الدين و الروحانياتالناس و المجتمع

حكم الخروج على الحاكم الكافر ابن عثيمين

حكم الخروج على الحاكم في القرآن الكريم

• وفي القرآن الكريم ، هناك عدد من الآيات الكريمة التي توضح حكم الخروج على الحاكم في الإسلام. فقد ورد في سورة النساء قول الله تعالى: “يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر ذلك خير وأحسن تأويلا” [النساء: 59].

حكم الخروج على الحاكم في السنة النبوية الشريفة

• هذا كما أنه قد ظهر في السنة النبوية الشريفة عدد كبير من الأحاديث الشريفة التي تظهر حكم الخروج على الحاكم في الإسلام. فقد ظهر في قول الرسول صلى الله عليه وسلم: “من أطاع الأمير؛ فقد أطاعني، ومن عصى الأمير؛ فقد عصاني” [رواه البخاري في “صحيحه” (4/7-8).].

• وكما ورد في السنة النبوية الشريفة بقول الرسول صلى الله عليه وسلم: ((من كان وليا عليه وال فرآه يأتيه معصية الله، فليكره ما يأتيه من معصية الله ولا ينزعن يده من الطاعة)). وكما ورد في قول الرسول صلى الله عليه وسلم: ((من خرج من الطاعة وترك الجماعة فإذا مات مات ميتة جاهلية))

• وقد جاء في قول الرسول صلى الله عليه وسلم:  ((يجب على الفرد الاستماع والطاعة لما يحبه ويكرهه ما لم يأمر بمعصية، فإذا أمر بمعصية فلا يجب الاستماع والطاعة)) وسأله الصحابة رضي الله عنهم – عندما ذكر أنه قد يكون هناك حكام تعرفونهم وتنكرونهم – قالوا: فماذا نفعل؟ قال: ((أدوا لهم حقوقهم واسألوا الله حقوقكم)).

• وكما ورد في قول في حكم الخروج على الحاكم، قال عبادة بن الصامت رضي الله عنه: بايعنا رسول الله صلى الله عليه وسلم على السمع والطاعة في السرور والشدة والسهولة والصعوبة، وأن نتبع أمره ولا نخالفه، إلا إذا رأينا كفرا بواحا عندنا برهانا من الله فيه

حكم ابن عثيمين في الخروج على الحاكم الكافر

قال العلامة العثيمين رحمه الله في اللقاء المفتوح 129/5:

• إذا افترضنا -بشكل بعيد- أن ولي الأمر كافر، هل يعني ذلك أن يثور الناس عليه ويحدث التمرد والفوضى والقتال؟ لا، هذا خاطئ بالتأكيد. لأن المصلحة التي يسعى لها ولي الأمر لن تتحقق بهذه الطريقة، بل ستحدث مشاكل كبيرة. على سبيل المثال، إذا تمت الثورة ضد ولي الأمر من قبل مجموعة من الناس، ولي الأمر يمتلك القوة والسلطة التي ليست لدى هؤلاء الناس، ماذا سيحدث؟ هل ستنجح هذه الفئة الصغيرة؟ لا، بل على العكس، ستحدث الشرور والفوضى والفساد، ولن تكون الأمور في حالة جيدة. يجب على الإنسان أن يفكر جيدا

أولاً: وفقا للشرع، لا ينظر أيضا إلى الشرع بعين عوراء؛ أي يجب أن ينظر إلى النصوص من جميع الجوانب ولا يفضل جهة على الأخرى.

ثانياً: يجب أن ننظر إلى هذا الأمر بعقلانية وحكمة، ونتساءل عن النتائج المترتبة عليه، ولذلك نجد أن هذا السلوك خاطئ جدا وخطير، ولا يجب على الإنسان أن يؤيده بل يجب أن يرفضه تماما، ونحن لا نتحدث عن حكومة معينة، بل نتحدث عموما.

فتاوي العلماء في حكم الخروج على الحاكم الكافر

• أشار علماء الإسلام إلى أنه في حالة توفر القوة لدى المسلمين في الوقت الحالي وقدرتهم على مقاومة هذا الحاكم وإزاحته عن الحكم ليتولى حاكم مسلم، يجب عليهم فعل ذلك ويمكن اعتباره جهادا في سبيل الله. أما في حالة عدم توفر القوة أو القدرة لديهم للقيام بذلك، فلا يجب عليهم فعل ذلك، حيث أن محاربة الظلمة الكفرة يمكن أن تؤدي إلى ضرر أو ابادة المسلمين.

• ويدل على ذلك أن النبي صلى الله عليه وسلم عاش في مكة المكرمة لمدة 13 سنة بعد البعثة وكانت الولاية في ذلك الوقت للكفار، وعلى الرغم من أن بعض أصحابه أسلموا، إلا أنهم لم يقاتلوا الكفار وكانوا منعوا من قتالهم في تلك الفترة، ولم يكن أمرهم بالقتال حتى بعد هجرة النبي صلى الله عليه وسلم وتأسيس الدولة الإسلامية، حيث استطاعوا أن يقاتلوا الكفار.

• يوضح هذا المثال أنه لا يجوز للمسلمين أن يحاربوا ولاة الأمور ويتمردوا عليهم إلا إذا رأوا منهم كفرا صريحا يبينهم الله فيه برهانا. وفي هذه الحالة فقط يكون القتال جائزا. ويحدث ذلك لأن الانتفاضة ضد ولاة الأمور تسبب فسادا كبيرا يؤدي إلى اضطراب الأمن وانتهاك الحقوق، ولا يمكن ردع الظالم أو نصرة المظلوم وتفقد الوسائل الآمنة، وهذا يؤدي إلى اضطراب كبير في دولة المسلمين.

الحكم النهائي للخروج على الحاكم الكافر

• إذا كانت الطائفة المسلمة قادرة على إزالة هذا الحاكم الكافر بدون أن تتسبب في فساد كبير أو شر أكبر من هذا السلطان، فإن ذلك جائز. وإذا كان الخروج يتسبب في فساد كبير وعدم الأمان وظلم الناس وقتل الأبرياء، فإن ذلك غير جائز. ينبغي الاستماع والطاعة للحكام والعمل على تقليل الشر وزيادة الخير.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى