التعليموظائف و تعليم

بدى قصة حكواتى

دعونا نستمتع معا ببعض القصص والحكايات الجميلة، فلا شك أن جميع الأطفال يحبون سماع القصص، وخاصة إذا كانت تروى لهم من قبل والدتهم أو والدهم. ومع ذلك، يعاني العديد من الأمهات من عدم معرفتهن بالكثير من قصص الأطفال المناسبة لأعمارهم. لذا يجب أن تكون القصة مناسبة وتهدف إلى تعزيز تنشئة الطفل وغرس القيم الأساسية. اليوم سنستمتع معا ببعض القصص الشيقة والممتعة التي ستحبها الأطفال كثيرا.

جدول المحتويات

أولاً: حكاية الكتكوت المتكبر :

كان هناك كتكوت صغير ولكنه شقي ومتكبر، يدعى صوصو، وهو الأصغر في إخوته. كان يزعجهم كثيرا ولا يحب البقاء في المنزل، ويشتهي الخروج دائما. والدته تحذره بشكل مستمر من الخروج بمفرده لكي لا يتعرض للأذى من الحيوانات والطيور الأكبر حجما.

في يوم من الأيام، تجاهل الكتكوت الصغير صوصو أمه وهرب من المنزل وهو يردد في نفسه أنه صغير الحجم وضعيف، ولكنه شجاع جدا وجريء ولا يخاف أحدا.

وأثناء سير الكتاكيت خارج المنزل، شاهد صوصو طائرة كبيرة في طريقه، عندما رأته، قامت بتمديد رقبتها وصرخت “كاك، كاك”، فرد الكتاكيت قائلا: أنا لا أخافك وسأستمر في طريقي.

ثم التقى الكتاكيت صوصو بكلب كبير، ووقف صامدا أمامه، فمد الكلب رقبته ونبح بأعلى صوته قائلا “هوو هوو”، فقال له الكتاكيت الصغير أنا لا أخافك واستمر في طريقي.

أكمل صوصو السير ثم قابل الحمار ووقف أمامه ثم قال له أنت يا حمار أكبر من الكلب ولكنني لا أخافك كما تراني، فصاح الحمار بصوت عال” هااااء هاااء” وترك الكتكوت وانصرف بعيدا عنه.

بعد ذلك صوصو الكتكوت واجه الجمل وقال له بجرأة أنه أكبر من الحمار والكلب والإوزة، ولكنه لا يخافه، ثم تركه وذهب في طريقه.

في هذا الوقت، شعر الكتكوت المتكبر بأنه أقوى وأشجع من كل الحيوانات، وكان سعيدا ومبتهجا، يعتقد أن الحيوانات تخاف منه ومن شجاعته، فلم تؤذيه.

عندما عاد إلى البيت، مر على بيت النحل ودخله، ثم سمع طنينا عاليا وانطلقت نحلة ولدغته بإبرتها في رأسه، فهرب هاربا يستغيث والنحلة تطارده حتى وصل إلى منزله وسارع بإغلاق الباب خوفا منها.

فرأته أمه فقالت له: من المؤكد أن الحيوانات ذات الحجم الكبير ربما أرعبتك بعض الشيء وهي تلهث من التعب، ولكن لا يا أمي، لقد تحديت جميع الحيوانات الكبيرة ولم تهزمني، ولكن هذه النحلة الصغيرة هزمتني وأظهرت لي قدر نفسي.

ثانياً: حكاية التاجر الذكى:

كان في زمن بعيد، هناك تاجر مشهور بكثرة تنقله بين المدن للشراء والبيع ويحقق أرباحا كبيرة من عمله. مع كل مدينة يزورها، يتعلم ويكتسب خبرات حقيقية يعرف من خلالها ما يتمناه الناس وما لا يحبونه. ومن أهم الحقائق التي اكتشفها هو أنه لا يمكن الحصول على صديق وفي ومخلص بسرعة، بل هو أمر صعب الوجود.

مع مواصلة العمل الجاد والشاق، حقق هذا التاجر أموالا ضخمة لا حصر لها، فبدأ يستثمر أمواله في عدة تجارات مختلفة لزيادة ربحه، وقام ببناء قصر كبير لنفسه وتجهيزه بأفضل الأثاث وأثمنه، وزين قصره بالعديد من النباتات والأشجار المتنوعة والفواكه الجميلة.

كان للرجل ولد وحيد، وكان يحبه بشدة وكان هو كل ما لديه. كان يهتم بشكل كبير بتعليمه، لذا جلب له أفضل المعلمين ليعلموه أساسيات اللغة والقراءة والكتابة، ويعلموه الحساب والتاريخ والجغرافيا والشعر وكل ما يهمه في حياته. وخاصة أن ولده كان ذكيا ونبيها. كان التاجر يستجيب لأي طلب من ابنه، وكان الابن يحب ويثق بوالده بشكل كبير.

كان لابن التاجر صديق يدعى زاهر، وكانوا يقضون معظم أوقاتهم معا حتى أصبح الجميع يعرف بمدى صداقتهم وارتباطهم ببعضهم البعض، وإذا رأوا أحدهم بمفرده، سيسألون عن صديقه الآخر.

ولكن كان هذا الصبي ليس لديه أي معرفة عن صديقه زاهر غير أنه يرافقه في النزهات والمجالس اللطيفة ولكنه لا يخوض معه بعض التجارب التي تكشف له عن طبيعة هذا الصديق وما إذا كان صديقا مخلصا وطيبا حقا أم أنه يدعي أنه صديق له لتحقيق هدف معين ولغاية ما في ذهنه، وكان الأب التاجر الذكي دائما يحذره منه ويحذره من عدم الثقة به لأنه لا يعرف طبيعته الحقيقية وكان الابن يشعر بالحزن الشديد عندما يذكر أبوه هذه الكلمات.

في يوم من الأيام، قرر التاجر الذكي السفر إلى بلد آخر بعيد، حاملا معه الكثير من المجوهرات والأموال. قرر وضعها جميعا في صندوق وحفظها في مكان آمن حتى يعود. قام بجمع كل المجوهرات والأموال في الصندوق وجلس يفكر. دخل ابنه ووجده غائب الذهن، فسأله الولد: يا أبي، ما الذي يشغلك؟ فأجاب الأب: لا شيء يا ولدي، فقط أنا أفكر في السفر وأتمنى أن ترافقني لتستمتع برؤية عالم مختلف وأشخاص مختلفين. فرح الولد كثيرا وأجاب: نعم يا أبي، أنا أرغب في السفر منذ زمن طويل. ثم شرد الأب مجددا وقال: ولكن يا ولدي، هناك شيء يشغلني كثيرا حتى لا أستطيع النوم. فسأله ابنه: ما هذا الأمر يا أبي؟ هل يمكنني مساعدتك؟ فأجاب التاجر قائلا: ما يشغلني هو أين أضع هذا الصندوق المليء بالمجوهرات والأموال حتى نعود مرة أخرى

بعد تفكير طويل، اقترح الأب على ابنه وضع هذا الصندوق عند صديقه زاهر. فرح الابن كثيرا بهذه الفكرة، والأب بدأ يفكر في صديقه بشكل جيد.

وذهب الابن مسرعاً لصديقه زاهر وقال له: والدي أعطاني صندوقا ممتلئا بالمجوهرات الثمينة والأموال الكثيرة لأحتفظ به عندك، وقد اختارك أنت على غيره لحفظه حتى نعود، فوافق صاحب الصندوق وأخذه منه.

سافر التاجر الذكي مع ابنه وزار العديد من المدن والبلاد المختلفة للاستمتاع بمشاهدة المواقع الأثرية واكتشاف الثقافات المتنوعة، وبعد مرور أربعة أشهر من وقت سفرهما، قال الأب للابن: ما رأيك في العودة إلى مدينتنا مرة أخرى؟ فوافق الابن على طلب الأب وعادا من السفر.

ذهب الابن إلى صديقه ليعود بصندوق مليء بالمجوهرات، وكان الأب ينتظره ولكنه رأى ابنه غير سعيد عند عودته وكان وجهه عابسا، فقال له الأب: ما الذي يحدث لك يا ولدي؟ فرد الابن قائلا: أعطيت صديقي صندوقا مليئا بالرمل والحصى بدلا من المجوهرات الثمينة كما وعدت.

فنظر الوالد لإبنه وقال: إذا كان صديقك وفيا وأمينا، لما فتح الصندوق ليرى محتواه وضحك قائلا: هل فهمت لماذا طلبت منك أن تضع الصندوق عنده.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى