الدين و الروحانياتالناس و المجتمع

أسباب صلاح الانبياء

أمر الله سبحانه وتعالى بالإصلاح في الأرض وثنى على المصلحين، وقد نهى الله سبحانه وتعالى عن الفساد وذم المفسدين في عدد من آيات القرآن الكريم كما ورد في سورة النحل حيث قال الله تعالى: “إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذوي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي”.

 صلاح الانبياء :

• وبالإضافة إلى ذلك، جعل الله تعالى نشر الخير والإصلاح ومقاومة الشر والفساد سببا لتجنب العقوبات كما ذكر في سورة هود قائلا “ولا يهلك ربك القرىٰ بظلم وأهلها مصلحون” [هود: ١١٧]. وقد جاهد الرسول الكريم في تحقيق الإصلاح حتى بعد ما تعرض له من قبل قريش، وقال رسول الله – صلى الله عليه وسلم – “يا عم والله لو وضعوا الشمس في يميني والقمر في يساري على أن أترك هذه المهمة حتى يظهرها الله أو يهلكني فيها”.

الصراع بين الصلاح والفساد :

• يعثر الله عز وجل على الأشخاص الصالحين والفاسدين من بين البشر في الأرض، تماما كما يجعل الله سبحانه وتعالى الصراع مستمرا بين هاتين الفئتين حتى نهاية الزمان. وعلى الرغم من خوف الملائكة من الفساد الذي قد يسببه الإنسان في الأرض، كما هو مذكور في آيات القرآن الكريم في سورة البقرة حيث قال تعالى: “هل تجعل فيها من يفسد فيها؟” [البقرة: 30]، فإن الله تعالى استخلف الإنسان في الأرض وأجابهم الله تعالى بقوله: “إني أعلم ما لا تعلمون” [البقرة: 30]

منهج الأنبياء في الاصلاح :

• ويجب أن يذكر أن سعي المصلحين لتحقيق الخير في الأرض يمكنهم من الانتصار على فساد المفسدين، حيث أشار الله إليهم في أول خطابات خلق البشر. وجاءت رسالات الأنبياء التي سعت لإصلاح الأمور ومكافحة الفساد في جميع المجالات. وقال تعالى في سورة الأعراف: “ولا تفسدوا في الأرض بعد إصلاحها”.

• تجتمع كلمة الأنبياء الله تعالى عليهم السلام مع قومهم على قول واحد وكانت توصيتهم بعدم الفساد في الأرض كما قال تعالى “ولا تعثوا في الأرض مفسدين” [البقرة: 60].

ما هو الصلاح ؟

• يعتبر الصلاح أن يكون الإنسان صالحا في ذاته حيث يقوم الإنسان بتطهير وتهذيب نفسه وإقامتها على الصراط، فيصبح نفسا طيبة صالحة. ويعتبر الصلاح مختصا بالأفعال وذكر مقابله في القرآن الكريم بالفساد والسيئة. قال تعالى في سورة التوبة “خلطوا عملا صالحا وآخر سيئا” وفي سورة الأعراف “ولا تفسدوا في الأرض بعد إصلاحها”.

ذكر الصلاح في القراءن الكريم :

• العلاقة بين الصلاح والإصلاح وثيقة جدا؛ فلا صلاح بدون إصلاح ولا إصلاح بدون صلاح، كما ورد في قول الله تعالى في سورة الرعد: “إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم”. والاهتمام بإصلاح الدنيا من صفات المؤمن، كما ذكر في سورة الأنبياء: “ولقد كتبنا في الزبور من بعد الذكر أن الأرض يرثها عبادي الصالحون”

• وقد جاء في عدد من آيات القرآن الكريم ما يشير إلى عظمة أجر المصلحين والذين يحاربون الفساد كما ورد في سورة المائدة حيث قال تعالى: “فمن تاب من بعد ظلمه وأصلح فإن الله يتوب عليه إن الله غفور رحيم” [المائدة: 39]. وأيضا ورد في سورة النساء قوله تعالى: “إلا الذين تابوا وأصلحوا واعتصموا بالله وأخلصوا دينهم لله فأولئك مع المؤمنين وسوف يؤت الله المؤمنين أجرا عظيما” [النساء: 146].

• اما عن قوله تعالى في سورة النحل يقول تعالى: إن ربك للذين عملوا السوء بجهالة ثم تابوا من بعد ذلك وأصلحوا، فإن ربك بعد ذلك لغفور رحيم. وكذلك جاء في النهي عن الفساد في الأرض قوله تعالى في سورة البقرة: وإذا قيل لهم لا تفسدوا في الأرض قالوا إنما نحن مصلحون.

أسباب صلاح الانبياء : 

• تحقق صلاح الأنبياء عن طريق تحقيق التوحيد الخالص منهم وجاء تحقيق التوحيد الخالص من قبل الأنبياء حتى يتحقق وعد الله تعالى بالاستخلاف في الأرض والتمكين ونشر الأمن بعد الخوف فكان لا بد من تحقيق التوحيد الخالص. وقد جاء ذلك في قول الله تعالى في سورة النور قال تعالى: ﴿ وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الأرض كما استخلف الذين من قبلهم وليمكنن لهم دينهم الذي ارتضى لهم وليبدلنهم من بعد خوفهم أمنا يعبدونني لا يشركون بي شيئا ومن كفر بعد ذلك فأولئك هم الفاسقون ﴾ [النور: 55]

ذكر صلاح الانبياء في القراءن الكريم

تحقق صلاح الأنبياء عن طريق التوحيد الخالص من خلال عبادة الله وحده، دون شريك له، كما جاء في كتاب الله تعالى

• نوح عليه السلام أرسلناه لقومه وقال لهم: يا قوم اعبدوا الله وحده ولا تعبدوا غيره، فإني أخاف عليكم عذابا عظيما في يوم ما. هذا ما ورد في سورة الأعراف الآية 59

• هود عليه الصلاة والسلام: وقد قال هود أخاهم إلى قومه: يا قوم اعبدوا الله، فليس لكم إله غيره، أفلا تتقون.” [الأعراف: 65].

• صالح عليه الصلاة والسلام: وإلى ثمود أرسل أخاهم صالحا قائلا: يا قوم اعبدوا الله، فلا لكم إله غيره” [الأعراف: 73].

• إبراهيم عليه الصلاة والسلام قال لقومه: اعبدوا الله واتقوه، فإن ذلك أفضل لكم إن كنتم تعلمون.” [العنكبوت: 16].

• وأرسل الله النبي شعيب إلى قوم مدين، فقال لهم: يا قوم، اعبدوا الله فقط، فلا تعبدوا غيره من الآلهة. هذا ما جاء في سورة الأعراف الآية رقم 85.

• موسى عليه الصلاة والسلام ﴿ إن إلهكم الوحيد هو الله وهو يعلم كل شيء وبسعته العلمية الواسعة ﴾ [طه: 98].

• عيسى عليه الصلاة والسلام قال: “إن الله ربي وربكم، فاعبدوه، هذا هو الطريق المستقيم” [آل عمران: 51]

• محمد صلى الله عليه وسلم: قل إنما أنا إنسان مثلكم، يوحى لي أن إلهكم إله واحد، فاستقيموا إليه واستغفروه وويل للمشركين.” (سورة فصلت: 6).

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى