دراسة حالة تربوية
دراسة الحالة التربوية تعد واحدة من أهم الدراسات المعدة بشكل دائم في المؤسسات التعليمية، وبخاصة في المدارس، والهدف الرئيسي لهذه الدراسة هو التعرف على المشاكل ودراسة أسباب حدوثها والسلوكيات الخاطئة التي انتشرت بين الطلاب بمختلف أعمارهم، وتوفير الحلول اللازمة لحل تلك المشاكل، وتعتمد دراسة الحالة التربوية على إجراءات يعدها المرشد التربوي والهدف منها تحديد قضية ترتبط بأحد الطلاب ووضع الحلول المناسبة للتخلص من المشكلة ومناقشة أسبابها، بالإضافة إلى متابعة الأشخاص المرتبطين بهذه المشكلة.
الخصائص المتعلقة بدراسة الحالة التربوية:
- تتمحور الدراسة التربوية عادة حول السلوك الخاطئ أو السلوكيات الغير صحيحة، ويتم التركيز في هذه الدراسة على دراسة التصرف الخاطئ والأمور التي تؤدي إلى انتشار هذا الخطأ. ومن بين أهم هذه الأمور والسلوكيات السلبية التي يمارسها الكثير من الأشخاص هو التدخين والإدمان على المخدرات وغيرها من السلوكيات السلبية التي انتشرت بشكل كبير في المجتمعات.
- الحالة التربوية تعتمد على وجود بعض المحفزات الاجتماعية، وهذا يعني أن حدوثها يرتبط ببعض الأمور الاجتماعية التي حدثت في الماضي، وقد أثر ذلك على الطلاب.
- يعتبر دراسة الحالة التربوية موضوعا سريا جدا، ولا يجوز لأي شخص الكشف عنها، إلا إذا تطلبت الحالة التربوية أن يتم طرحها للرأي العام، أما إطلاع أي شخص غير طرف فيها فهذا الأمر غير مقبول تماما.
- دراسة الحالة التربوية هي نوع من الدراسات التي يمكن تعديلها في أي وقت أثناء الدراسة أو تحديثها، وذلك في حالة وجود أي معلومات جديدة أو أي تطورات في موضوع الدراسة.
- تساهم دراسة الحالة في إيجاد الحلول لهذه القضايا والمشكلات، وليس فقط في مناقشة تلك المشكلات والسلوكيات، بل هدفها الرئيسي هو وضع الحلول، وأيضا يتم تحديد بعض الأسباب الحقيقية التي أدت إلى حدوثها من البداية، وكذلك متابعة جميع الأطراف المعنية بهذه الدراسة.
كيفية عمل دراسة الحالة التربوية:
عندما يتم قبول دراسة حالة تربوية معينة ، يجب أن يتم وضع الأمور في الاعتبار ، وتحديد الأقسام المختلفة والجوانب الهامة لتلك الحالة ، وأحد أهم تلك الأقسام هو معرفة طبيعة الحالة وجميع العناصر المرتبطة بها ، وأيضا جميع الأمور المتعلقة بالحالة ، ويجب دراسة الحالة التربوية بشكل جيد وتوفير جميع المعلومات اللازمة لها والمرتبطة بها ، ويجب أن يكون المدرس المسؤول عن تلك الحالة متأكدا تماما من تنظيم الدراسة ، وذلك بناء على الأسس المتعارف عليها في المؤسسات التربوية.
أقسام الحالة التربوية:
أولا: جمع المعلومات الهامة عن الأشخاص:
عندما نريد إجراء دراسة حالة تربوية ، يجب علينا جمع المعلومات الهامة والرئيسية المتعلقة بهذه الحالة ، ويتم ذلك من خلال الأشخاص الحقيقيين المرتبطين بهذه الحالة التي نريد إجراء الدراسة عليها. الشيء الأهم في هذه الحالة هو جمع المعلومات بسرية تامة ، وعدم الكشف عن هذه المعلومات. من بين المعلومات الهامة التي يجب جمعها ومعرفتها هو تحديد أسماء الطلاب والتحقق من مشكلاتهم ، بالإضافة إلى تقييم الفصول الدراسية وعناوين سكن كل طالب ، بالإضافة إلى جمع معلومات كافية عن أولياء الأمور المشاركين في هذه المشكلة.
ثانيا: التاريخ المرتبط بالحالة التربوية:
يجب تقييم وكتابة وتدوين التاريخ، والذي بدأ فيه المساهمة في حل هذه المشكلة المتعلقة بالحالة، وذلك منذ التعرف عليها والبدء في مناقشتها ووضع الحلول اللازمة لها، وتدوين التاريخ يساعد المشرف على الحالة في معرفة التقدمات التي تمت لها الحالة منذ أن أصبح الدارس مشرفا عليها وعلى حلها، كما يتم من خلاله التعرف على المدة التي ستستغرقها تلك الحالة.
ثالثا: الأسباب المتعلقة بالحالة التربوية:
من المؤكد أن هذا الجزء هو من أهم الأجزاء في الحالة، حيث يتحمل المسؤولية عن جميع المعلومات والتفاصيل المتعلقة بالحالة، والعوامل التي أدت إلى حدوث المشكلة وجميع تفاصيلها، وأيضا العوامل التي أدت إلى حدوثها من البداية وتحديد أفضل طريقة للتعامل مع هذه الحالة، ويجب أيضا التعرف على تأثير تلك الحالة على المجتمع الدراسي بين الطلاب، وهذا يعني معرفة جميع التفاصيل المتعلقة بالحالة.
رابعا: متابعة الحالة وتقييمها:
هذا الجزء أيضا من أهم الأجزاء لأنه يهدف إلى متابعة الحالة بعد الانتهاء من المعالجة، ومتابعتهم بشكل دائم خلال تلك الفترة، والهدف الأساسي من هذا المتابعة للطلاب هو معرفة مدى نجاح الدراسة وصحتها وحلها بالفعل لجميع جوانب المشكلة، وأيضا تقييم الحالة ومقارنتها بحالات مشابهة سواء كانت للطلاب السابقين أو الطلاب الجدد، ويعتبر هذا الجزء هو الجزء الأخير في دراسة الحالة التربوية والذي يحدد نجاحها أو فشلها، ويتم تقييم الدراسة في هذا الجزء الأخير.