الحالات المرضيةصحة

ما هو جدري القرود

ما هو جدري القرود

تظهر العديد من الأمراض المتنوعة بين الحين والآخر في مختلف أنحاء العالم، وفي الآونة الأخيرة ظهر مرض يعرف بجدري القرود، وبشكل مؤسف يجهل الكثيرون طبيعة هذا المرض، وتطرح العديد من الأسئلة من قبل مختلف الأشخاص لمعرفة أي معلومات أو تفاصيل عن هذا المرض الغريب.

  • ويتم التساؤل ” ما هو جدري القرود ؟ “.
    • وتمت الإجابة على هذا السؤال بأن جدري القرود عبارة عن مرض فيروسي نادر، وهو مرض حيواني المنشأ، أي أن بداية ظهوره كانت على الحيوان، ولكن تمكن هذا الفيروس من الانتقال إلى الإنسان في الفترة الأخيرة من خلال طائفة مختلفة من الحيوانات البرية.
    • يعرف هذا الفيروس بأنه ينتمي إلى نفس فصيلة فيروسات الجدري، ولكنه مختلف عنها في بعض الأشياء مثل الأعراض.
    • تم اكتشاف هذا الفيروس لأول مرة في عام 1985 م عندما كان يتم البحث عن أي أمراض مشابهة لمرض الجدري من قبل المعهد الحكومي للأمصال في كوبنهاغن.
    • على الرغم من ندرة هذا المرض، إلا أنه ظهر في الفترة الأخيرة في مناطق مختلفة حول العالم. وعلى الرغم من أن هذا الفيروس ينتقل من بعض الحيوانات إلى الإنسان، إلا أن انتقاله من شخص إلى آخر نادر جدا ومحدود.

أماكن تواجد جدري القرود

  • مرض جدري القرود غير شائع وغير منتشر أيضا، ويحدث في مناطق نائية قرب الغابات الاستوائية المطيرة مثل جمهورية الكونغو على سبيل المثال، والمناطق في وسط أفريقيا، أي أن هذا المرض كان أساسا موجود في قارة أفريقيا.
  • لم يبق هذا الأمر مستمرا، فقد ظهر المرض وانتشر أيضا في مناطق مختلفة حول العالم بأكمله في فترات قديمة وحديثة، ومن الأمثلة على ذلك ظهوره في الولايات المتحدة الأمريكية.

تاريخ مرض جدري القرود

  • ظهر مرض الجدري القرود على الإنسان لأول مرة في عام 1970 في جمهورية الكونغو الديمقراطية، وعلى الرغم من أن المنطقة التي ظهر فيها المرض تم استئصال الجدري منها منذ عام 1968، إلا أن طفلا صغيرا يبلغ من العمر 9 سنوات أصيب بالجدري القرود.
  • وفي هذا الوقت، تم الإبلاغ عن ظهور العديد من الحالات المختلفة المصابة بهذا المرض في العديد من المناطق الريفية المتواجدة في الغابات المطيرة في غرب أفريقيا ونهر الكونغو.
  • في العام 1996 م وفي العام 1997 م، ظهرت العديد من الحالات المرضية المصابة بهذا المرض في جمهورية الكونغو الديمقراطية.
  • في عام 2003 م، ظهرت أيضا عدد من الحالات المصابة بجدري القرود في المنطقة الغربية الوسطي الموجودة في الولايات المتحدة الأمريكية، وكانت تلك المرة الأولى التي ظهر فيها هذا المرض خارج نطاق قارة أفريقيا، وكان سبب هذه الإصابة مخالطة الأشخاص للكلاب البراري الأليفة.
  • في عام 2005، ظهرت عدة حالات إصابة بهذا النوع من الجدري في ولاية الوحدة في السودان، وظهرت أيضا عدة حالات متفرقة في مناطق مختلفة من أفريقيا.
  • بعد وقوع تلك الإصابات، تم اكتشاف عدد من الحالات المصابة في عام 2016م، وتجاوز هذا العدد 26 حالة، وبسبب هذا الأمر توفي شخصان من المصابين بهذا الفيروس.

جدري القرود كيف ينتقل

يثار التساؤل حول كيفية انتقال مرض جدري القرد إلى البشر، وقد تم إجراء العديد من الدراسات العلمية والطبية لتحديد الطريقة التي ينتقل بها العدوى من الحيوانات إلى الإنسان، أو من إنسان إلى آخر.

  • انتقال المرض من الحيوانات إلى الإنسان:
    • قيل أن جدري القرود ينتقل بعد أن يقوم الشخص بمخالطة أحد الحيوانات المُصابة، وتكون تلك المخالطة إما:
      • لدماء الحيوانات.
      • بالنسبة لسوائل أجسام الحيوانات بشكل عام أو قروحها المخاطية.
      • لآفات الحيوانات الجلدية.
    • بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن تنتقل العدوى مباشرة من خلال تناول اللحوم غير المطهية بشكل جيد، وهذا يعتبر عاملا يمكن أن يتعرض له الأشخاص المختلفون.
    • تمت إثبات انتقال العدوى في أفريقيا من خلال التعامل مع القرود أو السناجب أو الجرذان، وتم التأكيد على أن القوارض تعتبر عاملا أساسيا في نقل الفيروس والإصابة به.
  • انتقال المرض من إنسان إلى آخر:
    • يقال أن جدري القرود يمكن أن ينتقل بين الأشخاص عن طريق المخالطة الحميمة، مثل التعرض لإفرازات الجهاز التنفسي للشخص المصاب أو التعرض لآفات الجلد.
    • يقال أيضا أن الأمراض يمكن أن تنتقل عن طريق لمس الأشياء التي تحتوي على سوائل أو إفرازات من الشخص المصاب.
    • وبالتالي، تم إثبات أن جدري القرود ينتقل عن طريق جزئيات الجهاز التنفسي، ويحتاج لاستمرار التواصل المباشر بين الأشخاص كالتلاقي وجها لوجه، ولذلك، عند إصابة أحد أفراد الأسرة يمكن أن يصاب جميع أفراد الأسرة.
    • يقال أيضا أن المرض يمكن أن ينتقل عن طريق التلقيح أو عن طريق المشيمة، ولكن حتى الآن لم ترد أي وثائق طبية تثبت أو تؤكد أن هذا المرض قادر على الانتشار في جميع أنحاء العالم بسبب انتقال العدوى من شخص لآخر.

أعراض الاصابة بجدري القرود

يتطلع الجميع إلى معرفة الأعراض التي قد تظهر على الشخص المصاب بجدري القرود، ووفقا للدراسات الطبية، يقال إن فترة الحضانة للمرض، أي الفترة التي يستغرقها ظهور أعراض المرض بعد الإصابة، تتراوح بين 5 أيام و 21 يوما، وبالنسبة للأعراض، فهي تنقسم إلى مرحلتين.

  • المرحلة الأولى:
    • تعرف هذه المرحلة باسم فترة الغزو، وفي هذه المرحلة يعاني الشخص المصاب من الحمى والصداع، بالإضافة إلى تضخم العقد اللمفاوية.
    • من الأعراض في هذه الفترة فقدان الطاقة والشعور بالإرهاق المستمر، وألم في الظهر والعضلات المختلفة.
    • تكون تلك الفترة من يوم واحد حتى خمسة أيام.
  • المرحلة الثانية:
    • تسمى هذه المرحلة بظهور الطفح الجلدي، وفي هذه المرحلة يبدأ الطفح الجلدي بالظهور، في البداية يكون في الوجه، ومن ثم ينتقل إلى مختلف أجزاء الجسم.
    • للأسف، يكون الطفح الجلدي واضحا وملحوظا بشكل كبير على الوجه واليدين والقدمين أيضا.
    • نسبة الحالات المصابة بطفح الوجه تصل إلى حوالي 95%، أما نسبة الحالات المصابة بطفح اليدين والقدمين فتصل إلى حوالي 75%.
    • ويعرف هذا الانتشار بأنه يستمر في التطور تدريجيا طوال فترة الإصابة، بالإضافة إلى وجود آفات قد تصيب كل من غشاء الفم المخاطي وقرنية العين وأعضاء التناسلية أيضا.
    • وتلك الفترة تكون بعد الإصابة بالحمى، وتستمر من يوم واحد وحتى ثلاثة أيام.
  • مرض جدري القرود يتميز عن غيره من الأمراض الأخرى بتضخم ملحوظ في العقد الليمفاوية للحالات المصابة، ويحدث ذلك قبل ظهور أي طفح جلدي.
  • الأعراض لهذا المرض تستمر لمدة حوالي 14 إلى 21 يوما.
  • يمكن أن يصاب الأطفال أيضا بهذا المرض، ولكن يكونون في حالة صحية سيئة بالمقارنة مع الفئات العمرية الكبيرة. فهذا المرض معروف بأنه يؤثر بشكل كبير على الفئات العمرية الصغيرة.
  • في بعض الأحيان، يمكن أن يتوفى الأشخاص بسبب هذا المرض، ولكن نسبة حدوث ذلك لا تتجاوز 10٪، وتكون هذه النسبة بشكل كبير مقتصرة على الأطفال.

كيفية تشخيص مرض جدري القرود

يشبه مرض جدري القرود العديد من الأمراض الأخرى التي تسبب طفحا جلديا مثل الجدري المائي والالتهابات البكتيرية والحصبة وحساسية الجلد المختلفة والزهري والجرب أيضا. لذلك، عند تشخيص هذا المرض، يتطلب إجراء عدة اختبارات للتعرف على نوع الإصابة ومعرفة ما إذا كان هذا المرض جدري القرود أم لا.

  • ومن أبرز مميزات جدري القرود عن غيرها من الأمراض هو أن كل من يصاب به يعاني من تضخم في العقد اللمفاوية، وبالتالي يسهل اكتشاف هذا المرض.
  • من الأمور الضرورية لتشخيص مرض جدري القرود وجود مختبر، لإجراء الاختبارات التي تساعد على تحديد ما إذا كان الشخص مصابا بهذا المرض أم لا.
  • ومن الاختبارات التي يُمكن من خلالها اكتشاف المرض:
    • اختبار الكشف عن المستضدات.
    • اختبار المقايسة المناعية الإنزيمية.
    • اختبار عزل الفيروس عن طريق زراعة الخلايا.
    • اختبار تفاعل البوليميراز المتسلسل.

المراجع

1

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى