العلاقات و التعارفالناس و المجتمع

صفات الإنسان المتكبر

التكبر هو من الصفات المنبوذة التي تتواجد في الأشخاص المقربين أو غير المقربين منا، مثل الأهل والأصدقاء والجيران وزملاء العمل وغيرهم. يعاني الناس من التعامل مع الشخص المتكبر، ويعتبر التكبر أحد أخطر الأمراض الخلقية التي تدفع الشخص إلى الاعتزاز المفرط بنفسه والتعالي على الآخرين، لدرجة أن الشخص المتكبر يعتقد أنه وحده يستحق كل شيء في الحياة، بينما يتم خلق البقية لتحقيق رغباته .

فالتكبر هو واحد من الصفات التي تسبب البغض بين الناس والشخص المتكبر هو الذي يعتقد أنه أفضل من الآخرين ويسعى دائما ليكون الأفضل ويعتقد بأنه لن يموت أو يتعرض للمصائب بسبب تكبره، فهو يمتلك الغطرسة وحب الذات أكثر من أي شيء آخر، وكثير من الناس لا يحبون التعامل مع الشخص المتكبر وقد يجدون أنفسهم في مواجهة بهم دون معرفتهم بصفاتهم، والآن دعونا نتعرف على صفات الإنسان المتكبر وكيفية التعامل معه في حال الضرورة.

أهم صفات الإنسان المتكبر :

قبل وصف الإنسان المتكبر، يجب أن نعلم أن الكثير من المتكبرين لا يدركون أنفسهم كمتكبرين ومغرورين، ويعود ذلك إلى نمط حياتهم في مجتمع أو أسرة متكبرة، وهناك أيضا من يعرف أنه متكبر ويصر على ذلك بغض النظر عن التوجيه والإرشاد، وفي كلا الحالتين، يتعامل الأشخاص معهم دون معرفة حقيقتهم، لذا سنقدم لكم علامات وصفات يمكن أن تشير إلى أن شخصا ما متكبر، ومن هذه الصفات والعلامات:

  • الشخص المتكبر ينظر إلى الآخرين بنظرة استصغار من خلال رفع وجهه قليلا، إذ يرون أنفسهم أرقى وأعلى وأعلى من معاملة أي شخص بغض النظر عن درجة نجاحه أو قيمته في المجتمع.
  • يقوم الشخص المتكبر بشد قامته بشكل أكبر من اللازم، فهو مغرور ومتعال ومتغطرس ومعجب بنفسه إلى حد كبير.
  • يتحرك الشخص المتكبر ببطء، ويسير بثقل شديد، ويشعر بالتفوق والفخر بأنه لا يوجد مثيل له في هذا الكون.
  • إذا كان المتكبر يسير بجانب شخص أو عدة أشخاص آخرين، فإنه لا يسير بجوارهم جنبا إلى جنب، بل يحاول دائما أن يتقدم ويجعلهم وراءه، وذلك لأنه يحتقر الناس ويرى أنه لا ينبغي أن يكون معهم لأنهم لا يشبهونه.
  • يتميز وجه المتكبر بالكآبة والصفرة مثل وجه المريض، على عكس الشخص العادي الذي يتميز بالابتسامة في وجهه، ويعتقد أن الابتسامة تقلل من قيمته وتصنف ضمن فئة الأشخاص العاديين.
  • التفاخر والغرور أثناء المشي أمام الناس والمارة، ويسير بشكل متكبر ومتأنت، فخور بنفسه ويظهر كأنه أكبر حجما، ليبدو قويا وذو شأن وصعب التوقف أثناء سيره.
  • يكون حديثه مع الأشخاص المقربين في حياته خاليا من العواطف والمشاعر ومليئا بالجفاف. يقتصر الحديث بينه وبين الآخرين على السؤال والجواب، ولا يتحدث كثيرا. تظل عيناه ثابتتين على الآخرين أثناء الحديث، ويكون قليل الابتسام. يتجاهل الآخرين ولا يستمع لهم، لأنه يعتقد أنه هو الصائب الوحيد.
  • إذا ارتكب الشخص المتكبر خطأ ولم يعترف به أبدا، وقدم أدلة زائفة على أنه ليس الخطأ، فإنه لا يخطئ.
  • يعتقد أنه لا يفرز ما يفرزه الأشخاص العاديون، وأنه لن يشعر بالألم أو الحزن، ويتميز بعدم الخوف وقوته الكبيرة وعدم حاجته لأي شخص في حياته بأكملها.
  • يسعى هذا الشخص بجدية لجذب الانتباه إليه ويحاول دائما أن يكون محور الحديث للناس، حتى لو كانت أعماله غير ذات قيمة أو تافهة.

المتكبر في الإسلام

نهى الله سبحانه وتعالى عن التكبر وحذر منه، حيث قال في سورة لقمان: “ولا تصعر خدك للناس، ولا تمش في الأرض مرحا إن الله لا يحب كل مختال فخور” (لقمان: 18)، وقال أيضا في سورة الإسراء: “ولا تمش في الأرض مرحا، إنك لن تخرق الأرض ولن تبلغ الجبال طولا” (الاسراء: 37)، وقال في سورة لقمان: “إنه لا يحب المستكبرين” (لقمان: 23)، وقال في سورة الزمر: “أليس في جهنم مثوى للمتكبرين” (الزمر: 60)، وكما أن السنة النبوية تنهى أيضا عن التكبر، حيث قال الرسول صلى الله عليه وسلم: “إن في السماء ملكين موكلين بالعباد، فمن تواضع لله رفعه، ومن تكبر وضعه”، وقال أيضا: “ما من رجل يتكبر أو يتجبر، إلا لذلة وجدها في نفسه”، وقد قال الشيخ عائض القرضاني في تشبيهه للمتكبر واحد من أفضل شيوخ الإسلام:

أنت من أنت، يا شبيه الزرافة، يا عظيما في كبرك وسخافة
عندما تكون صغيرا لا نراك شيئا, كلما كبرت أصبحت مصدرا للآفة

الصديق المتكبر

من أكثر الأشياء التي قد تسبب ألما لكثير من الأشخاص هو التعامل مع الأشخاص المتكبرين، وماذا لو كان هذا المتكبر صديقا له؟ ولا يستطيع أن يتخلى عنه بسبب حبه الشديد له، فماذا ينبغي عليه أن يفعل؟

  • نصيحة المتكبر

عند التعامل مع المتكبر، يتوجب على الشخص أن يقدم له النصيحة والتوجيه الصحيح، ويتخذ إجراءات لمنعه من القيام بأعماله المتكبرة، ويذكره بسوء تصرفاته وقبحها بتقديم الأدلة والبراهين مثل خوف الناس من التعامل معه واستنكارهم له، ويعيده إلى الطريق الصحيح عن طريق تذكيره بالآيات القرآنية والأحاديث النبوية التي تحظر الكبر، وتهديده بعقاب الله، وأنه سيهلك في الدنيا ولن يدخل الجنة، حيث قال الله “العزة ردائي والكبرياء إزاري فمن نازعني شيئا منها قصمته ولا أبالي”، ويعمل على إثارة تواضعه وحب الناس له، وتقديم براهين من القرآن على حب الله للمتواضعين مثل “الذين يمشون على الأرض هونا وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما.

  •  قاعدة المعاملة بالمثل

تتبع هذه القاعدة مع الشخص المتكبر ليتجنب هذه الصفة السيئة. عندما يعامل الصديق المتكبر بنفس الطريقة التي يعامل بها الآخرون، سيبدأ في الكراهية والاشمئزاز من طريقة تعامل الصديق معه، وسيفكر في تغيير طريقته لكي لا يسبب اشمئزازا للآخرين كما يشعر الصديق بالاشمئزاز منه.

  • التجاهل

في بعض الأحيان، يكون أفضل علاج للتكبر هو تجاهله، حيث يرغب الشخص المتكبر دائما في أن يكون محط اهتمام الآخرين والواجهة الأساسية في حياتهم، ولكن عند تجاهله وتجاوزه بلطف، يبدأ في تغيير سلوكه للتعامل مع الناس بشكل مختلف مرة أخرى.

  • عدم الاستماع للمتكبر

يمنع تماما للمتكبر أن يعطي أوامرا للآخرين، ويجب أن يعمل بمفرده ويتم منعه ومحاسبته بشدة من قبل مجموعة من الأقارب والأهل، لكي يتوقف عن طريقته ويبدأ في تغيير سلوكه نحو الصواب.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى