قصص الدولة العباسية
تعرف على قصص الدولة العباسية بالتفصيل، وهي ثالث خلافة في الإسلام، حيث نجح العباسيون في هزيمة بني أميه واستيلائهم على الخلافة، وتوجد العديد من الروايات والقصص في هذا العصر التي سجلتها التاريخ وأحيتها حتى يومنا هذا، وسنروي لكم بعض هذه القصص في السطور القادمة.
قصص العصر العباسي :
قصة يزيد بن معاوية:
واحد من الخلفاء الأكثر شهرة في هذا العصر هو ابن الخليفة معاوية بن أبي سفيان، واشتهر بقتل الحسين. يعرف أن يزيد كان يربي حيوانات مثل القردة والفهود والكلاب، وكان مدمنا للخمور، وهو مؤلف لقصيدة عربية تحمل اسم “خذوا بدمي ذات الوشاح.
قصة الوليد بن يزيد:
بعد وفاة عمه هشام، تولى الوليد الخلافة في دمشق، وكان هو الخليفة العباسي الثاني، ونشأ الوليد في بيئة تتميز بالعبث واللهو، وتذكر التاريخ العديد من الجرائم التي ارتكبها، منها تعطيل الولاة وتعطيل بني عمه هشام، كما سجن الوزير سعيد بن صهيب لأنه رفض بيع الخلافة لابنيه.
قصة الأميرة العباسية التي تزوجت خادمها:
كان العديد من أمهات الخلفاء العباسيين من الجواري، وكانت الأم الحرة تتميز عن الجواري في كثير من الأمور وتحصل على مكانة وشرف أعلى، وكانت بنت بدر مولاة الخليفة المعتضد من بين الحريات، ونسي التاريخ اسمها ولم يذكرها إلا أنها الحرة زوجة الخليفة المقتدر.
كان والد هذه المرأة، بدر، مشهورا بلقب بدر الكبير، نظرا لكونه من أعيان الأتراك في البلاد. وقد حظي بثقة كبيرة من المعتضد الحاكم، الذي بعثه للعمل في مصر بمساعدة ابن طولون. وعندما انتقل ابن طولون إلى الدولة العباسية، ذهب بدر ليكافئ الخليفة المعتضد على ولائه، فأصبح واليا لبلدة فارس. استقر فيها وأظهر الإخلاص والطاعة حتى وفاته. يروي التاريخ أن بدر كان من الصالحين المشهورين بالشعر، وأنه أصلح البلاد التي حكمها. وتمتزج ابنته مع أميرات الخلافة في العباسية. وعندما أصبح المقتدر بن المعتضد حاكما للبلاد، قرر الزواج منها. وكانت هي الزوجة الحرة الوحيدة لديه.
كان الحاكم ذو شخصية شهوانية تجاه النساء والخمر، بالإضافة إلى إسرافه في النفقة والتبذير، وكان هو من أفسد الخلافة وشتتها، ولديه 12 ولدا ومنهم ثلاثة تولوا الخلافة بعده وكانت أمهاتهم جواري.
زوجته بنت بدر لم تنجب له أبدا ورغم ذلك كان عطوفا رحيما بها، وكان معتاد على أن يهديها العديد من الهدايا ليعتذر عن انشغاله عنها، وظلت بنت بدر تحتجز في القصر دون أن ترى زوجها الخليفة إلا بنادر، ثم سلم الخليفة الحكم لأمه المعروفة بالسيدة.
مرت سنوات عديدة حتى قام القائد العباسي مؤنس بخيانة الخليفة المقتدر وقتله في العام 320 هجريا بعد تولي الخليفة حكم البلاد لمدة ربع قرن تقريبا، وبعد مقتل الخليفة، استولى أعداؤه على كل ثرواته وجواريه، وتمت مصادرة أمواله حتى أن والدته توفيت تحت التعذيب، وعلى الرغم من هذا كله، نجت زوجته بنت بدر بأمان لأنها لم تتورط في السياسة، وعلى الرغم من ذلك، قدر الجنود شكر والدها عليهم وسلموا لها أموالها وكل ما تمتلكه بالإضافة إلى ميراث والدها، وتحررت من الزواج الشفهي أيضا.
ثم غادرت الأميرة بنت بدر واستقرت في بغداد وكانت تأمل أن تعيش حياة زوجية حقيقة مثل باقي النساء، فطلبها للزواج كثير من كبار الدولة طمعا في أموالها فرفضت لأنها تعرف أن قصورهم بها الكثير من الجواري ولا ترغب في أن تكرر نفس الحياة التي عاشتها مع الخليفة السابق كانت تأمل بأن تعيش حياتها مع زوج لا يعرف سواها وتختاره بقلبها وكل رغبتها مهما كان شأنه غنيا أم فقيرا فالأهم أن يكون رجلا وسيما ذكيا، وحينما هي تبحث عن الزوج الصالح لها وتتفحص الرجال لفت نظرها شاب يسمى محمد بن جعفر.
الزوج الثاني محمد بن جعفر:
محمد ابن جعفر كان طالب علم فقير وكان يأمل في أن يصبح خادما للأميرة بنت بدر لكي يحصل على مكانة وشأن لديها ويدير بعض أملاكها، وعمل بذكاء لكي يصل إلى هذا الهدف، بدأ بنقل الخضروات والطعام لمطبخ الأميرة بنت بدر واستمر طوال الوقت
يقضي نهاره في اليوم معها يلبي طلباتها فاكتسب اهتمام الأميرة وإعجابها بذكائه، فمنحته أن يكون وكيلا على جميع شؤون المنزل وبعدها أصبح كما يريد وكيلا على أموالها.
لم تتمكن الأميرة من إخفاء حبها الشديد له، وكان يدرك أنها ترغب في الزواج منه، لكنه تركها تطلب ذلك بنفسها، وعندما طلبت منه، بدأ يشرح لها صعوبات زواجهما وتوقع الناس أنه يطمع في ثرواتها، ولكنها لم تهتم بهذا وطلبت الزواج مهما كلفها الأمر، وتخطت الحواجز الطبقية بينهما وأعطته الكثير من ثرواتها، وتم زواج الأميرة من خادمها وعاشت معه في سعادة لمدة عشر سنوات تقريبا حتى توفيت في الخمسين من عمرها.