انه ينفع مما نزل من البلاء ومما لم ينزل
فإنه ينفع فيما نزل من البلاء وفيما لم ينزل، فالدعاء هو إحدى العبادات التي يقرب بها العبد إلى ربه لرفع البلاء عنه وتحقيق ما يتمنى من المنافع، وكما يرد الدعاء القدر، وأوصانا الرسول صلى الله عليه وسلم بالالتماس الدعاء، وقد قال الله تعالى: “ادعوني أستجب لكم”، ولذلك سنتعرف من خلال هذا المقال على فائدة الدعاء فيما نزل من البلاء وفيما لم ينزل، وعلى أدعية لرفع البلاء وأفضل أوقات الدعاء
انه ينفع مما نزل من البلاء ومما لم ينزل
ينفع الدعاء في كل شيء، سواء نزل به بلاء أم لم ينزل، وذكر الرسول في حديثه أن الدعاء ينفع في كل شيء، فعلينا نحن عباد الله أن ندعوه بالدعاء. وهذا حديث صحيح صدقه الرسول صلى الله عليه وسلم، ومن هذا الحديث نتعلم العديد من العبر، خاصة أن هناك الكثير من الناس يعتقدون أن الله يعلم حالنا ولا حاجة للدعاء، ولكن الرسول يعلمنا أن الدعاء يهمنا ويفيدنا في كل شيء
- يخبرنا الرسول صلى الله عليه وسلم من خلال هذا الحديث أن الدعاء هو سلاح للمؤمن وهو أحد أنواع العبادة التي تقرب الإنسان من الله تعالى
- يساعد الدعاء في التخفيف من البلاء وتغيير القدر، ويجب علينا أن لا نستعجل الاستجابة من الله
- على كل مسلم أن لا يتجاهل سنن الله، فهي تساعد في التخلص من البلايا وقد يبتليك الله ليختبر صبرك وليستجيب لدعائك وتضرعك إليه
- يمكن استدلال فائدة الدعاء من قوله تعالى: “وإذ نادى أيوب ربه أني مسني الضر وأنت أرحم الراحمين فاستجبنا له فكشفنا ما به من ضر وآتيناه أهله ومثلهم معهم رحمة من عندنا وذكرى للعابدين” صدق الله العظيم
- الله يحب أن يسمع تقرب العبد إليه ومناجاته في أوقات الشدة والرخاء ولا يكون من الخاسرين
- قوله في شيء ينفع مما لم ينزل هو دليل على قول الرسول صلى الله عليه وسلم أن القضاء لا يرد إلا بالدعاء
- لذلك، يجب أن تقترب من الله وتتضرع وتلح في الدعاء. يكفي أن يكون لديك شرف التواصل مع الله، وتأكد أن الله سيختار لك الخير حتى لو لم تر استجابة لدعائك في الوقت الحالي
كيف يرفع الله الابتلاء
هناك العديد من الأعمال التي يمكنك القيام بها للتقرب من الله عز وجل وتخليص نفسك من البلاء، منها:
زيادة التضرع وعدم اليأس من رحمة الله تعالى
التّوبةُ عن الذّنوبِ والمعاصي.
الثبات في الحق والرضا بقضاء الله وقدره
تقوى الله.
حسنُ أداءِ العباداتِ وزيادتها.
قراءةُ القرآنِ وقيامُ الليل بالصّلاة.
الصدقة. الإحسانُ إلى النّاس.
ما هي أدعية رفع البلاء
هناك العديد من الأدعية العامة التي يمكننا أن ندعو بها لكي يرفع الله البلاء عموما عن جميع البشر ويزيل الكرب والهم، ومنها:
- اللهم ارفع عن بلادنا الوباء، واحمنا من شر البلاء، وأنزل علينا الرحمة والشفاء، واحفظ بلادنا وبلاد المسلمين
- اللهم، أنقذنا من الشرور والمحن، واحمينا من الأوبئة والأمراض، واحفظنا من كل سوء يا الله
- يا الله، أرجو رحمتك، فلا تسلمني إلى نفسي حتى لو لحظة، أصلح لي كل أموري، لا إله إلا أنت”. هذا هو دعاء النبي صلى الله عليه وسلم كما رواه أحمد وأبو داود في حديث أبي بكر رضي الله عنه
- اللهم ندعوك بأعظم اسم، الذي إذا دعيت به فإنك تستجيب، وإذا سئلت به فإنك تعطي، أن تزيل عنها الهم والكرب
هل الدعاء يغير القدر
الدعاء هو عبادة عظيمة ويجازى عنها الإنسان، وتوضح مدى يقين وإيمان العبد وتوكله على الله في جميع الأمور. أما إجابة الدعاء فتؤثر في القدر والله أعلم
هناك نوعان من القضاء، القضاء المعلق والقضاء المبرم، يمكن للدعاء أن يغير القضاء المعلق وهو موجود في الكتاب المكتوب ويعلم به الملائكة، أما القضاء المبرم فلا يمكن تغييره بأي شيء
ما هو فضل الدعاء
الدعاء هو من أسمى العبادات وإليك فضله:
- يساعد في التغلب على المحن والتخلص من الكرب والضغوط
- إنه سبب واحد من أسباب النجاح في الحياة بشكل عام
- يساعد في فتح أبواب الرزق المقفلة.
- يعمل على تكفير الذنوب ويساهم في رفع درجتك وجلب الخير لك ودرء الشر
- الدعاء هو إحدى العبادات التي يتم مكافأتها ويحصل الإنسان على أفضل الأجور من الله سبحانه وتعالى
- إن الدعاء يزيد من اليقين والتقرب من الله سبحانه وتعالى، فهو مدبر لكل الأمور
- الدعاء يظهر ضعف الإنسان وتضرعه إلى الله عز وجل وقدرته على التدبير في شؤونه
ما هي آداب الدعاء وأسباب الاستجابة
هناك مجموعة من آداب الدعاء وأسباب الاستجابة يجب عليك التعرف عليها:
- من الأفضل أن تختار أوقاتا محددة للدعاء، مثل يوم الجمعة وشهر رمضان المبارك، وخاصة قبل الإفطار وفي يوم عرفة ووقت السحر، حيث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إن الله تعالى ينزل كل ليلة في الثلث الأخير من الليل إلى سماء الدنيا، فيقول: “من يدعوني فأستجيب له، من يسألني فأعطيه، من يستغفرني فأغفر له”
- استغل أفضل الأوقات خاصة بين الأذان والإقامة، فإن الدعوة في هذه الأوقات لا ترد
- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “فيما يتعلق بالسجود، فاجتهدوا في الدعاء لكي يستجاب لكم
- من بين الآداب في الدعاء هو البدء بالاستغفار والتوبة واستقبال القبلة قبل الدعاء
- يجب رفع اليد عند الدعاء (فإن الله تعالى حي كريم، يستحي من عبده إذا رفع يديه إليه أن يردهما فارغتين)
- عند الدعاء، نبدأ بالحمد والثناء على الله والصلاة على الرسول صلى الله عليه وسلم، ومن ضمن الآداب أيضا أن ندعو بالربوبية قائلين “يا رب”، ونسأل الله أن يهدينا ويجعلنا من الصالحين، وكما قال الله تعالى في القرآن الكريم: “يا ربنا، امنحنا الخير في الدنيا والآخرة واحمنا من عذاب النار”