البيئةعلوم

التلوث البيئي والحلول المقترحة

التلوث يعتبر أحد أخطر المشاكل التي تواجه البيئة والمجتمع ، حيث يتسبب في أخطار جسيمة تؤثر على حياة الأفراد ، وخاصة الأطفال. البيئة تشمل جميع العناصر التي تحيط بالبشر مثل الماء والهواء والتربة وغيرها ، ولكي يظل الإنسان على قيد الحياة على هذه الأرض ، يجب أن يكون هناك توازن بين تلك العناصر وعدم تلوثها. يحدث التلوث عندما يتغير طبيعة واحدة أو أكثر من تلك العناصر بسبب تدخل الإنسان. يتمثل التلوث في حدوث تغيرات داخل البيئة نتيجة لأنشطة الإنسان اليومية ، والتي تتسبب في ظهور موارد غير مناسبة للبيئة التي يعيش فيها الإنسان. ينتج التلوث أيضا عن طريق وسائل يستخدمها الإنسان لنقل الملوثات إلى البيئة ، مما يتسبب في الضرر وحدوث أضرار ، بما في ذلك انحراف التوازن البيئي القائم. هنا تكمن المشكلة.
ولمواجه التلوث يجب علينا التعرف على ماهيته والتي تتمثل في :

أسباب التلوث البيئي  :-

التقدم الصناعي، الغازات والأبخرة المنبعثة من المصانع ووسائل النقل والحرائق، والملوثات الطبيعية المنبعثة من ظواهر طبيعية مثل البراكين والزلازل، وزيادة عدد السكان التي تتجاوز الموارد الطبيعية في البيئة وأسباب أخرى مثل المواد الإشعاعية والكيميائية والحروب والنفايات الصلبة وتغير درجة حرارة الأرض .

مستويات تلوث البيئة :

*التلوث غير الخطير :-

وهو التلوث المتجول الذي يمكن للإنسان التعايش معه بدون ضرر، وأيضا لا يسبب اختلالا في التوازن البيئي ولا في التفاعل بين عناصر هذا التوازن.

*التلوث الخطر :-

وهذا هو التلوث الذي يترتب عليه آثار سلبية تؤثر على الإنسان والبيئة التي يعيش فيها، وهو مرتبط بالأنشطة الصناعية بمختلف أشكالها، ويجب اتخاذ التدابير الوقائية السريعة لحماية الإنسان.

*التلوث المدمر :-

هو أحد أنواع التلوث الأكثر خطورة، حيث يحدث انهيارا في البيئة والإنسان معا، ويؤدي إلى اختلالات في التوازن البيئي بشكل عام. كما أنه مرتبط بالتطور التكنولوجي الذي يبتكره الإنسان يوما بعد يوم، ويتطلب إصلاحه تكاليف باهظة ووقتا كبيرا .
تتشكل هذه المستويات في العديد من الأشكال

أهم أنواع التلوث البيئي :

  • تلوث الماء:

التلوث هو تغير يحدث في الماء من حيث خصائصه الفيزيائية والكيميائية، نتيجة لتلوث الماء بمواد كيميائية سامة، أو المياه العادمة، أو المعادن، أو الزيوت، أو أي مواد أخرى تسبب التلوث. وهذا النوع من التلوث يؤثر على المياه السطحية والجوفية، مما يسبب ضررا للنباتات والحيوانات. وتشير الإحصاءات العالمية إلى وفاة خمسة ملايين شخص سنويا بسبب شربهم للمياه الملوثة.

تلوّث الهواء:

هو تغير يحدث في الهواء نتيجة الاختلاط بمواد عضوية مثل الغازات المنبعثة من عوادم السيارات، ويؤدي تلوث الهواء إلى إلحاق ضرر بالنباتات والحيوانات، كما يتسبب في تلف المنشآت والمنازل، وتقديرات منظمة الصحة العالمية تشير إلى أن خمس سكان العالم معرضون لأمراض خطيرة بسبب تلوث الهواء.

تلوّث التربة:

وهو نوع من التلوث الخطير حيث يؤدي إلى تغير في هيكل التربة وتلحق بها أضرار. يقوم بتدمير الطبقة الخصبة في التربة، حيث تحتوي الطبقة الخصبة على البكتيريا والفطريات والمواد العضوية الضرورية لتحليل النفايات وإنتاج المغذيات، وهي تسهم في نمو النباتات والمحاصيل الزراعية. ومع ذلك، تدمر الأسمدة والمبيدات التي يتم إضافتها إلى التربة تلك الطبقة وتدمر إنتاجها عند استخدامها بشكل مفرط وغير صحيح. بالإضافة إلى ذلك، يؤدي النشاط البشري إلى تدمير التربة من خلال استخدام طرق سيئة للري مثل الري بالتربة الجافة وعدم وجود نظام تصريف جيد وترك الماء في التربة لفترة طويلة. جميع هذه الأسباب تؤدي إلى ترسيب الملوحة في التربة، مما يتسبب في تلفها وتضرر المحاصيل .

التلوّث الناتج من النفايات الصلبة:

هي النفايات الناتجة من المنازل والمصانع؛ فهي تلحق الأذى بصحة الإنسان والحيوان وكذلك النبات، مثالا عليها المبيدات، والفلزات الثقيلة والإشعاعات، وأنواع التلوث الأخرى هي: • التلوث البصري • التلوث السمعي • التلوث الغذائي.
تنوع تلوث البيئة أدى إلى تنوع الأضرار والآثار المتعددة المتعلقة بها

أضرار التلوث البيئي :

عدم وجود تجدد في مصادر الكرة الأرضية، وعدم استقرار في حالة المناخ، وحدوث تآكل لطبقة الأوزون الحامية للأرض من الإشعاعات الضارة، ونتيجة لذلك يحدث الاحتباس الحراري. ووجود زيادة في الأراضي الصحراوية ونقص في المساحات الزراعية، وتفاقم في فقر وتملح التربة. ومن أخطر الأضرار التي تعد كارثة هو انخفاض مجال الرؤية في طبقات الجو العليا. وحدوث خلل في التوازن الحيواني والنباتي يؤدي إلى انقراض بعض النباتات والحيوانات. يحدث نشوب الحرائق نتيجة للاشتعال الذاتي للغازات السامة القابلة للاشتعال. وهذا يؤدي إلى إصابة الإنسان بأمراض الجهاز التنفسي والقلب، واضطرابات عقلية وكآبة.
تؤثر التركيزات العالية من أكاسيد الرصاص والكبريت على الآثار بتآكل ألوانها على مر الزمن بسبب قدرة تلك الأكاسيد على التفاعل مع مكونات الألوان. كما تزداد نسبة الأكاسيد الضارة والمعادن الثقيلة المعلقة في الهواء وخاصة الرصاص. تعد أيضا عسر عملية تنقية مياه الصرف الصحي من ضمن آثارها السلبية. ومن أخطر الأضرار أيضا بقاء المكونات الصناعية في التربة الزراعية لفترة طويلة.. كما يتسبب زيادة في نشر الرطوبة الجوية في الهواء بسبب وجود المسطحات المائية الكثيرة لصرف المخلفات الصناعية. كما تزداد نسبة التدفق الحراري الناتجة من المناطق الصناعية والمحملة بالملوثات المتنوعة من العوالق والتربة والدخان.
لكل داء دواء، دائما ما يتكرر في أذنينا تلك الكلمة، ولذا يجب اتباع تلك الخطوات للتخلص منه:

علاج التلوث  :

تدرك الشخص تهديد التلوث لوجوده. يجب إيقاف تراخيص الأنشطة الصناعية المدمرة للبيئة. يجب بناء المصانع الملوثة للبيئة في المناطق النائية بعيدا عن المناطق السكنية. يجب استخدام أساليب متقدمة لمكافحة تلوث الهواء. يجب تجنب التخلص من القمامة والنفايات في الهواء، خاصة عن طريق حرقها لأنها تؤدي إلى التسمم. يجب زراعة الأشجار على نطاق واسع للتخلص من تلوث الهواء وبناء حزام أخضر حول كل مدينة. يجب فحص السيارات ومراقبة عوادمها بشكل مستمر من دون استثناء لأنها جزء أساسي من التلوث. يجب استخدام الغاز الطبيعي كمصدر بديل للطاقة الحرارية لأنه يحافظ على البيئة. يجب معالجة التلوث النفطي عن طريق إضافة مذيبات كيميائية لترسيبه في قاع المياه. يجب إنشاء محميات بحرية شاملة للكائنات البحرية النادرة المهددة بالانقراض. يجب البدء في استخدام المبيدات العضوية والموارد الطبيعية وتجنب المبيدات الكيميائية لأنها بدائل متاحة وآمنة. يجب إنشاء وتوفير محطات خاصة لمعالجة فضلات المنشآت العامة والصناعية وبناء مصانع لإعادة تصنيعها. يجب تنظيف مجاري الأنهار والمياه من النفايات بشكل دوري وعدم حفر آبار المياه بالقرب من المناطق الملوثة. يجب أيضا على الحكومة تشريع القوانين والتشريعات لحماية البيئة ودعم المشاريع المهتمة بها. يجب أيضا إطلاق حملات توعوية في المدارس والجامعات والمؤسسات والمنظمات للحديث عن التلوث وأضراره وكيفية مكافحته، وبث البرامج التوعوية في التلفزيون بشكل مستمر وعلى المحطات الإذاعية.
هناك العديد من الحلول للحفاظ على بيئة نظيفة، من أجل تجنب المشاكل الصحية والوفيات، وتكاليف إصلاح التلوث الذي يتسبب فيه الإنسان نفسه، وذلك من أجل الحفاظ على بيئتنا وحياتنا وتحقيق التقدم والازدهار الذي نسعى إليه جميعا، لذا يجب علينا أن نتكاتف ونلتزم بالنظافة وحماية البيئة، فالبيئة هي المؤشر للمجتمع المتقدم والصحي الجميل.

المراجع :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى