القواميس و الموسوعاتالمراجع

معنى كلمة يقتروا

معنى كلمة يقتروا

اللغة العربية تمتلك مرادفات ومصطلحات تصل إلى اثني عشر مليون كلمة، وهذا العدد الكبير يثري اللغة العربية ويجعلها من أقوى اللغات وأكثرها صعوبة. ومن بين هذه المرادفات المذكورة في القرآن الكريم، وقد يكون من الصعب فهمها حتى لأهل اللغة، هناك كلمة واحدة فقط في القرآن تعني البخل أو الضيق. وسنقدم لكم أمثلة على استخدام هذه الكلمة في عدة مواضع مختلفة كما يلي.

  • قتر الرجل: ضاق عيشه.
  • قتر على عياله: ضيق عليهم في النفقة أو بخل عليهم.
  • قتر اللحم: انتشر قتاره في دخانه ورائحته.
  • قتر الأمر: لزمه.
  • قترت النار: دخنت.
  • صبراً وإن كان قتراً: وجاءت بمعنى الشدائد والصعاب.
  • قتر الشيء: ضم بعضه إلى بعض.
  • القترة: وتحمل هذه الكلمة العديد من المعاني، مثل ضيق العيش كما ذكر، والفتحة الضيقة التي يدخل منها الماء إلى البستان، والنافذة.

أشار ابن الرومي، واحد من أعظم شعراء العصر العباسي، إلى وصف بخل أحد البخلاء قائلا

يُقتّر عيسى على نفسه وليس بباقٍ ولا خالدِ

أصل كلمة يقتروا

الكلمة “يقتروا” هي كلمة عربية من نوع الأفعال المضارعة، ولكنها تحتوي على واو الجماعة للدلالة على الفاعلين، ولكن الفعل المضارع بمفرده هو “يقتر” والماضي هو “قتر” والأمر هو “اقتر”، وجذر الفعل حسب المعاجم العربية المختلفة هو (ق-ت-ر).

معنى كلمة يقتروا في القرآن الكريم

ظهرت كلمة “يقتروا” مرة واحدة فقط في القرآن الكريم، كما ذكر في سورة الفرقان بالضبط في الآية السابعة والستون، حيث يقول -تعالى- (والذين إذا أنفقوا لم يسرفوا ولم يقتروا وكان بين ذلك قواما)، وفي تفسير الآية الكريمة ورد ما يلي.

تتحدث آية في سورة الفرقان عن صفات عباد الرحمن، وتذكر الآية إحدى صفاتهم وهي أنهم لا يبذرون في إنفاقهم ولا يكونون بخلاء على أهليهم، بل يكونون معتدلين في الإنفاق. فالأمر الأفضل هو الاعتدال في الإنفاق، كما تم توضيحه في سورة الإسراء في الآية التاسعة والعشرين بقوله تعالى: “ولا تجعل يدك مغلولة إلى عنقك ولا تبسطها كل البسط فتقعد ملوما محسورا”.

صفات عباد الرحمن في سورة الفرقان

ظهرت كلمة “يقتروا” في القرآن الكريم في سورة الفرقان لوصف عباد الرحمن، فما هي الصفات الأخرى لعباد الرحمن التي تم ذكرها في سورة الفرقان؟ سنذكر صفات عباد الرحمن كما وردت في سورة الفرقان فيما يلي.

التواضع والصبر على الأذى

أولى صفات عباد الرحمن هي التواضع، حيث لا يسير متكبرين ويتحلون بالهدوء والوقار. عندما يخاطبهم الجهلة بأقوال تؤذيهم، يردون برد يحفظهم من الإثم، كما جاء في قوله تعالى: “وعباد الرحمن الذين يمشون على الأرض هونا وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما” (سورة الفرقان الآية: 63)

قيام الليل

عباد الرحمن يظلون مستيقظين في الليل لأداء صلاة القيام والتهجد؛ للتقرب إلى الله في وقت يكون فيه الجميع نائمون، كما في قوله تعالى: (والذين يبيتون لربهم سجدا وقياما) (سورة الفرقان، الآية 64).

دعوة الله بالبعد عن جهنم

عباد الرحمن يدعون ربهم بكثرة، وأحد أهم دعاء لهم هو أن ينجيهم الله من عذاب جهنم ويبعده عنهم. فإن جهنم هي أسوأ مكان للإقامة والاستقرار، حيث يلازم صاحبه عذابها ولا يفارقه. كما قال تعالى: “والذين يبيتون لربهم سجدا وقياما والذين يقولون يا رب اصرف عنا عذاب جهنم، فإن عذابها كان شديدا إنها ساءت مستقرا ومقاما” (سورة الفرقان الآيات 64-66).

الاعتدال في الإنفاق

من الصفات التي يتمتع بها عباد الرحمن – كما ذكرنا – هي الاعتدال في الإنفاق، كما ورد في قوله تعالى: (والذين إذا أنفقوا لم يسرفوا ولم يقتروا وكان بين ذلك قواما) (سورة الفرقان، الآية 67).

لا يرتكبون الكبائر

لا يقوم عباد الرحمن بأعمال الكبائر، وقد ذكر الله في هذا الموقف ثلاثة من الكبائر، وهي الشرك بالله وقتل النفس بدون وجه حق، وارتكاب فاحشة الزنا، وقد بين الله عقوبة من يرتكب أحد هذه الكبائر بأنه سيزداد عذابه وعقابه عند الله، إلا إذا تاب وعمل أعمالا صالحة، ففي هذه الحالة يحول الله سيئات التائبين إلى حسنات، كما في قول الله تعالى: (والذين لا يدعون مع الله إلها آخر ولا يقتلون النفس التي حرم الله إلا بالحق ولا يزنون ۚ ومن يفعل ذلك يلق أثاما (68) يزداد له العذاب يوم القيامة ويتعذب فيه مذلولا (69) إلا من تاب وآمن وعمل عملا صالحا فأولئك يحول الله سيئاتهم حسنات ۗ وكان الله غفورا رحيما (70) (سورة الفرقان الآيات 68: 70).

العودة إلى الله دائماً

يتميز عباد الرحمن بكثرة توبتهم وعودتهم إلى الله عند ارتكابهم الإثم، كما في قوله تعالى: “ومن تاب وعمل صالحا فإنه يتوب إلى الله متابا” (سورة الفرقان، الآية 71).

البعد عن مجالس الإثم

يتجنب عباد الرحمن الجلوس في مجالس الباطل، وليس فقط مجالس الباطل بالقول فقط، بل أيضا مجالس المعصية والمحظورات هي مجالس باطلة أيضا، فعباد الرحمن ينأون عن هذه المجالس، كما جاء في قوله تعالى: “والذين لا يشهدون الزور وإذا مروا باللغو مروا كراما” (سورة الفرقان الآية 72).

التدبر بآيات الله

يستمدون العبرة والحكمة من آيات الله ويستجيبون لها ويتفكرون في معانيها وتطبيقاتها، كما في قوله تعالى: “والذين إذا ذكروا بآيات ربهم لم يخروا عليها صما وعميا” (سورة الفرقان، الآية 73).

الدعوة بصلاح الأهل والأبناء

يدعون ربهم دائما بالخير والبركة لأهلهم وأبنائهم، فهم يحرصون بشدة على أسرهم، كما ورد في قوله تعالى: “والذين يقولون ربنا انعم علينا بأزواجنا وذرياتنا قرة أعين واجعلنا للمتقين إماما” (سورة الفرقان، الآية 74).

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى