أخبار اقتصاديةالقوانين والحكومات

طرق تبسيط الإقتصاد وفهمه لغير المتخصصين

نقدم لكم من خلال هذا المقال طريقة تبسيط الاقتصاد وأفضل كتب الاقتصاد للمبتدئين، حيث يرتبط الاقتصاد في عقول الكثيرين بالمصطلحات المعقدة مثل التجارة الدولية والبورصة وسوق الأعمال وغيرها من المصطلحات الغامضة. كما يعتقد الكثيرون أن عالم الاقتصاد ينتمي إلى الأشخاص الذين استطاعوا فهم علمه المعقد بصعوبة، وعلى الرغم من أهميته، إلا أنه حقيقة يعد من أكثر العلوم تعقيدا وتتطلب قدرات خاصة لفهمه.

طرق تبسيط الإقتصاد :

أهمية الإقتصاد :

الإقتصاد ضروري ومهم ويجب فهمه بجدوته الأساسية. إنها محاولة لتلبية رغبات واحتياجات الإنسان التي تتجاوز الوقت ومتنوعة. يبرز هنا المشكلة في ظهور احتياجات جديدة يوما بعد يوم مع ندرة الموارد الطبيعية وصعوبة توفيرها بالتساوي للجميع. هذا يؤدي إلى مشاكل وصراعات وخلافات، وأحيانا يصل الأمر إلى حروب عسكرية وسياسية للسيطرة على أكبر قدر ممكن من الموارد الطبيعية. مثال بارز على ذلك هو سيطرة بريطانيا على الهند ومصر في القرن الماضي من أجل استغلال مواردها. يجب أن يدرس الاقتصاد ليس فقط احتياجات الدولة وإنما أيضا احتياجات الأفراد ويهتم بتنظيم الميزانية العامة والشخصية على حد سواء.

تاريخ الإقتصاد وتطوره :

  • نظام المقايضة في الإقتصاد :

لفهم الاقتصاد المحلي والعالمي، يجب فهم أسسه وتطوراته التي شهدها هذا العلم. تعد فروع ومجالات الاقتصاد متنوعة ومختلفة. في البداية، اعتمد الإنسان الأول على إنتاج احتياجاته بنفسه لتلبية شهواته واحتياجاته. بعد ذلك، بدأ الإنسان في التخصص وتبادل المنتجات مع الآخرين. على سبيل المثال، يقوم الشخص الذي يرعى الحيوانات ويهتم بها بإنتاج لحوم وألبان وجبن يحتاجها، ثم يتبادل الفائض مع شخص آخر يعمل في مجال الزراعة ويمتلك الحبوب والنباتات وما إلى ذلك، أو مع شخص يعمل في حرفة صناعة السكاكين أو السيوف. يتم تبادل المنتجات بينهما لتلبية جميع الاحتياجات.

  • نظام العملات الوسيطة :

بعد ظهور العديد من المشكلات في نظام المقايضة مثل مشكلة فساد بعض السلع بسرعة، مما يؤدي إلى ضياع مدخرات الأفراد، خاصة الشراب والطعام، ومشكلة الخلافات في تحديد عدد الوحدات التي يجب تبادلها، وأخيرا، مشكلة احتياج البعض للتخلص السريع من السلع دون أن يجدوا مشتريا. لذلك، بدأ الناس في كل منطقة يعتمدون على سلع معينة شهيرة، تختلف حسب احتياجاتهم.

  • الإعتماد على إستخدام المعادن الثمينة كعملة :

أدرك الناس أهمية المعادن الثمينة والنفيسة ودرجة ندرتها على المستوى العالمي، لذا قرروا استخدامها كعملات وسيطة، وذلك لأنها لا تتأثر بظروف الطقس أو الطبيعة. وكان المعدن الذهب هو المعدن الرئيسي في هذه المعادن، حيث لا يتفاعل مع القلويات أو الأحماض ويحتفظ بشكله الأصلي على مر الزمن. كما استخدموا الأحجار الكريمة والفضة. وكان الحكام في الماضي مهتمين بفهم الاقتصاد كجزء من واجباتهم الحاكمة، وكانوا يدركون أن أي تلاعب أو خطأ في وزن العملات المعدنية قد يؤدي إلى انهيار الدولة وسقوطها.

  • العملات الورقية :

كان من الصعب نقل العملات بين الدول، لذلك قامت الدول الكبرى بجمع المعادن، خاصة الذهب، ثم قامت بإصدار الشيكات الورقية بدلا منها. قيمة الشيك تكون مقابل ما يمتلكه الشخص من ذهب في البنك، ويحق للفرد سحب ما يمتلكه من ذهب في أي وقت. ومنذ ذلك الحين، بدأ الناس في التعامل بالشيكات أو الأوراق النقدية. لكل دولة أوراق نقدية خاصة بها. وبعد الحرب العالمية الثانية، قررت معظم دول العالم الاعتماد على الدولار الأمريكي بسبب نفوذها الاقتصادي والعسكري. وكان هناك غطاء من الذهب يعادل قيمة الدولارات المطبوعة. ومنذ ذلك الحين، بدأت الكارثة التي لا يمكن للعالم أن يتجاوزها حتىالآن. عندما قررت الولايات المتحدة الأمريكية في عام 1971 طباعة دولارات بدون أي غطاء من الذهب، أصبحت تبيع أوراقا ليس لها قيمة مقابل الحصول على منتجات من الدول الأخرى، وهذا ما يعرف بالتضخم.

على سبيل المثال، إذا كان لدى شخص ما مبلغا من الدولارات يمكنه شراء منها مساحة 100 متر مربع، ثم يكتشف في العام التالي أنه يمكنه شراء 50 متر مربع فقط، فهذا يعني انخفاض قيمة الدولار إلى النصف، أي أن التضخم يبلغ 50٪، وهذا يعني أنه في حالة حدوث أزمة مالية في اقتصاد الولايات المتحدة الأمريكية، فإن هذا سيؤثر على العالم بأسره، لذا يعتبر معرفة أصل الأوراق النقدية بمثابة المفتاح الأساسي والأساسي لفهم الاقتصاد العالمي في الوقت الحاضر وفهم الأسس التي يقوم عليها.

  • النمو الإقتصادي والقيمة الحقيقية :

يحرص علماء الاقتصاد على توجيه بعض النصائح للحفاظ على القيمة الحقيقية لمدخرات الأفراد والدول وذلك لتجنب تأثيرات التضخم، حيث ينبغي على الجميع الحفاظ على الدخل على شكل عقارات أو ذهب أو ما شابه ذلك، والابتعاد عن النقد، لذلك نجد أن جميع خبراء الاقتصاد يشددون على أهمية تنويع مصادر الإيرادات والدخل لتجنب أي اضطرابات مفاجئة قد تحدث.

على سبيل المثال، إذا كانت إيرادات دولة مثل السودان تعتمد بشكل كامل على صادرات النفط الخام، وتم فرض حظر كامل على تصدير النفط الخام، فإن الحكومة لن تتمكن من تلبية احتياجات الشعب بسبب عدم توفر الأموال. وبالتالي، ستكون مضطرة للاستدانة، مما يؤدي إلى انهيار الاقتصاد الوطني. ومن ناحية أخرى، إذا تم تنويع مصادر الدخل، فإن ذلك يضمن تجنب أي انهيار اقتصادي محتمل في القطاع الاقتصادي، وتوفير الاحتياجات من القطاعات الأخرى مثل التكنولوجيا وإنتاج الغذاء والسمك والمعادن. وتختلف الموارد التي يجب على الحكومة تنويعها حسب موقع الدولة والموارد المتاحة فيها. ويتم تحديد ذلك بعد القيام بالعديد من الجهود الشاقة والدراسات الجادة من قبل الخبراء لفهم الاقتصاد المحلي للدولة وفهم الفرص المتاحة.

  • باب الإيرادات وباب المصروفات :

علم الاقتصاد يتألف من قسمين، الأول يتعلق بإدخال الأموال إلى جيب المالك، والثاني يتعلق بإنفاق هذه الأموال في مشاريع محددة. في حالة وجود فائض في الميزانية، يمكن تخزينه للاستخدام في العام المقبل أو إنفاقه في مشاريع أخرى لتحقيق دخل مالي في المستقبل. وفي حالة وجود عجز في الميزانية والحاجة للاقتراض من البنوك أو الأصدقاء، سيتعين التقشف وفقا لأولويات محددة. عند محاولة فهم الاقتصاد، يجب أن نفصل بين مصادر الإيرادات الحكومية ومصادر الإيرادات الشخصية. يمكن للحكومة فرض الضرائب على المواطنين وامتلاك مصادر طبيعية تكتشف على أراضيها، بينما يحصل الفرد على دخله أو راتبه من مشروعه الخاص.

  • تعظيم موارد الدولة :

تحاول الدولة زيادة الإيرادات من خلال إنشاء مشاريع جديدة وجذب المستثمرين للحصول على الضرائب التصاعدية مقابل استغلال المستثمرين لخدمات البنية التحتية للدولة مثل الغاز والكهرباء والصرف الصحي والمياه، ومن جهة أخرى تسعى الدولة لتعزيز بعض الصناعات مثل صناعة البترول والتعدين، واستكشاف المعادن الموجودة في باطن الأرض واكتشاف ثروات أخرى مثل الغاز الطبيعي أو النفط.

  • البورصات :

نظرا لتعدد العمليات التجارية وانتشارها في مناطق جغرافية مختلفة، اضطر التجار لاستخدام وسطاء (سماسرة) بين المشتري والبائع مقابل عمولة مادية. ولهذا السبب، أصبح إنشاء البورصة ضروريا لتلعب هذا الدور. وتوجد أنواع مختلفة من البورصات مثل بورصة الأوراق المالية وغيرها. ولفهم وضع الاقتصاد المحلي لأي دولة، يجب التحقق من أنواع البورصات الموجودة فيها وحجم التداول لمعرفة ما إذا كان اقتصادها منكمشا أم نشطا.

في سوق الأوراق المالية يتم بيع سلعتين، وهما السندات والأسهم، بالنسبة للأسهم فهي تشكل جزءا من ملكية المستثمر في رأس مال شركة ما، ويمكن أن ترتفع أو تنخفض قيمة السهم حسب حالة الشركة المالية وحالة الدولة المضيفة، أما السندات فهي ديون تقدمها المستثمر للشركة، وبالمقابل يسترد المستثمر رأس المال المستدان بعد فترة محددة ومعها الفائدة التي تم الاتفاق عليها مسبقا.

في الوقت الحالي بسبب تعقد الاقتصاد وتنوع المدخلات والمخرجات، قامت الشركات بتشكيل مجموعات اقتصادية للتنبؤ بالتقلبات الاقتصادية وتحفيز الاقتصاد للانتعاش. ينصح القارئ بمتابعة الموقع الاقتصادي عبر الإنترنت بشكل مستمر وباستخدام المعرفة العلمية والتراكمية لفهم الاقتصاد بشكل أعمق. يجب أيضا التعرف على المؤسسات الموثوقة للتعاون معها وتقديم نصائح للاستثمار والحفاظ على المدخرات وغيرها من الأمور المهمة والشيقة.

أهم كتب الإقتصاد التي تساعد على فهم الإقتصاد بشكل مبسط :

  • كتاب الإقتصاد والحياة اليومية للكاتب ستيفن لاندسبيرج :

لاندسبيرج يعتبر من الأشخاص النادرين في مجال الاقتصاد الذين يجمعون بين الذكاء العالي واللسان السلس والطرافة وسرعة البديهة. تمكن من تقديم كتاب متنوع جدا ورؤية مبتكرة للأمور المتعلقة بالاقتصاد، حيث قدم المفاهيم الأساسية التي يقوم عليها الاقتصاد بطريقة مبدعة ومبتكرة. يعتبر هذا الكتاب واحدا من أبسط وأكثر الكتب إثارة في مجال الاقتصاد في نفس الوقت. تم ترجمة هذا الكتاب إلى العربية وقدم فيه ستيفن لاندسبيرج العديد من المفاهيم الاقتصادية المبسطة وربطها بحياتنا اليومية.

  • كتاب دروس مبسطة في الإقتصاد للكاتب روبرت ميرفي :

هذا الكتاب هو دليل بسيط يشرح الطرق الجديدة التي يمكن من خلالها النظر إلى العالم. بعد فهم الدروس بشكل جيد، سيكون القارئ أكثر قدرة على فهم الأحداث بشكل أفضل من غير المدربين على التفكير الاقتصادي. روبرت ميرفي يقدم نموذجا ناجحا لتشكيل العقلية المثالية للمفكر الاقتصادي، حتى لو لم يكن متخصصا في مجال الاقتصاد. يستهدف هذا الكتاب الجمهور المثقف وليس فقط القاعات الأكاديمية الاقتصادية. ما يثير الإعجاب بهذا الكتاب هو الطريقة الغير تقليدية التي يتم بها عرضه، حيث يمنح القارئ خلفية اقتصادية واسعة وواضحة في نفس الوقت، مما يمكنه من متابعة قضايا الاقتصاد بشكل أكثر وضوحا. يتكون هذا الكتاب من مجموعة دروس تبدأ من المفاهيم الأساسية وتصل إلى المفاهيم المتقدمة في علم الاقتصاد.

  • كتاب الرأسمالية والحرية للكاتب ملتون فريدمان :

هذا الكتاب الفكري، الذي قام بكتابته ميلتون فريدمان أحد أشهر المفكرين الاقتصاديين، هو مدخل للقضايا الاقتصادية المعاصرة. حاز هذا الكتاب على جائزة نوبل في الاقتصاد، وفيه قام فريدمان بتقديم فلسفته الاقتصادية ذات الأثر البعيد. تعتبر الرأسمالية التنافسية في هذه السياسة مجرد أداة لتحقيق الحرية الاقتصادية وهي أحد شروط الحرية السياسية الأساسية. يتميز هذا الكتاب بسهولة الفهم وتم بيع أكثر من مليون ونصف نسخة منه، وترجمته إلى 18 لغة غير الإنجليزية.

  • كتاب الإقتصاد عارياً للكاتب تشارز ويلان :

تمتع هذا الكتاب بإعجاب جاري بيكر، أحد أبرز المفكرين الاقتصاديين والحائز على جائزة نوبل في الاقتصاد عام 1992، وينصح بيكر بأن كل شخص يرغب في فهم أساسيات الكتاب بسهولة وبأدنى جهد يجب أن يقرأ كتاب تشارلز ويلان، وهو يعتبر هذا الكتاب أكبر نجاح في تبسيط المفاهيم الاقتصادية واستخدام لغة بسيطة سهلة يمكن للجميع فهمها، ويتجنب التفاصيل المملة والبيانات الرياضية المعقدة، ويتناول هذا الكتاب العديد من المسائل الاقتصادية المهمة في حياة الأفراد والأكاديميين مثل الاقتصاد الحكومي والأسواق ورأس المال البشري والبنك المركزي والإنتاجية، ويمتاز هذا الكتاب بطرح سبعة تساؤلات عن طبيعة الحياة بعد العام 2050 في الفصل الختامي، ويذكر الكاتب أن الاقتصاد يمكن أن يساعد في تحسين وفهم العالم غير المكتمل الذي نعيش فيه، وعلى الرغم من ذلك، إلا أنالاقتصاد ليس سوى مجموعة أدوات يجب استخدامها بوعي جيد، ويدفع هذا الكتاب القارئ للتفكير بعقلية المفكر الاقتصادي في نهايته.

  • كتاب أفكار جديدة من إقتصاديين راحلين للكاتب تودجي باكونز :

هذا الكتاب هو مدخل مهم للفكر الاقتصادي الحديث، وهو من أشهر الكتب التي توثق أفكار علم الاقتصاد. أبدع ملتون فريدمان فيه، ووصفه بأنه بحث واسع النطاق في مجال الفكر الاقتصادي، متحدا بين الوضوح والدقة. سهل التفهم ويعتبر مقدمة ممتعة وشيقة لأعظم المفكرين الاقتصاديين. يوضح كيف يتحدثون في العالم الحديث الذي نعيشه، ويقدم نظرة عميقة للمسائل الاقتصادية الأساسية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى