التاريخالناس و المجتمع

ما قصة طوعة ومسلم بن عقيل ؟

في هذا المقال سنقدم لكم معلومات عن طوعة ومسلم بن عقيل. طوعة هي ابنة عبد الله بن محمد الكندي، وهي امرأة جريئة واحدة من السيدات الكريمات الفاضلات. مرت طوعة بتجربة حياتية تحولت فيها حياتها تماما. كانت سيدة عادية حتى أن ولائها كان لأهل البيت عليهم السلام، مما جعلها عنصرا فعالا في مجتمع فقدت فيه روح الإرادة وسيطرت عليه الانقلاب والغدر. قامت طوعة بأعمال لم يتمكن الرجال من القيام بها في تلك الفترة الصعبة، ولذلك تستحق ذكرى خالدة في التاريخ وأن تحظى بوسام نصرة الإمام الحسين. أصبحت جزءا أصيلا من ملحمة الطف الخالدة، ولا يوجد كتاب يتناول ثورة الحسين إلا وتذكر سيرة طوعة.

جدول المحتويات

من هي طوعة ؟

كانت طوعة مجرد جارية للاشعث بن قيس، وهو أحد أصحاب رسول الله، لكنه ارتد عن الإسلام وأصبح ملعونا ومنبوذا، نشأت في مدينة الكوفة وكبرت فيها، ونشأت في أسرة تنتمي لآل البيت.

زواجها :

في بداية بلوغ سن الرشد وبعد وصولها لمبلغ النساء، تزوجت من الأشعث بن قيس الذي كانت جارية عنده، ولكنها بعد فترة من الوقت انفصلت عنه لأنه يبغض آل البيت وأطلق سراحها، ثم تزوجت بأسيد بن مالك وهو أيضا من أعداء آل البيت، فطلبت منه الانفصال ولكنه رفض طلبها وعمد إلى إيذائها وإهانتها بسبب حبها الكبير لآل البيت ودعمها للأمويين، ولكن كانت موقفها هو الصبر على هذه المحنة، حيث عاشت معه حياة تعسة.

موقف طوعة مع مسلم بن عقيل ونصرتها له بالكوفة :

  • عندما وصل مسلم بن عقيل إلى أرض الكوفة كسفير للحسين، وقام ببيعة أهل الكوفة له، حيث بلغ عدد المبايعين حوالي 18 ألف شخص. وفي ذلك الوقت كانت الكوفة في حالة فوضى واضطراب بعد دخول عبيد الله بن زياد وحاصرة مسلم بن عقيل وجيشه. وأصدر مرسوما يعلن فيه عن جائزة ثمينة لأي شخص يسلم مسلم بن عقيل إلى جانب المنزلة الرفيعة التي سيحصل عليها من يزيد بن معاوية، ويقدم له كل ما يحتاجه.
  • أمرت الحرس والشرطة بالوقوف في الأزقة والسكك وتفتيش الدور، وهددت أعوانها بأنهم سيتعرضون لأقسى العقوبات إذا نجح مسلم في الهروب منهم، وبقي مسلم بن عقيل وحيدا بعد ذلك حيث انتشر الناس من حوله، وهو لا يعرف إلى أي اتجاه يذهب وإلى أي مأوى يتوجه، لذا قرر أن يختبئ عن أعين السلطات، وظل يسير حتى شعر بالإرهاق والتعب حتى انتهت رحلته أمام منزل طوعة، وفي تلك اللحظة كانت دارها هي ملاذه ومأواه.
  • في ذلك الوقت، كانت طاوعة تقف أمام البيت في انتظار ابنها، وقد اقترب مسلم بن عقيل منها يطلب منها الماء، فأعطته الماء وشرب ولكنه بقي واقفا دون أن ينصرف. وفي ذلك الوقت، كانت الشوارع مزدحمة بالحرس وأصدقاءه المخلصين الذين تم سجنهم، وكان الناس جميعا يشعرون بالخوف ويغريهم المال، فقد قاموا بخرق الولاء وتخلوا عن دعم الحق، إلا طاوعة التي لم تشعر بالخوف وكانت مستعدة تماما لنصرته.
  • وظل عقيل واقفا أمام بيتها دون أن يذهب، وعندما طلبت منه الرحيل، أخبرها أنه ليس لديه أسرة أو عشيرة في هذا المدينة، وأخبرها أنه مسلم بن عقيل، فطلبت منه أن يختبئ في منزلها بدلا من الذي تعيش فيه، وأعدت المكان له ووفرت له الطعام والماء، حتى عاد ابنها الذي كانت تنتظر عودته، ولاحظ أنها تأتي كثيرا إلى المنزل الذي يتواجد فيه عقيل، فطلب منها أن تكشف له السر ووعدته بعدم مشاركته مع أحد، فكشفت له الحقيقة وقرر أن يكشف السر على الرغم من وعده بالاحتفاظ به، وفي الصباح أفصح عن السر، وبذلك انتهت المؤامرة بين عبيد الله بن زياد ومسلم بن عقيل، وتم إعدام عقيل ورمي جثمانه من أعلى قصر الأمير.

ماذا فعلت طوعة بعدما إستشهد مسلم ؟

بعد استشهاد مسلم، أمر زياد بإحضارها مكبلة بالحديد، وعندما واجهها، سألها عن سبب إيوائها لمسلم بن عقيل، فأخبرته أنها لا تستطيع أن تترك ابن عم رسول الله وسفير الحسن، وعندما رد عليها زياد قائلا أن هؤلاء الخوارج هم من أئمة الإسلام وأن زياد هو الخارجي، أمر بسجنها وألقيت في سجن مكتظ بالسيدات المواليات لآل البيت.

أمضت فترة في السجن حتى تدخل أحد أقاربها الذين كانوا يعملون لصالح السلطة وتم الإفراج عنها. خرجت من السجن مريضة وضعيفة وتوفيت بعد فترة قصيرة. على الرغم من أنها كانت طوعة ولم تحتل أكثر من موقف واحد، إلا أنها كانت من المواقف المشرفة التي تدل على وعيها العالي ورؤيتها الواضحة وإيمانها القوي بأهل البيت. تستحق أن تخلد في التاريخ وأن يرتبط اسمها بمسلم بن عقيل بطل الكوفة الذي وعدها بشفاعته.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى