الدين و الروحانياتالناس و المجتمع

القيم الموجودة في سورة الليل

القيم الموجودة في سورة الليل

سورة الليل هي واحدة من سور الجزء الثلاثين من القرآن الكريم، وتحتوي على 21 آية، وهي سورة مكية. إذا أردتم معرفة المزيد عنها، يمكنكم معرفة أنها السورة رقم 92 في المصحف، وهذه هي القيم التي تحتوي عليها:

  • التعرف على الصراط المستقيم الذي يجب على الإنسان اتباعه في الحياة الدنيا حتى يكون مصيره الجنة، والتي لا يدخلها بأعماله وحده بل يدخلها بفضل رحمة الله وأمره العظيم.
  • في تلك السورة، يمكن للإنسان أن يتعرف على نفسه إذا كان حقا مؤمنا لأن الله يذكر فيها صفات الكافرين ويميز بينهم وبين المؤمنين في العلن والخفاء، أي فيما يظهرون وفيما يخفون، وتؤكد السورة على العاقبة المنتظرة لكل شخص منهم، فمنهم من سيعاقب بشدة ومنهم من سينعم بالجنة.
  • كانت السورة تؤكد بوضوح لأهل قريش ومكة الذين تكذبوا رسول الله محمد -صلى الله عليه وسلم- وتدعوهم للتوبة عن أفعالهم حتى يسامحهم الله ويغفر لهم.
  • من هذه السورة نستنتفي أن الله خلق الإنسان في أفضل حالة، وأي تعديل يخطر في بال البشر على هذا الخلق فهو غير نافع، وأن الله خلقنا في أفضل صورة وهي الذكر والأنثى، ولله حكمة في ذلك، وهدفه من خلقنا هو لإعمار الأرض والاستمرار في التكاثر والنمو يوما بعد يوم.
  • نتأكد من هذه السورة أن الإنسان لديه حرية اختيار في حياته في العديد من الأمور، فهو لديه القدرة على اتخاذ طريق الحق أو طريق الضلال، ويمكنه أن يتراجع عن أي من هذين الطريقين في أي وقت يرغب في ذلك، فالاختيار هو دائما للإنسان وحده وليس هذا يعني أن الله اختار الكفر للكافرين.
  • في تلك السورة يعلمنا الله تعالى أن هناك ما يسمى باتخاذ الأسباب وأن على الإنسان أن يدعو ثم يجتهد بكل ما يمتلكه من نعم ويكون محاطا بها، بل وينبغي عليه أن يعتمد على الأسباب طوال حياته وأن لا يفقد الأمل أبدا ويتذكر أن الرزق في النهاية من عند الله، ولكنه يعطيه لمن يشاء ممن سعى وبذل جهودا.
  • في هذه السورة نتعلم واحدة من أهم دروس التنمية البشرية وهي كيفية استغلال الوقت بشكل صحيح وتؤكد أن الله جعل النهار للعمل والاجتهاد والليل للراحة والسكينة.

مقاصد سورة الليل

إذا كنت ترغب في تنظيم حياتك وتحقيق النجاح في سعيك، عليك بترتيب هذا السعي والسعي لاتباع الطريق الصحيح، وبالتأكيد يجب أن تركز على مقاصد سورة الليل وهي:

  • لطالما كان الإنسان يسعى للرزق بل إن حياته في الأساس تدور حول ذلك المغزى.
  • في رحلة البحث عن الرزق، يواجه الإنسان العديد من الخيارات والطرق، وهنا يجب أن يتأنى في اختياره حتى يختار الطريق الصحيح، ولكن هل ينجح الإنسان دائما في اختيار الطريق الصحيح؟.
  • هناك العديد من الناس الذين يعتقدون أن الله يختار لهم إن كانوا مؤمنين أم كافرين، وما إذا كانوا سيدخلون الجنة أم النار. والحقيقة هي أن الله يترك للإنسان حرية الاختيار. فقد خلق الله كل إنسان وجعل له ميلاده ووفاته وجنسه وزمانه وظروفه، ولكنه يترك للإنسان حرية الاختيار في النهاية. فهل سيسلك طريق الجنة أم سيختار طريق النار؟.
  • وبسبب اختلاف طرق التفكير والتقييم للأمور بين الأفراد على وجه الأرض، يعتقد العديد من الناس أنه من الممكن بسهولة أن يتمكن الجميع من اختيار طريق الخير والشر والاستفادة من المزايا في كلا الطرق وتجنب العيوب والعقوبة المرتبطة بطريق الشر، ولكن سورة الليل تؤكد لنا في آياتها أنه لا يوجد طريق ثالث، بل هناك طريقين فقط وهما طريق الخير وطريق الشر، ويجب على الشخص اختيار أحدهما.
  • من يسلك الطريق الشرير يمكنه أن يعود عنه ويتوب الله عليه ويغفر له، وليس لدينا جميعا القدرة على الاستمرار في الخطأ أو الفتنة. هناك من يسلكون طريق الحق ولكنهم يضلون وقد يعودون أو قد لا يعودون، وفي هذه الدنيا نحن جميعا على حالة مستمرة كل يوم.

فوائد سورة الليل للرزق

عندما تقرؤون هذا العنوان، قد تفكرون في كيفية زيادة سعة الرزق من خلال قراءة سورة الليل، ولكن هذا ليس المقصود، فإن سورة الليل هي واحدة من السور التي اختصها الله لتوجيه الإنسان في تنظيم حياته وسعيه لطلب الرزق:

  • من سورة الليل، نتعلم أن الله سبحانه وتعالى قد كتب لنا الرزق قبل أن نولد وحتى أنفاسنا الأخيرة.
  • لذلك، يعتبر الدرس الأول من دروس الرزق التي نتعرف عليها من سورة الليل هو الرضا بقضاء الله وقدره، بغض النظر عن الظروف، وبالرزق الذي قد يكون موجودا لأنه العليم الحكيم الذي يعطي لمن يشاء ويمنع أيضا لمن يشاء.
  • وعلى الإنسان في هذه الحياة أن يسعى قدر استطاعته وأن لا يترك سببا من الأسباب دون استغلاله، حتى لا يكون ضعيفا في طلب رزق الله الذي ينزله عليه في أي وقت يشاء.
  • في رحلة البحث عن الرزق، يجب أن يكون قلب الإنسان متصلا بالله ولا يطلب إلا منه ولا يرجو سواه. يجب أن يكون واثقا من أن الله هو المعيل والرازق. إذا أراد الله توفير رزقه وتحقيق أمره، سيحدث ذلك. وإذا لم يشأ الله، فلن يقول لأمر ما كن فيكون. هنا نتعلم أهمية الاعتماد على الله بالشكل الصحيح.
  • التوكل يعني الاعتماد التام على الله، والتواكل هو المضاد الكامل للتوكل، حيث يترك الإنسان أسباب الدنيا ويعتقد أن الله سيرزقه مستقرا في مكانه دون الحركة أو بذل أي مجهود، وبالتأكيد هذا غير صحيح.
  • ويقول الصالحون إنه إذا اعتمد الإنسان على الله بالطريقة الصحيحة، فإن الله سيكافئه ويرزقه كما يرزق الطيور في أعشاشها.
  • من المهم أن تعرف أن المولى عز وجل يحب أن يعمل الإنسان ويبذل جهده في أول ساعات النهار، حيث يتم توزيع الرزق في هذه الفترة. وربما يكون السعي في النهار هو الطريق الأول لاستخلاص الأرزاق التي منحها الله لنا، فالوقت هو عامل مؤثر جدا في حياتنا.

الصفات الموجودة في سورة الليل

تناولت سورة الليل بعض الخصائص في الإنسان وأوضحت أسباب تلك الخصائص وكيف يؤثر فيها بما يرضي الله

  • في سورة الليل ذكرت أن الله خلق الإنسان من الذكر والأنثى، وهذا هو أول وصف للإنسان في هذه السورة. وخلق الله الإنسان بهذه الطريقة ليمنحنا الرزق الذي نحبه ونسعى لتحقيقه في حياتنا، والرزق الأول الذي نحبه هو البنين. فإن الأسرة الصالحة هي حلم كل إنسان على هذه الأرض، حتى لو أنكرت ذلك، فهذا هو طبيعتنا السليمة.
  • وعندما نذكر أن الإنسان يولد ذكرا وأنثى، فهذا يشير إلى عدم وجود صورة أفضل من تلك الصورة حتى يعيش الإنسان حياته وحتى ينجب الأطفال التي يتمناها.
  • وقد وصف الإنسان أيضا بأنه يحب السعي، فهو يسعى دائما للرزق ويسعى للحصول على كل ما يجلب له الفائدة والسعادة. وقد ينسى في ذلك أن الله سبحانه وتعالى وضع له اثنين فقط من طرق الرزق، مهما حاول أن يجمع بينهما.
  • سورة الليل تشير أيضا إلى صفة السعي، التي لا تتعارض أبدا مع إيمان الإنسان بأن رزقه بيد الله وأنه هو من يقول للشيء كن فيكون. لذلك، يجب على الإنسان أن يبذل جهده ويسعى، لأن الدنيا هي مكان للتعب والصعوبات، ويجب عليه العمل دائما حتى يحقق ما يريد بإذن الله.
  • على الإنسان الذي لم يحقق ما يريد أن يتذكر دائما تلك الكلمات، فهي الأهم في إيمانه، وتجعله دائما متعلقا بالله ومتواصلا في الدعاء. فالدعاء هو العبادة الأساسية، إذ خلقنا الله لنطلب من فضله ما نحتاجه ونؤكد أنه المعطي حسب مشيئته وبدون حساب. لا يوجد جزاء يمكن للإنسان أن يحصل عليه في المستقبل أو أن يحرم من شيء لكي يحصل على شيء آخر، وهذا غير صحيح.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى