من هو دليل النبي وأبو بكر في الهجرة من مكة للمدينة

من هو الدليل النبي وأبو بكر في الهجرة من مكة إلى المدينة، ولماذا اختاره رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قد هاجر الرسول من مكة إلى المدينة المنورة بعد أن زادت قريش ضيقا له ولم يؤمن معه سوى قليل من أهل مكة، بالرغم من مواصلته لدعوته لأهله بالإيمان بالله الواحد الأحد، وسنتعرف أكثر عن تفاصيل الهجرة من مكة إلى المدينة ودليل النبي من خلال هذا المقال 

لماذا هاجر النبي إلى المدينة المنورة 

هاجر النبي صلى الله عليه وسلم إلى المدينة المنورة رفقة أبو بكر الصديق بعد تعرضهما لأذى شديد من قومهما، ولم يتوان المشركون عن التخطيط لإيذاء النبي والمؤمنين القلة. واستمر النبي في دعوة قومه للتخلص من الشرك والكفر والإيمان بالله الواحد، ولكنهم رفضوا. فقرر النبي الهجرة إلى يثرب ليعيش مع المؤمنين القلة وتأسيس دولة إسلامية قوية 

من هو دليل النبي وأبو بكر في الهجرة من مكة للمدينة 

الدليل الذي اعتمد عليه النبي وأبو بكر في الهجرة من مكة إلى المدينة هو “عبد الله بن أريقط”، وهو أحد أبناء قبيلة قريش وكان يعتنق الكفر، ولكنه وعد النبي صلى الله عليه وسلم وصاحبه أبو بكر بأن يأخذهما بطريق غير معروف للكفار، وقد أعد أبو بكر الصديق ناقتين لهما للسفر معهما فهو رفيق العمر

من هو عبد الله بن أريقط 

هو رجل يدعى عبد الله بن أريقط الليثي الديلي الكناني وهو من أبناء قبيلة قريش. ولد في منطقة الحجاز وكان يعمل في رعي الأغنام. وعلى الرغم من أنه لم يكن مسلما، إلا أنه قدم مع الرسول وأبو بكر في رحلتهم من مكة إلى المدينة. قد روي عن السيدة عائشة أنها قالت: “استأجر رسول الله رجلا من قبيلة الديل، ثم من قبيلة عبد بن عدي، كان يجيد رعي الأغنام. وقد حلف بحلفة قوية بأسرة العاص بن وائل وهو لم يكن مسلما، ثم أمناه وسلماه راحلتيهما له، ووعداه باللقاء في مكان معين بعد ثلاث ليال. فجاء بهما براحلتيهما صباحا بعد ثلاث ليال، وانطلق الرسول وأبو بكر وعامر بن فهيرة والدليل الديلي على الطريق

لماذا اختار الرسول عبد الله بن أريقط؟ 

تم اختيار النبي صلى الله عليه وسلم عبد الله بن أريقط ليكون دليله، على الرغم من أنه من رجال قريش، حيث سلك طريق الساحل سابقا وهو طريق غير معروف لدى قريش ولن يتوقعه أحد منهم، وتفقد رسول الله وأبو بكر الصديق لقاء معا في مكان قريب من غار ثور بعد ثلاث ليال، وقد أؤتمن على سر الرسول وساعده بالرغم من أنه كان مشركا 

هل أسلم عبد الله بن أريقط ؟

تنوعت آراء الفقهاء حول هذه المسألة، حيث قيل أنه أعلن إسلامه وبين العلماء الذين قالوا ذلك الذهبي وعد من الصحابة لرسول الله، إلا أن النووي وعبد الغني المقدسي أكدوا أنه لم يعلن دخوله الإسلام ولم يسلم

ليلة الهجرة 

بعد أن حصل النبي على إذن الله سبحانه وتعالى بالهجرة نزل صاحبه إلى يثرب، خرج الرسول صلى الله عليه وسلم من منزله في وقت متأخر من الليل، وكانت قريش تعلم بأن النبي سيخرج للهجرة فأعدوا مجموعة من الرجال ومعهم سيوف مسمومة ليحاصرون منزل النبي ويمنعونه من الخروج، وأمر الرسول علي بن أبي طالب وهو صبي صغير بالنوم في فراشه وارتداء رداءه حتى يرد الأمانات التي كانت لدى رسول الله 

تمكن الرسول من الخروج دون أن يشعر به الكافرون بعد أن ألقى الله النعس عليهم وأغشى أبصارهم وخرج الرسول وأصحابه من مكة سالمين 

غار ثور 

بعد مغادرة النبي وأصحابه مكة، أرسلت قريش رجالا لمتابعة آثار النبي وصحبه، وقد أعلنوا جائزة كبيرة قيمتها مائة ناقة هدية لمن يعثر عليه، واستمروا في البحث عنه، ولكن دخل النبي وأبو بكر الصديق كهف ثور وأقاموا فيه لمدة ثلاثة أيام، وكانت أسماء بنت أبي بكر تجلب لهم الطعام، وكان أخوها عبد الله يأتي لهم بأخبار قريش ويعمل على مسح آثار أقدامهم لكي لا يتبعهم أحد قريبا من خلال قطيع غنم يسير وراءهم

تمكن الكفار فعلا من الوصول إلى غار ثور وشعر أبو بكر الصديق بخوف شديد على النبي من عنف رجال قريش، لكن الرسول أطمأنه وقال له إن الله معهما، وأرسل الله العنكبوت لينسج خيوطه على باب الغار، مما جعل قريش تتأكد أنه من المستحيل أن يكون هناك أحد في الغار 

وصول النبي للمدينة المنورة 

وصل الرسول صلى الله عليه وسلم مع صاحبه أبو بكر إلى المدينة المنورة بعد رحلة شاقة استمرت حوالي أسبوع ويوم، وهي واحدة من أصعب الرحلات، لكن الله ثبتهم وأرسل لهم حماية فلم يستطع المشركون الوصول إليهم. ورحب أهل المدينة بالرسول صلى الله عليه وسلم بالترحاب والإنشاد “طلع البدر علينا”، وكان ذلك في اليوم الثاني عشر من ربيع الأول، وتعاملوا مع المسلمين بصورة حسنة وسابقوا في شرف الإبقاء على الرسول في منزله، وناقة الرسول باركت في منزل الصحابي أبي أيوب الأنصاري 

لماذا اختار النبي يثرب للهجرة إليها 

التكريم الذي يحظى به أهل يثرب وحسن تصرفهم وحبهم للرسول صلى الله عليه وسلم وإيمانهم به كان الدافع الأساسي للرسول للهجرة إلى يثرب، وبالإضافة إلى ذلك، موقع يثرب الفريد المحاط بالأشجار كان يوفر الحماية الكافية للمسلمين خلال حروب نشر الدعوة