افضل اعمال ليلة القدر

افضل اعمال ليلة القدر

ذكر الله- ﷻ- في القرآن الكريم يشير إلى فضل ليلة القدر في أكثر من موضع، وقد أنزلت سورة بأسمها لأنها لها فضل عظيم، لذلك يتحضر الكثيرون من المسلمين لاستغلال هذه الفرصة، بكل قوتهم، فما هو فضل ليلة القدر؟ وما هي أفضل الأعمال التي يمكن أن تقام فيها؟ وما هو العمل الذي كان يفعله نبينا المصطفى- ﷺ- عندما يدخل العشر الأواخر من شهر رمضان؟ إنه كان يعتكف في هذه الأيام ويحث أهله على الصلاة والعبادة، وكان يشغل نفسه بالذكر والدعاء والقيام في هذه الأيام. وفيما يلي سنذكر بعض الأعمال الأخرى التي تعتبر من أفضل الأعمال في ليلة القدر.

قراءة القرآن الكريم

أبلغنا المولى -ﷻ- بأنه أنزل القرآن الكريم في ليلة القدر، ليشير إلى عظمة ليلة القدر وفضلها، ويرى أنها من أعظم العبادات للمسلم هي قراءة القرآن، الأمر الذي يجعل المسلم مؤديا لسنة رسول الله -ﷻ- قارئا للقرآن، وإن شاء الله سيكون من الذين يبلغهم الله ليلة القدر، فهذا هو فضله بكل حرف يقرؤه حسنة، وذلك يكسبك شفاعة رسول الله -ﷻ- والأخير يضاعف ثواب عملك بثواب خير من ألف شهر.

ذكر الله والدعاء

لقد عرف شهر رمضان بزيادة الأجر فيه، وزيادة الفضل والثواب من عند الله – جل في علاه -، ومن بين الأعمال التي يمكن أن تكون سهلة في ظل الانشغالات الدائمة التي تدور في أذهاننا جميعا هو الذكر، وإن للذكر ثوابا عظيما عند الله، وهو من أسباب الفوز بمغفرة الله، كما في قوله – تعالى -: (إن المسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات والقانتين والقانتات والصادقين والصادقات والصابرين والصابرات والخاشعين والخاشعات والمتصدقين والمتصدقات والصائمين والصائمات والحافظين فروجهم والحافظات والذاكرين الله كثيرا والذاكرات أعد الله لهم مغفرة وأجرا عظيما) (سورة الأحزاب الآية 35)

أمثلة لأدعية ليلة القدر

هناك العديد من الأدعية المستحبة في ليلة القدر، ولكل مسلم الحق في أن يدعو الله بما يرغب ويطلبه ويحب أن يحصل عليه، سواء كان في الدنيا أو الآخرة، وهناك بعض الأدعية التي أوصى بها رسول الله – صلى الله عليه وسلم – أو كان يكررها كثيرا، لذا ينبغي لأهل السنة أن يسعوا لمعرفة تلك الأدعية ويكرروها، ومن بين تلك الأدعية ما يلي.

• عن أم المؤمنين عائشة- رضي الله عنها- قالت: (يا رسول الله، ما رأيك إذا وافقت ليلة القدر، ماذا أدعو؟ قال: تقولين “اللهم إنك عفو تحب العفو، فاعف عني”)” (حديث صحيح)
• عن أم المؤمنين عائشة- رضي الله عنها- قالت: (اللهم إني أدعوك بكل ما هو جيد في الحاضر والمستقبل، سواء كنت أعلم به أو لم أعلم، وأستعيذ بك من كل شر في الحاضر والمستقبل، سواء كنت أعلم به أو لم أعلم. اللهم إني أدعوك بأفضل ما دعاك به عبدك ونبيك، وأستعيذ بك من أسوأ ما استعاذ به عبدك ونبيك. اللهم إني أدعوك أن تجعلني من أهل الجنة وأن تقربني منها بأقوالي وأعمالي، وأستعيذ بك من النار وأن تبعدني عنها بأقوالي وأعمالي، وأدعوك أن تجعل كل قضية قد قضيتها لي خيرا)

الإنفاق وإخراج الصدقات

في شهر رمضان، يفضل إعطاء الصدقة. إنه العمل الذي يرجوه الكافرون لكي يعودوا إلى الدنيا ويعملوا به، فله فضل عظيم. الصدقة لها فضل كبير، والإنفاق والتصدق هما من صفات المؤمنين الذين يدخلهم الله في مغفرته. ولها أيضا فضل اجتماعي كبير في إصلاح المجتمع. لا يجب أن تكون الصدقة مادية فحسب، فقد تكون كلمة طيبة، أو مساعدة للآخرين، أو تجنب إلحاق الأذى بالآخرين. وكل شخص يتصدق بحسب امتلاكه، فإذا لم يكن لديه مال للتصدق، يمكنه إعطاء صدقة بالقول أو الفعل كما ذكرنا سابقا.

الاعتكاف

أشرنا سابقا إلى أن أفضل عمل قام به رسول الله – صلى الله عليه وسلم – في العشر الأواخر من شهر رمضان الكريم هو الاعتكاف. ففي هذه الفترة تتوفر فرص كثيرة لأداء الأعمال الصالحة مثل القيام بالصلاة وإعطاء الصدقات وقراءة القرآن والذكر. الاعتكاف يساعد على تهدئة القلب والنفس من ضغوط الحياة الدنيا ويعطينا الفرصة لتعزيز الروحانية والاقتراب من الله. يجب أن نذكر أن الاعتكاف كان فرضا على أمم قبلنا وكان وسيلتهم للعبادة والاقتراب من الله، فهو واحد من أهم الطرق في العبادة.

قيام الليل

يذكر الرسول – صلى الله عليه وسلم – أن قيام الليل يعتبر شرفا للمسلم، بسبب الفضل العظيم لقيام الليل في الإسلام، سواء بأداء صلاة التراويح أو صلاة التهجد. إنها فرصة للتقرب إلى الله من خلال السجود وتلاوة القرآن والدعاء في السجود. قيام الليل يساعد صاحبه في التحمل في يوم القيامة. ونظرا لأننا نصلي قيام الليل في ليلة القدر وبين جميع تلك الملائكة التي تحيط بنا في تلك اللحظة، فإنهم يغفرون لنا ويدعون الله لنا بالخير. إنه فضل عظيم.

الأيام التي قد تكون فيها ليلة القدر سنة 1443

أخبر رسولنا الكريم- صلى الله عليه وسلم- أن ننتظر ليلة القدر في ليلة وترية من ليالي العشر الأواخر من شهر رمضان، وسنعرض لكم جدولا بالليالي الوترية وتاريخها لهذا العام ١٤٤٣- ٢٠٢٢

فضل ليلة القدر

أنزل الله -عز وجل- سورة كاملة عن ليلة القدر، في هذه السورة يذكر فضل ليلة القدر وسنذكر بعض هذا الفضل فيما يلي.

نزول القرآن الكريم

أنزل المولى – عز وجل – القرآن الكريم في ليلة القدر، كما ذكر في قوله – تعالى -: (إنا أنزلناه في ليلة القدر) (سورة القدر الآية الأولى)

فضل العمل الصالح في ليلة القدر

أشار الله -تعالى- إلى أن ثواب ليلة القدر هو أفضل من ثواب ألف شهر، كما ذكر في قوله -تعالى-: “وما أدراك ما ليلة القدر”

نزول الملائكة إلى الأرض في ليلة القدر

ليلة القدر هي ليلة عظيمة بأجرها، حيث ينزل الملائكة فيها وتكون عددها كثيرا مثل عدد حبات الرمل في الأرض، وعلى رأسهم ملك الوحي جبريل – عليه السلام – الذي لا ينزل إلى أرضنا إلا في هذه الليلة فقط بعد وفاة سيدنا محمد – صلى الله عليه وسلم – وانقطاع الوحي، كما ذكر في قوله تعالى: (تنزل الملائكة والروح فيها بإذن ربهم من كل أمر) (سورة القدر الآية الرابعة)

ليلة سلام واطمئنان على كل المخلوقات

تأتي ليلة القدر بالسكينة والطمأنينة، وتزيد من الخشوع في القلوب والنفوس. فهي ليلة سلام لا تعكرها مشاكل، ليس باردة ولا حارة، بل معتدلة تماما. يقال أن سماؤها صافية، وفيها يشعر المؤمن بالروحانيات القوية والرغبة في العبادة والتقرب إلى الله. كما قال الله تعالى: (سلام هي حتى مطلع الفجر) (سورة القدر الآية الخامسة)

بعض الأعمال البسيطة التي تكسبنا فضل ليلة القدر

كيف يمكنني أن أحقق الفوز حتى لو كان بالقليل من فضل تلك الليلة العظيمة؟ هناك العديد من الأعمال البسيطة التي يمكنني تكرارها خلال العشر الأخيرة من شهر رمضان الكريم لمساعدتي على الفوز حتى لو بالقليل من ثواب تلك الليلة، مثل أن أقرأ وردا صغيرا من القرآن في كل ليلة، وأن أتصدق حتى لو بالقليل في كل ليلة، وأن أتبرع بمصحف في المسجد، وعلى الرغم من بساطة تلك الأعمال إلا أنها يمكن أن تساعدني في الحصول على بعض فضل ليلة القدر، وعدم أن أكون من الخاسرين الذين يمرون بتلك الليلة العظيمة دون الاستفادة منها لصالح الآخرة.