التعليموظائف و تعليم

بحث عن مجتمع الإمارات بين الماضي والحاضر

في هذا المقال، نقدم لكم بحثا عن مجتمع الإمارات في الماضي والحاضر، فالإمارات تعتبر الأمة التي تفتقد لمعرفة ماضيها، فإذا لم تكن لديها معرفة بماضيها فلن تكون قادرة على التأقلم مع حاضرها ولن تعرف كيفية تشكيل مستقبلها. وأكد ذلك الزعيم المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان حينما قال: “أمة لا تعرف ماضيها ليس لها حاضر ولا مستقبل”. وتاريخ دولة الإمارات العربية المتحدة ليس ثابتا كباقي الأمم، حيث يمتد تاريخها لما يقرب من سبعة آلاف سنة تقريبا، ويتضح ذلك من العديد من النقوش والرسومات والآثار التي كشفت عنها البعثات الدولية، وقد تم تقسيم الفترات التاريخية لدولة الإمارات العربية المتحدة إلى عدة فترات متنوعة.

أقسام الفترات التاريخية لدولة الإمارات:

أولا: حضارة الإمارات العربية المتحدة في عصر ما قبل التاريخ:

بدأت الحفريات الأثرية في الإمارات العربية المتحدة مع اكتشاف مقابر أم النار في أبوظبي، والتي كان لها تأثير كبير في كشف النقاب عن تاريخ الإمارات العميق. تشهد جميع الاكتشافات الأثرية في هذه الجزيرة على الحضارات القديمة التي ازدهرت في المنطقة لفترة طويلة، بدءا من العصور الحجرية القديمة (6000 قبل الميلاد – 3500 قبل الميلاد) حتى نهاية العصر الحديدي (1300 قبل الميلاد – 300 قبل الميلاد).

ثانيا: الحضارة الإماراتية في العصر الحجري الحديث (6000 قبل الميلاد – 3500 قبل الميلاد):

أول إثبات لهذا العمر كان المستوطنة البشرية في الإمارات العربية المتحدة، حيث تم اكتشاف بقايا المجتمعات البدوية، وكانت هذه المجتمعات تعيش من الصيد وجمع النباتات، ووجدت هناك أيضا عدة مقابر جماعية في جبل البحيص في الشارقة وأدوات ورؤوس في جزيرتي دلما ومروة في أبوظبي.

تميزت هذه الفترة بظهور الفخار، كما يتضح من العديد من الاكتشافات في الشارقة وأم القيوين ورأس الخيمة وأبو ظبي. ويعتقد أن هذه الاكتشافات تعود إلى فترة العبيد، وهي جزء من العصر الحجري الحديث، وتعود إلى الألفية السادسة قبل الميلاد.

ثالثًا: الحضارة الإماراتية في العصر البرونزي (3200 قبل الميلاد – 1300 قبل الميلاد):

وينقسم هذا العمر الخاص بالعصر البرونزي إلى ثلاث فترات وهما كالآتي:

أولا: فترة جبل حفيت :

  • تمتد هذه الفترة من عام 3200 قبل الميلاد إلى عام 2500 قبل الميلاد، وقد سميت بهذا الاسم نظرا لوجود المقابر في جبل حفيت بالقرب من منطقة العين في إمارة أبوظبي، وتتميز هذه الفترة بصناعة النحاس المزدهرة، كما تم اكتشاف العديد من المقابر الصغيرة التي تشبه شكل النحل في تلك المنطقة، وتم العثور على مستوطنة زراعية ضخمة في منطقة العين، مما يشير إلى أن الناس كانوا يعيشون من خلال زراعة محاصيل الذرة والقمح.
  • من بين أهم الآثار التي تم اكتشافها من هذا العصر هي المقابر الجماعية، والمستوطنات القديمة في جبل حفيت ومنطقة الهيلي في العين، وأيضا المقابر الجماعية في جبل الإمارة بالقرب من منطقة الذيد في الشارقة.

ثانيًا: فترة أم النار :

  • تمتد هذه الفترة من عام 2500 قبل الميلاد حتى 2000 قبل الميلاد، وقد أطلقت على هذه الفترة اسم العصر النحاسي نسبة إلى اكتشاف جزيرة أم النار في أبو ظبي في منتصف الخمسينيات، وتم العثور على أربعين تلة وعدد كبير من المقابر المستديرة والعديد من المقابر الجماعية في مواقع أم النار، وبالقرب من هذه المقابر تم العثور أيضا على بقايا مستوطنة تتكون من منازل مصنوعة من الحجر وأواني حجرية تشبه أدوات الجنازة، وتم العثور على أدوات أخرى تستخدم في الطبخ.
  • تم العثور على منزل أثري يحتوي على سبع غرف مستطيلة، وتم العثور أيضا على أجزاء من الفخار والأواني الحمراء وعظام الماشية والأسماك والسلاحف والإبل وأدوات النحاس، وهذا يشير إلى أن شعبها كان يعتمد على صيد الأسماك في هذه الفترة.
  • كانت فترة أم النار هي ذروة الحضارة البرونزية، حيث تم تطوير علاقات تجارية قوية مع حضارة بلاد ما بين النهرين وحضارة هارابان في وادي السند.
  • اكتشفت البعثات الأثرية آثار مشابهة لتلك الموجودة في أم النار في شمال الإمارات، مثل المويهات في عجمان والأبراك في أم القيوين وبديا في الفجيرة، والكلاب في الشارقة والشامل في رأس الخيمة.

ثالثا: فترة وادي السوق:

  • تمتد هذه الفترة من 2000 قبل الميلاد إلى 1300 قبل الميلاد، وتم تسميتها بهذا الاسم نسبة إلى موقع في وادي سوق بين العين والساحل العماني، وأهم الاكتشافات الأثرية في هذه الفترة هي عدد من المقابر والرؤوس والأواني والذهب والمجوهرات الفضية في رأس الخيمة وخورفكان وجبل البحيص في الشارقة والقصيص في دبي.
  • تشير هذه الاكتشافات إلى أن هذه الحضارة شهدت تراجعا في هذه الفترة، ربما بسبب التغيرات المناخية القاسية، أو نهاية تجارة النحاس مع بلاد ما بين النهرين.
  • حضارة الإمارات العربية المتحدة في العصر الحديدي (1300 ق.م – 300 ق.م):
  • يمتد هذا العصر من 1300 قبل الميلاد إلى 300 قبل الميلاد، وكانت الآثار في هذه الفترة في أوج ازدهارها، وأهم الآثار التي تم اكتشافها في هذه الفترة هي القرى التي استخدمت نظام الري بالفلج في منطقتي الرميلة وقارن بنت سعود في العين، وأبوظبي والمستوطنات الكبيرة المحصنة في مويلح وتل أبرق في أم القيوين والشارقة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى