الدين و الروحانياتالناس و المجتمع

مكونات النفس البشرية في الاسلام

تعرف على مكونات النفس البشرية في الإسلام، حيث أكرم الله عز وجل النفس البشرية في الإسلام، وكان ذلك التكريم ومكونات البشرية في الإسلام هو الأمر المطلق وليس استثناء. وقد قال الله سبحانه وتعالى في كتابه العزيز في سورة الإسراء: “ولقد كرمنا بني آدم وحملناهم في البر والبحر ورزقناهم من الطيبات وفضلناهم على كثير ممن خلقنا تفضيلا” [الإسراء: 70]. كما كان التكريم الذي خص الله تعالى به النفس البشرية شاملا للمسلمين وغير المسلمين، فالجميع يرزقهم الله من الطيبات والجميع لديه نفس الحقوق.

النفس البشرية في الاسلام وقيمتها

• وأوصى الله سبحانه وتعالى بعدم اهانة النفس البشرية وتطبيق العدل على الجميع سواء كانوا مسلمين أو غير مسلمين. وأوصى الله تعالى أيضا بعدم قتل النفس البشرية بلا حق كما ورد في آيات القرآن الكريم حيث قال الله تعالى في سورة الأنعام: “ولا تقتلوا النفس التي حرم الله إلا بالحق” [الأنعام: 151]. وفي سورة الأنبياء ذكر الله تعالى أنه لا يظلم نفسا شيئا قائلا: “ونضع الموازين القسط ليوم القيامة فلا تظلم نفس شيئا” [الأنبياء: 47].

الرسول صلى الله عليه وسلم والنفس البشرية

• زرع الرسول صلى الله عليه وسلم الرحمة في قلوب المسلمين تجاه النفس البشرية. كان ذلك واضحا أثناء وجود الرسول صلى الله عليه وسلم مع أصحابه عندما مروا بجنازة لشخص يهودي. وذكر الإمام مسلم في حديثه عن ابن أبي ليلى أن قيس بن سعد وسهل بن حنيف كانا بالقادسية عندما مروا بجنازة، فقاما وقيل لهما إنها جنازة لأهل الأرض، فردا: إن الرسول صلى الله عليه وسلم مروا به جنازة فقام، وقيل لهما إنها لشخص يهودي، فقالا: “أليست نفسا

منهج الاسلام في التعامل مع النفس

• في الإسلام ، توجد أدلة تثبت أن الإسلام يعترف بوجود تنوع في البشر وفي معتقداتهم ، وأكد الإسلام على ضرورة هذا الأمر. وقد حدد الإسلام كيفية التعامل معهم ، وهي من خلال الأخلاق الحسنة والفضائل. وفي سورة هود جاء في قوله تعالى: {ولو شاء ربك لجعل الناس أمة واحدة ولا يزالون مختلفين} [هود: 118]. وأوصى الله المسلمين بالرحمة ، وقد جاء في قوله تعالى {وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين} [الأنبياء: 107].

• وقد أمر الإسلام بالتعارف بين الأشخاص، سواء كانوا مسلمين أو غير مسلمين، وقد ذكر ذلك في سورة الحجرات عندما قال الله تعالى: “يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم إن الله عليم خبير” (الحجرات: 13). وقد كرم الله النفس البشرية وسخر لكل إنسان رزقه، كما تجد ذلك في سورة الحج عندما قال الله تعالى: “ألم تر أن الله سخر لكم ما في الأرض والفلك تجري في البحر بأمره ويمسك السماء أن تقع على الأرض إلا بإذنه إن الله بالناس لرءوف رحيم” (الحج: 65).

• وبالنسبة للعفو، فقد منحه الله سبحانه وتعالى للنفس البشرية، وجاء ذلك في قوله تعالى في القرآن الكريم: {وسارعوا إلى مغفرة من ربكم وجنة عرضها السماوات والأرض أعدت للمتقين * الذين ينفقون في السراء والضراء والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس والله يحب المحسنين} [آل عمران: 133، 134].

• وقد أمر الإسلام في القرآن الكريم بالعدل بين الناس وإعطاء كل شخص حقه كما جاء في القرآن الكريم في سورة المائدة حيث قال الله تعالى: “يا أيها الذين آمنوا كونوا قوامين لله شهداء بالقسط ولا يجرمنكم شنآن قوم على ألا تعدلوا اعدلوا هو أقرب للتقوى واتقوا الله إن الله خبير بما تعملون”.

رحمة الرسول صلى الله عليه وسلم

• قلب الرسول -صلى الله عليه وسلم- كان مملوءا بالرحمة تجاه الناس، فأراد أن يهديهم الله تعالى، ولهذا ورد في كتاب الله تعالى في سورة الشعراء حين خاطبه الله تعالى بالقول: “لعلك باخع نفسك ألا يكونوا مؤمنين” [الشعراء: 3]. كما ورد في سورة فاطر قول الله تعالى: “فلا تذهب نفسك عليهم حسرات” [فاطر: 8]، وبسبب حزن الرسول -صلى الله عليه وسلم- على الناس، جاءت الآية الكريمة في سورة البقرة: “لا إكراه في الدين” [البقرة: 256].

• كما ورد ذلك في الحديث النبوي الشريف، حيث قال أبو هريرة رضي الله عنه أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: “أنا مثل رجل استوقد نار، وعندما أشعلت أضاءت ما حوله، ثم جعلت الفراش والحيوانات التي تقع في النار تقع فيها، وبدأت في إخراجها والتغلب عليها، فيقتحمن فيها. فأنا أمسك بكم عن النار وهم يقتحمونها.” وقد دعا النبي بالرحمة لغير المسلمين قائلا: “اللهم أعز الإسلام بأحب هذين الرجلين إليك، بأبي جهل أو بعمر بن الخطاب. فكان أحبهما إلى الله عمر بن الخطاب”

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى