التعليموظائف و تعليم

بحث شامل عن ابن سينا

من هو ابن سينا؟” يعرف ابن سينا باسم أبو على الحسين بن عبد الله بن الحسن بن علي بن سينا، وهو عالم وطبيب مسلم من بخارى. ولد في قرية أفشنة بالقرب من بخارى في أوزبكستان، ووالده كان من مدينة بلخ في أفغانستان. ولد عام 980م وتوفي في همدان، إيران، عام 1037م. اشتهر ابن سينا بالطب والفلسفة، وكتب العديد من الكتب في هذين المجالين. يعتبر ابن سينا أول من كتب عن الطب في العالم بأسره. أشهر أعماله هو كتاب “القانون في الطب” الذي استخدم كمرجع رئيسي في علم الطب لمدة سبعة قرون متوالية. كما وصف ابن سينا التهاب السحايا الأولي وأسباب اليرقان وأعراض حصى المثانة. وانتبه إلى أثر المعالجة النفسانية في الشفاء. وتلقى ابن سينا تعليمه في بخارى، حيث حفظ القرآن الكريم وتلقى علوم الفقه والأدب والفلسفة والطب. درس ابن سينا على يد عالم بخاري اسمه “أبو عبد الله النائلي”، واستمر في تعلم الفلسفة والمنطق منه. كان النائلي معجبا جدا بتلميذه ابن سينا وقدراته الذكية والمنطقية. ويقال أن ابن سينا بدأ بعلاج السلطان نوح بن منصور الساماني وهو في الثامنة عشر من عمره، وهذا أعطاه فرصة للانضمام إلى بلاط السلطان ووضع مكتبته الخاصة تحت تصرفه

جدول المحتويات

حياة ابن سينا :

عاش ابن سينا في نهاية القرن الرابع الهجري وبداية القرن الخامس الهجري، وتعلم في سنواته الأولى من أبيه، الذي كان من مشايخ الطائفة الإسماعيلية وترتكز أفكارها على الأفلاطونية الجديدة. على الرغم من عدم تبعه لمعتقدات أبيه، استفاد كثيرا من تواجد العارفين في منزله للحديث والمناظرة. وعندما بلغ العاشرة من عمره، أصبح حافظا للقرآن وحفظ العديد من القصائد العربية والأعمال الأدبية الأخرى. سرعان ما اكتسب معرفة عميقة في منطق وغيبيات من أساتذته المشهورين. وعندما بلغ الثامنة عشرة، شعر بعدم الحاجة إلى معلميه واستمر في دراسته بنفسه. وهكذا اكتسب ابن سينا معرفة عميقة في علوم الطب والشريعة والغيبيات. كان له دور بارز في تطوره الفكري والأدبي، وذلك بفضل الوصول إلى محتويات المكتبة الغنية في قصر السمنديين، وهم عائلة حاكمة كبيرة ظهرت في فارس بعد الفتح العربي. أذن لابن سينا بدخول تلك المكتبة بعد نجاحه في علاج الأمير نوح بن منصور السمندي من مرض لم يستطع الأطباء الآخرون علاجه. وعندما بلغ العشرون، توفي والده وانتقل ابن سينا إلى جرجان وأقام هناك وألف كتابه “القانون في الطب”. ثم انتقل إلى همدان حيث حقق شهرة واسعة وأصبح وزيرا للأمير شمس الدين البويهي. لكنه لم يبق في همدان لفترة طويلة، حيث توفي شمس الدولة في عام 1022، ووجد نفسه في موقف غير مريح. تسببت وفاة راعيه في مصاعب كبيرة، بما في ذلك سجنه. ولكن حظه السعيد ساعده على الهروب إلى أصفهان، وهي مدينة تبعد 250 ميلا جنوب طهران. وقرر الاستقرار فيها، وقضى فيها 14 عاما في نسبة من الأمان والسكينة، وهناك أنهى كتابه “القانون في الطب” وكتابه الشهير “كتاب الشفاء

كتب ابن سينا

كان ابن سينا عالما وفيلسوفا وطبيبا وشاعرا ونسب إليه لقب الشيخ الرئيس والمعلم الثالث بعد أرسطو والفارابي، وأطلق عليه أيضا لقب أمير الأطباء وأرسطو الإسلام. كان متفوقا على عصره في العديد من المجالات الفكرية، ولم يشغله اهتمامه بالعلم عن المشاركة في الحياة العامة في عصره. بل كان يتفاعل مع مشكلات مجتمعه ويشارك في صنع نهضته العلمية والحضارية. كان لذلك تأثيرا كبيرا على آرائه ونظرياته، وانعكس ذلك على أفكاره ومؤلفاته. لم يكتف بقبول نظريات من سبقوه، بل كان ينتقدها ويحللها ويعرضها على عقله وتفكيره. يأخذ ما يتوافق مع تفكيره ويقبله عقله ويزيد عليه بأبحاثه وخبراته ومشاهداته. كان يقول: “إن الفلاسفة يخطئون ويصيبون كسائر الناس، وهم ليسوا معصومين عن الخطأ والزلل”. لذلك، حارب ابن سينا التنجيم وبعض الأفكار السائدة في بعض مجالات الكيمياء. خالف أيضا بعض معاصريه الذين قالوا بإمكانية تحويل بعض الفلزات الخسيسة إلى الذهب والفضة. نفى ابن سينا إمكانية حدوث ذلك التحويل في جوهر الفلزات، معتبرا أنه تغيير ظاهري في شكل الفلز وصورته. وفسر ذلك بأن كل عنصر له تركيبه الخاص الذي لا يمكن تغييره بالطرق المعروفة للتحويل. حقق ابن سينا شهرة واسعة ومكانة علمية عظيمة، ما أثار حسد بعض معاصريه وغيرتهم منه. وجدوا في عقليته وآرائه الجديدة في الطب والعلوم والفلسفة فرصة للطعن فيه واتهامه بالإلحاد والزندقة. ولكنه كان يرد عليهم بالقول: “إيماني بالله لا يتزعزع؛ فلو كنت كافرا فليس ثمة مسلم حقيقي واحد على وجه الأرض

من أقوال ابن سينا :

  • المستعد للشيء تكفيه أضعف أسبابه
  • الوهم نصف الداء، والاطمئنان نصف الدواء، والصبر هو أول خطوة نحو الشفاء
  • تحذروا من البطنة، فمعظم المشاكل الصحية تنشأ بسبب الشهية الزائدة للطعام
  • العقل البشري قوة من قوى النفس التي لا يمكن الاستهانة بها
  • النفس هي كمال أول للجسم الطبيعي الآلي ذي حياة بالقوة، أي أنه يولد وينمو ويتغذى

وفاة ابن سينا :

انتقل ابن سينا إلى أصفهان حيث حظي بدعم كبير من أميرها علاء الدولة. أصيب جسده بالمرض واستمر في المرض لأسابيع متتالية، حيث كان يمرض أسبوعا ويشفى أسبوعا، وتجاوزت فوائد الأدوية. لكن المرض تفاقم عليه وعلم أنه لن يستفيد من العلاج، فتجاهل صحته وأصبح قائلا: “المدبر المبدئي عاجز عن تدبير جسدي، فلا فائدة من العلاج”. تطهر وتوب وتصدق من ماله للفقراء وأطلق سراح غلمانه بحثا عن الغفران، وتوفي في يونيو 1037م عندما بلغ من العمر 58 عاما، ودفن في همدان في إيران .

المراجع :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى