الدين و الروحانياتالناس و المجتمع
هل مريض الصرع يدخل الجنة
المرض هو ابتلاء يطهر الإنسان من الخطايا والذنوب ويرفع من درجته عند الله في الآخرة، ومرض الصرع هو من الأمراض المزمنة التي تصيب الأعصاب، ويحدث بسبب خلل أو اضطراب في الإشارات الكهربائية داخل الخلايا في المخ، ونظرا لخطورة هذا المرض وتعرض المريض لنوبات متكررة، يتساءل المريض هل يجعله الله من أهل الجنة بهذا المرض؟.
هل مريض الصرع يدخل الجنة
- يقال أن ابن عباس – رضي الله عنه – قال لعطاء بن أبي رباح: ألا أريك امرأة من أهل الجنة؟ فقلت: بلى. فقال: إن هذه المرأة السوداء، جاءت إلى النبي صلى الله عليه وسلم وقالت: إني أصرع وإني أتكشف، فادع الله لي. فقال لها النبي صلى الله عليه وسلم: إن شئت صبرت فلك الجنة، وإن شئت دعوت الله أن يعافيك. فقالت: أصبر. فقالت: فإني أتكشف فادع الله ألا أتكشف فدعا لها
- يشير الحديث الشريف إلى أن المريض المصاب بالصرع إذا استمر في صبره على مرضه وأجراه عند الله – عز وجل – فإن الله سيجعله من أهل الجنة، بفضل صبره على هذا البلاء الشديد.
- تعرف تلك المرأة السوداء بلقب “سعيرة الأسدية”، وقد يطلق عليها أيضا لقب “شقيرة”، كانت تعاني من مرض الصرع الذي يؤدي إلى دخول الشخص في حالة غيبوبة.
- ذهبت إلى النبي – صلى الله عليه وسلم – حتى يدعو لها بالشفاء، والشفاء من هذا المرض، في تلك اللحظة أخبرها النبي بأن أفضل لها هو الصبر على المرض ودخولها الجنة، وأفضل من ذلك هو أن يدعو لها فتشفى.
- اختارت المؤمنة السيدة الصبر على البلاء حتى يكتبها الله من أهل الجنة، وينجيها من النار، ولكنها طلبت أن يسترها النبي بألا تكشف حتى لا يظهر جزء من جسدها، فقد تم تلبية طلبها.
الصرع بسبب العين
هل يمكن أن يسبب الإصابة بالعين الصرع؟، هذا ما سنجيب عنه بالتفصيل فيما يلي:
- أوضح علماء الدين أن هناك نوعين من الصرع، الصرع العضوي والذي يكون نتيجة لإصابة الشخص بالعين أو السحر.
- يتم علاج الصرع العضوي عن طريق الكي، حيث يتعرق المريض من رأسه ويتحسن، ويعيش لفترة طويلة.
- إذا ذهب مريض الصرع إلى الطبيب ولم يستجب للعلاج، فقد يكون قد تعرض للتأثير الشيطاني، وقد يكون يعاني من وجود كائن خارجي يسبب له الصرع، وعليه أن يراجع شيخا موثوقا ليقرأ عليه.
الصبر على المرض والابتلاء
نقدم لكم فضل الصبر على المرض والابتلاء في الإسلام من خلال ما يلي:
- لله – سبحانه وتعالى – يعطي عباده الصابرين أجرا عظيما كمكافأة لصبرهم واحتسابهم، ويعتبر المرض واحدا من أصعب التحديات في الحياة، لذلك يمنح الله المصابين منزلة خاصة، وربما لم يكن ليحصلوا عليها إلا من خلال هذا المرض.
- وقد قال النبي محمد -صلى الله عليه وسلم-: “مدهش هو أمر المؤمن، فإن كانت أموره كلها سيئة وصبر فذلك خير له، وإن كانت أموره كلها جيدة وشكر فذلك خير له”
- يشير الحديث النبوي إلى أن قدر المؤمن مليء بالخير، فهو دائما في رعاية الله – عز وجل – وأمانه، فإذا تعرض لمصيبة فإنه يصبر ويحتسب، ولا يجزع، فتجعل الله هذا البلاء خيرا له.
- يجب على المسلم أن يتجنب الشكوى للناس إذا أصابه المرض، وأن يلتزم بالعلاج، وأن يدعو الله بالشفاء السريع، وأن يرفع الله منزلته بفضل هذا البلاء، وأن يرزقه الرضا.
- أكد العلماء أن الحصول على الأجر يتوقف على صبر الإنسان أثناء مرضه، وعدم القيام بأي قول أو فعل يغضب الخالق سبحانه وتعالى تماما.
فوائد الصبر على البلاء
كل بلاء يحدث للإنسان له حكمة يعلمها الله عز وجل، فلنسلم أمورنا لله ولا نجزع، والصبر على المرض له فوائد عديدة بما في ذلك:
- أجمع علماء الإسلام على أن المرض يكفر عن خطايا الإنسان، ويطهره من الذنوب والمعاصي، ويقربه من الله.
- هناك العديد من الآيات القرآنية التي تؤكد لنا أن صبر الإنسان على البلاء لا يضيع سدى، بل يجزى عليه.
- قال الله – سبحانه وتعالى – في القرآن الكريم: «إن الصابرين يؤتون أجرهم بدون حساب» (سورة الزمر – الآية رقم 10).
- يعتقد بعض الناس أن البلاء إذا أصاب العبد فهو عقاب من الله سبحانه وتعالى، وهذا الاعتقاد خاطئ تماما، بل يبتلي الله كل منا حسب إيمانه.
- قال النبي محمد – صلى الله عليه وسلم – في الحديث الشريف عندما سئل: يا رسول الله، من هم الأشد بلاء؟ فأجاب: “الأنبياء، ثم الأمثل فالأمثل، يبتلى الإنسان وفقا لدينه.
- المرض هو من الابتلاءات العظيمة التي تعكر صفاء الحياة، لذا أعد الله للصابرين على المرض أجرا كبيرا من لدنه، فأي ضرر يصيب الإنسان يكون له أجر.
- وقد قال النبي محمد – صلى الله عليه وسلم – في الحديث الشريف: إنه لا يصيب المسلم من نصب أو وصب أو هم أو حزن أو أذى أو غم، حتى الشوكة يشاكها، إلا أكفر الله بها من خطاياه.