء المسقط على القرنية والعدسة البصرية، ويمكن علاجها جراحيا.
  • الماء الأبيض أو العتامة: هذا المرض يصيب كبار السن وهو أقل خطورة من مرض الماء الأزرق وغالبا ما يكون مرتبطا بمرض السكري، ويمكن إزالة الماء المتكون بعملية جراحية بسيطة.
  • رأرأة العين: هي حركة غير إرادية تحدث في حركة العين وتؤدي إلى صعوبة التركيز على الرؤية وتسبب الغثيان والدوار الدائم.

مشاكل الرؤية والعجز البصري حالة تعاني منها معظم الأشخاص، وبفضل التقدم الطبي تمكنا من علاجها والسيطرة عليها في الغالب، ومع ذلك، لا يزال الكشف المبكر والاهتمام بالأمر هو أفضل وسيلة للحد من الأضرار الناجمة عن العجز البصري بأنواعها المختلفة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى