الدين و الروحانياتالناس و المجتمع

ما حكم تناجي اثنان دون الثالث

ما حكم تناجي اثنان دون الثالث

لطالما حثنا الدين الإسلامي الحنيف على الأخلاق الحميدة وحرص على عدم إيذاء الآخرين بسبب أفعال الأشخاص المحيطين به، ومن أهم ما يتحدث عنه الإسلام هو التناجي، وقد قال في ذلك:

  • لا يتناجى شخصان بدون الثالث لأنهما يحزنه، ومن هنا نستنتج أن التناجي في الإسلام هو الحظر والتجنيب.
  • ويتم توجيه هذا الحكم من خلال الاعتقاد بأنه إذا كان هناك ثلاثة أشخاص وتحدث اثنان بصوت منخفض دون الثالث، أو إذا كان هناك أربعة أشخاص وتحدثوا ثلاثة دون الرابع، أو إذا كان هناك خمسة أشخاص وتحدثوا أربعة دون الخامس، فإن الشخص الذي تم تجاهله سيعتقد أنهم يتحدثون عنه وبالتالي سيشعر بالحزن والأسى، وهذا ليس من المفترض أن يشعر به أي شخص بغض النظر عن السبب.
  • وفي هذا المكان يدخل التواصل السري بين شخصين بدون معرفة الثالث بطريقة علنية، ولكن بلغة غير مفهومة لهذا الشخص. يمكن أن يتحدثوا بالإنجليزية أو الفرنسية بينما هو عربي، وبالتالي لا يفهم ما يقولون وقد يعتقد أنهم يتحدثون عنه، وهذا يدخل أيضا في مفهوم التواصل السري.
  • يقول العلماء إنه لا يعتبر تناجيا إذا كان الأشخاص يجلسون في وسط مجموعة كبيرة وتناجى اثنان أو ثلاثة منهم دون البقية، وعددهم كبير، وبالتالي هذا ليس تناجيا، بل من الطبيعي أن يتحدث اثنان فقط في وسط مجموعة كبيرة من الناس.

معنى التناجي في الحديث

نظرا لأن التناجي أمر محظور في الإسلام، فمن الضروري أن نعرف المعنى الحرفي لهذا الفعل حتى نتجنبه ونتجنب الوقوع فيه عن طريق الخطأ ونحن لا نعلم بالفعل. وهذا الفعل يعني:

  • الكلام سرا أي أن شخصا يقترب من شخص آخر ويبدأ في التحدث إليه بصوت منخفض حتى لا يسمعه من حوله وقد يضع المتحدث يده على فمه أثناء الحديث للتأكد من عدم سماع أحد ما يقوله.
  • وهذا هو المعنى الذي جاء به الحديث الشريف لكي يحذرنا من هذا الفعل الذي قد يسبب حزنا في نفوس الآخرين.
  • وأكد العلماء أن هناك فرق بين التناجي الغير جائز والتناجي الجائز والذي يكون عبارة عن أذن قبل التناجي فإن كان هناك ثلاثة في المجلس وأراد اثنين منهم أن يتحدثوا سرا فيجب أن يستأذنوا الثالث أولا ومن ثم يبدؤون في الحديث مع بعضهم البعض.
  • وبالتأكيد لا يصبح الأمر سرا إذا تحدث شخصان مع بعضهما البعض بسرية دون أن يسمعهم بقية المجموعة، لأن وسط مجموعة من الناس قد لا يلاحظ أصلا وجود اثنين يتحدثان مع بعضهما البعض بدون الآخرين، لذلك لا يوجد حرج في ذلك، لأنه لن يترك أي تأثير سلبي على حياة أي شخص.

مفاسد تناجي الاثنين دون الثالث

إسلامنا الحنيف لم يحرم شيئا ما لم يكن فيه كثير من الشر، وهذا ينطبق أيضا على التناجي الذي له تأثير سلبي على المجتمع الإسلامي ونفوس الأشخاص، ومن الأمور السلبية فيه:

  • عندما يتحدث اثنان دون الثالث، يشعر الشخص الثالث بأنهم يتحدثون عنه وبالتالي يصاب بالحزن والأسى النفسي، وهذا يؤثر سلبا على صحته النفسية.
  • ينشر التناجي فكرة الكراهية بيننا لأنها تنشر أيضا سوء الظن بين الناس، وهو شيء نهانا المولى عز وجل عنه، فالمسلم يجب أن يفكر دائما بصورة إيجابية ولا يظن بالآخرين بشكل سيء، حتى لا يتصرف بشكل غير صحيح تجاههم بسبب سوء الظن.
  • نتيجة للتناجي، يمكن أن يبدأ الشخص في أن يصيح على الأشخاص الذين يتحدثون سرا من دونه، وهذا الأمر يزيد من انتشار الكراهية بينهم، لأن الشيطان قد ينتصر عليهم ويجعل كل تفكيرهم عن بعضهم البعض سيء، وبالتالي يتلف العلاقة بينهم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى