أخبار المشاهيرفنون و ترفيه

عنترة بن شداد بحث

تعتبر شخصية عنترة بن شداد، الشاعر والفارس، من أهم الفرسان في العصور القديمة وما قبل الإسلام. حاز على شهرة واسعة وذكره التاريخ واستمر اسمه حتى يومنا هذا. اشتهر عنترة بن شداد بتدوين الكتابات الشعرية، وخاصة أشعار الغزل التي كان يناشد فيها محبوبته عبلة. كما كتب الأشعار المتعلقة بالفروسية. وتم استخدام حياته في إنتاج العديد من القصص والمسلسلات والأفلام العربية، ليتم نقل قصته للأجيال القادمة وتخليد ذكراه. في هذا المقال سنتعرف على كل ما يتعلق بعنترة بن شداد، الفارس والشاعر العظيم والقوي.

نسب عنترة بن شداد:

يعود نسب عنترة بن شداد إلى قبيلة عبس العربية، واسمه الكامل هو عنترة بن شداد بن عمرو بن معاوية بن مخروم، ووالده هو شداد بن مالك. تختلف الأقاويل حول اسم عنترة ابن شداد في البداية بسبب رفض والده الاعتراف به أو ضمه إلى نسبه نظرا لأن والدته كانت جارية واسمها زبيبة. ومع ذلك، تم الاعتراف بنسبه الحقيقي إلى والده، وهناك اختلاف فيما يتعلق بالاسم الذي يطلق على والده بين شداد بن عمرو وبن معاوية. ويعتقد البعض الآخر أنه يدعى عنترة بن شداد بن قراد العبسي.

نشأة الفارس عنترة بن شداد:

ولد الفارس العظيم عنترة بن شداد في قبيلة بني عبس، وهذه كانت قبيلة والده، وعلى الرغم من أن والده في البداية لم يعترف به، وذلك بسبب أن والدته كانت جارية في ذلك الزمن، إلا أن عنترة عاش وبقي اسمه مشهورا حتى اليوم، وتعرض والده للكثير من المشاكل بسبب قوته الشديدة والتي كانت تؤذي الكثير من الأشخاص، وكان الناس يشتكون من عنترة لأبيه، مما جعل والدته يحزن على أفعاله، ولذلك قامت بإعطائه مجموعة من الأغنام لكي يعتني بها وينشغل بها عن القبيلة ويتركهم وشأنهم.

الألقاب التي حصل عليها عنترة بن شداد:

حصل الفارس العظيم عنترة بن شداد على العديد من الألقاب في حياته، وهناك العديد من الأشخاص الذين أكدوا أن عنترة لم يكن يسمى بهذا الاسم في البداية حيث كان اسمه العتر، وهذه الكلمة تعني باللغة العربية الذبح، ولكن تم تغيير اسمه بعد ذلك إلى عنترة، ويعني هذا الاسم الشجاعة في الحروب، وبعد ذلك أطلقوا على الفارس عنترة لقب الفلحاء، وتم إطلاق هذا اللقب بسبب وجود شق في الشفة السفلية لديه، وأيضا هناك بعض الأشخاص الذين أطلقوا عليه اسم أبي الفوارس، وذلك بسبب قوته الشديدة ومهارته وشجاعته أيضا، وهناك أيضا من أطلقوا عليه اسم أبي المعايش، وأيضا اسم أبي الأوفى، وأيضا بعض الأشخاص أطلقوا عليه اسم أبي المغلس، وتم إطلاق هذا الاسم عليه بسبب لون بشرته السمراء الشاحبة التي ورثها عن أمه وقبيلتها الحبشية.

الصفات المتعلقة بالفارس عنترة بن شداد:

أهم ما يميز عنترة هو جسمه الضخم والقوي، وكان يتميز بالصلابة والقوة، ويعود ذلك إلى تجمعه بين الصفات العربية من والده والحبشية من أمه، وكان طويل القامة وذو ملامح ضخمة وعرض كبير، وكان له شدقين كبيرين، وكان وجهه أسود اللون وكان عابسا، وشعر رأسه خشنا، وكانت عظامه قوية جدا، وكان شجاعا وجريئا، وكان يخيف الكثير من الناس خاصة عندما ينظرون إليه، فلديه هيبة كبيرة جدا في ذلك الوقت.

معاناة عنترة مع والده في حياته:

عانى عنترة بن شداد كثيرا مع والده، حيث كان والده لا يرغب في الاعتراف به ولم يقم بتأكيد نسبه إليه كباقي الآباء. وكان ذلك الأمر يجعل عنترة بن شداد يتذوق المرارة والحرمان، والأشياء التي فعلها والده كانت من أسوأ الأشياء التي يمكن أن يفعلها والد بابنه. فقد كان عنترة عبدا عنده وكان يتعامل معه بشكل سيء جدا. وكانت زوجة والده هي السبب وراء ذلك، فقد أقنعت زوجها في إحدى المرات أن عنترة يرغب في اغتصابها. وكان والده يعذبه دائما بسبب زوجته. وفي إحدى المرات، اندلعت حرب بين القبائل، وكادت قبيلة بني عبس أن تهزم ويتم سلب كل ما تملكه. وفي ذلك الوقت، استنجد والده بعنترة ليساعده في القتال، ولكن في تلك اللحظة، طلب عنترة من والده أن يحرره من وضعه كعبد له. ووافق والده فعلا على تحريره، مقابل أن يقاتل معهم. وبالفعل، فاز عنترة بقبيلة بني طيء في تلك الفترة وأصبح حرا، بعد سنوات من الذل والحرمان والظلم الذي تعرض له من والده.

قصة عنترة وعبلة:

عاش الفارس عنترة قصة حب طويلة وعظيمة مع عبلة أيضا، ولكن كانت مؤلمة، حيث أحب عنترة ابنة عمه عبلة، وعندما أراد الزواج منها رفض عمه أن يتزوجها له، ولكن عنترة أصر على طلبه مرارا وتكرارا للزواج من حبيبته عبلة، وكان عمه يرفض لأن عنترة كان أسود اللون، ولكن عبلة كانت تبادل مشاعره، وقد كتب عنترة العديد من المؤلفات والأشعار لعبلة فقط، وعندما طلب الزواج من عمه وأصر على طلبه، طلب عمه بعض الشروط لإبعاد عنترة، وكان من بين هذه الشروط جلب مهر عبلة ألف ناقة من النعمان، وفعلها عنترة فسافر في رحلة طويلة ومخاطرة للحصول على المهر، وعندما عاد وجد عمه قد تغير رأيه السابق وأعده له مكيدة عن طريق إجبار ابنته عبلة الزواج من أي شخص يقتل عنترة، وتوجد العديد من الأقاويل حول نهاية هذه القصة، حيث يقول البعض إنه لم يتمكن أحد من قتله وتزوج عبلة، ويقول البعض الآخر إنه قتله أحد الفرسان وتزوج بعدها من عبلة، وتبقى هذه القضية غامضة حتى اليوم.

قصة وفاة عنترة:

توجد آراء متباينة حول موت عنترة بن شداد؛ حيث يعتقد البعض أنه توفي بسبب قتل أحد فرسان قبيلة طئ له، وبعضهم يروون أنه توفي بسبب الرياح التي أوقعته وتسببت في وفاته. ومع ذلك، تؤكد جميع الروايات القديمة أنه توفي في سن التسعين. وهذا الأمر جعل الكثيرين يميلون إلى الاعتقاد بأنه توفي بسبب الرياح. ولكن هناك أيضا بعض الروايات التي تشير إلى أنه قتل على يد الفارس الملقب بالأسد الرهيص، ففي سنه غير قادر على السيطرة على نفسه أو المحاربة. ولذلك، عندما هاجمه الفارس، قتله. هذان هما الاحتمالان المتعلقان بحقيقة وفاته.

العام الذي توفى فيه عنترة:

توفي عنترة بن شداد في ستمائة وثمانية من ميلادية بعد أن بلغ من العمر تسعون عاما.

المراجع :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى