علومعلوم الأرض

بحث عن انجراف القارات

قدم عالم ألماني يدعى الفريد فيكنر نظرية انجراف القارات. وصل الفريد فيكنر إلى هذه النظرية في عام 1912. تشير هذه النظرية إلى أن كوكب الأرض كان يتكون من قارة كبيرة واحدة غير مقسمة تسمى بانجيا. أشار فيكنر إلى أن هذه القارة البانجيا كانت تحيط بها محيط واحد فقط، وبعد مرور الوقت تم تقسيم هذه القارة إلى عدة قارات أصغر في الحجم.

جدول المحتويات

نظرية انجراف القارات

• وأضاف الفريد فيكنر أن هذه القارات المنقسمة ظلت تتحرك منذ ذلك الحين وحتى الآن على الرغم من بطء حركتها الشديد الذي يكاد يكون ملحوظا. وعندما انقسمت قارة بانجيا إلى عدة قارات صغيرة، تم تقسيمها إلى قارتين؛ واحدة في الشمال والأخرى في الجنوب، وتفصل بينهما البحر المتوسط القديم. أما بالنسبة للقارة المنقسمة في الشمال، فهي تدعى لوراسيا، وتتكون من قارة أوروبا، وقارة آسيا، وقارة أمريكا الشمالية. وفيما يتعلق بالقارة المنقسمة في الجنوب، فهي تدعى كوندوانا، وتتكون من قارة أفريقيا، وقارة أمريكا الجنوبية، وقارة أستراليا، والهند، ومدغشقر، وشبه الجزيرة العربية.

• وبعد مضي الزمن واستمرار حركة هذه القارات، تشكلت قارات جديدة مثل أمريكا الشمالية وأمريكا الجنوبية وأفريقيا وأستراليا وآسيا وأوروبا والقارة القطبية الجنوبية. لقد واجهت نظرية فيكنر الكثير من المعارضة بسبب عدم قدرتها على تفسير حركة هذه القوارض الأرضية العملاقة المتحركة.

الادلة على نظرية الانجراف القاري

• من الأدلة على نظرية انجراف القارات أنه يمكن لأطراف جميع القارات على الخريطة أن تندمج لتكون قارة واحدة عند اقترابها من بعضها البعض، مما يشير إلى كونها قارة واحدة ثم انفصلت. وتوجد تشابه في الصخور وتشابه في محتوى الحفريات في جانب المحيط الأطلسي في الجانب الشرقي من قارة أمريكا الشمالية وقارة أمريكا الجنوبية، كما يظهر التشابه في المحتوى الحفري والصخور في الجانب الغربي من قارة أفريقيا وقارة آسيا.

• دليل حدوث نظرية الانجراف القاري هو وجود تشابه في الاقطاب المغناطيسية في جميع أنحاء الكرة الأرضية، وعند دراسة الصخور تم اكتشاف تشابه في الاقطاب المغناطيسية لهذه الصخور. بالإضافة إلى ذلك، دليل آخر على حدوث التشابه هو وجود تشابه مناخي، حيث وجدت كميات من الشعاب المرجانية والفحم في المناطق الباردة في كتدا وسيبريا، على الرغم من أنها يجب أن تكون متواجدة في المناطق الحارة في موسمها. ودليل آخر على حدوث هذه النظرية هو وجود العديد من السلاسل الجبلية تحت البحار والمحيطات، مثل اخدود البحر الأحمر، ويحدث ذلك بسبب حدوث انفراجية في القشرة المؤقتة.

• في عام 1915، قام العالم الفريد فيكنر بطرح نظرية انجراف القارات لأول مرة وايجاد الأدلة المناسبة لها. وقد أثبت أن عددا من النباتات الاستوائية كانت تنمو في الماضي في منطقة جرينلاند الشمالية. أيضا، أثبت العالم الفريد فيكنر أن البرازيل وأفريقيا كانتا في الزمن القديم مغطيتين بالثلوج والجليد، مما يدل على أن الكرة الأرضية كانت تتكون من قارة واحدة تسمى بانجيا وتم تقسيمها فيما بعد إلى الأجزاء المتواجدة حاليا على الخريطة. وعارض العلماء نظرية الفريد فيكنر بسبب حركة القارات على مسافات كبيرة جدا.

• واحدة من الأدلة التي تدعم نظرية انجراف القارات هي أبحاث علماء الجيولوجيا في منتصف القرن العشرين التي أثبتت وجود اتصال بين مجموعة جبال الكرة الأرضية وأن القارات كانت متصلة ثم انفصلت بعدها. وقد أثبت العلماء ذلك من خلال وجود اتصال بين جبال الأبلاش في نيوفاوندلاند في شرق الولايات المتحدة الأمريكية وجبال كاليدونيا في شمال إيرلندا واسكتلندا واسكندنافا. وقد تم تأكيد ذلك بعد اكتشاف بعض الثدييات القديمة في آسيا وأوروبا وأمريكا الشمالية قبل 100 مليون عام.

• في الستينيات من القرن الماضي، اكتشف العلماء أن عينات من الصخور التي تم فحصها بالأشعة تشابهت في النوع والعمر الجيولوجي بين قارتي أمريكا الجنوبية وأفريقيا. في الخمسينيات من القرن الماضي، أثبت العالم الجيوفيزيائي رانكورن نظرية الاقطاب المغناطيسية للصخور، حيث أظهر أن الجسيمات المغناطيسية داخل الصخور تتجه نحو الاقطاب المغناطيسية للأرض عندما تكون الصخور في حالة سائلة قبل أن تتحول إلى الحالة الصلبة. كما تمت إثبات أن قارة أوروبا وقارة أمريكا الشمالية كانت متصلتين قبل تكوين المحيد الأطلسي بينهما باستخدام نظرية الاقطاب المغناطيسية.

• أما بالنسبة لاعتراضات العلماء على نظرية فيكنر، فتكمن في عدم تطابق الساحل الغربي لأفريقيا مع الساحل الشرقي لأمريكا الجنوبية، ووجود اختلاف يصل إلى 15 درجة في الانفراج بين ساحل البرازيل وساحل غانا. كما لم تفسر النظرية تكون جبال روكي وجبال الأنديز في غرب أمريكا الشمالية وأمريكا الجنوبية. وعلاوة على ذلك، فإن قوة الطرد الناشئة عن القارات وتدفعها شمالا وقوة الجذب الناشئة عن المجموعة الشمسية وتجذبها غربا لا تعد كافية لتحريك قطع قارية بهذا الحجم من موقعها.

المراجع :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى