التاريخالناس و المجتمع

بحث عن حاتم الطائي

حاتم الطائي، واسمه حاتم بن عبد الله بن سعد بن طئ. ويقال إنه أجود من حاتم، وذلك بسبب سمعته الكريمة والجودة. وقد تم تناقل العديد من الروايات والتراث والأخبار عنه، التي تشير جميعها إلى كرمه وسخاءه وجوده. ويذكر أنه ورث هذا الكرم عن والديه. كما اشتهر بشعره المتقن ولغته البليغة. ومن الأشعار التي يعبر فيها عن أخلاقه الحسنة، كان يخاطب زوجته نوار التي كانت تلقي عليه اللوم لإنفاقه المال، فيقول لها

انتظري قليلا يا نوار، سألقي اللوم والعتاب، ولا تقولي على الأمور الماضية ما فعلت.

لا تقولي لأي شيء كنت مهلكة، فقدمي بتسوية وإن كنت تتعرضين للعنس والجملا.

بحث عن حاتم الطائي :

من هو حاتم الطائي ؟

حاتم الطائي هو شاعر قديم من العرب، لم نتلق من أشعاره سوى القليل، وهو من قبيلة طئ. كان يعيش في العصر الجاهلي واشتهر على مر الزمن بكرمه وسخائه على الضيوف والمحتاجين، وكان مشهورا بشهامته وشجاعته مع الجميع، وكان ينصر الحق ويمقت الظلم، وكان له خلق رفيع مثل فرسان الشجعان. توفي حاتم الطائي في سنة 605 ميلادية، قبل هجرة رسول الله بحوالي 46 سنة، وكان يعيش في بلاد الجيلين التي تعرف الآن باسم منطقة حائل بالمملكة العربية السعودية، وما زالت بقايا قصره موجودة حتى الآن.

الصفات التي عُرف بها حاتم الطائي :

  • من أكثر ما كان يشهر به حاتم الطائي هو سخاؤه وكرمه حيث كانوا يضربون به المثل في السخاء.
  • اشتهر بالقوة والشجاعة وصدقه في الأقوال والأفعال.
  • كان يفوز دائما في المبارزات والمسابقات.
  • كان يسرع دائما لمساعدة أي محتاج يناشد مساعدته.
  • كانت الاهتمامات مركزة على تقديم الطعام للناس، حيث كان يقوم بذبح الإبل يوميا لتوزيع لحومها على النار.
  • قد أخذ حاتم الطائي على نفسه العهد بعدم قتل أحد في شهر رجب.
  • كان حاتم الطائي يمثل قدوة الخلق الحسن والفضائل قبل الإسلام، حيث كان يحرص دائما على تكريم ضيوفه بكل ما يمتلك من مال، وكان يقدم الطعام للجوعى ويسعى لتخفيف أحزان المكروبين ولم يرد أحدا يطلب المساعدة، وقيل عن حاتم الطائي أنه ورث الشعر عن والده بينما ورث الكرم والسخاء عن أمه، ويقال أن أعمامه احتجزوا أموال أمه لأنها كانت تنفقها دائما على المحتاجين والمسألين ولم تنفقها على نفسها.

زوجات حاتم الطائي :

المصادر تشير إلى أن حاتم الطائي تزوج من النوار وماوية بن عفزر، وكانت زوجته النوار البخثرية واحدة من النساء الشريفات اللواتي ينحدرن من اليمن.

قصة زواجه من ماوية :

يقال إن زوجة ماوية كانت من ملكات الحيرة اللاتي يمتلكن ثروة كبيرة. كانت تعيش كالملكة وطلب الزواج منها العديد من الشعراء مثل النابغة الذبياني والنبيني وحاتم الطائي. جمعتهم جميعا في وقت واحد وطلبت من كل واحد منهم أن يلقي قصيدة تذكر محاسنه. اختارت حاتم الطائي من بينهم، ويقال أنها طلقته كما كان شائعا في ذلك الوقت، حيث كان هو الزوج يطلق الزوجة. طلقته لأنه كان يبذر المال ولا يفكر في مستقبله واحتياجات أبنائه وبيته. حاولت إقناعه بتغيير سلوكه ولكنه لم يستجب. بعد الطلاق، جاء إليها 50 رجلا دون علمهم بالطلاق، طلبوا من حاتم الطعام. أرسلت زوجته خادمة لتخبره، ووافق وأرسل اثنين من الإبل للضيوف وأشرف بنفسه على إعداد الطعام. قالت له زوجته إنها طلقته لأنه يترك أبناءه ليكرم ضيوفه.

أبناء حاتم الطائي :

تشير معظم الآراء إلى أن حاتم الطائي كان لديه ولدين وابنة، وهما عدي وسفانة وعبد الله أبناء النوار، ويقال إن ابنته سفانة ورثت صفة الكرم عن أبيها حيث جاء عليهم وقتا من الأوقات واتفقا على أن يتمكنا من توفير ما يحتاجونه للعيش، إلا أن ابنته أبلغته بعدم قدرتها وهو أيضا لم يستطع، فقررا الانفصال حتى يتمكن كل منهما من العيش بما يمتلك.

ابنه عدي، الذي ولد قبل الهجرة النبوية بنصف قرن، اشتهر ومات في العام 67 للهجرة عندما بلغ 120 سنة. عرف بأبي طريف وأبي وهب، وكان رئيس قومه في أيام الجاهلية. عندما وصلت الدعوة الإسلامية إلى اليمن، لم يسلم عدي وسافر مع زوجته إلى بلاد الشام، تاركا أخته سفانة في اليمن. تم اسر سفانة عندما وصل الجيش الإسلامي إلى منطقة طئ. نجحت سفانة في العودة إلى أخيها وأقنعته بالانضمام إلى الإسلام. ذهب عدي إلى رسول الله ليعلن إسلامه.

وفاة حاتم الطائي :

ليست هناك مصادر مؤكدة حول العام الذي توفي فيه حاتم الطائي. ومع ذلك، يقول بعض المؤرخين إن حاتم الطائي توفي في العام الثامن للهجرة. ومع ذلك، هذا الزعم غير مؤكد لأنه لم يتم ذكر أن حاتم كان على قيد الحياة خلال فترة بعثة النبي. ولكن الاعتقاد الأكثر صحة هو أن حاتم الطائي عاش حتى ولادة النبي وتوفي قبل بعثته. هناك زعم آخر بأنه توفي في العقد الأول من القرن السابع الميلادي ودفن في وادي حائل.

الأغراض الشعرية التي قال حاتم الطائي الشعر فيها :

كان حاتم الطائي معروفا بتأليفه للشعر الجيد وتدوينه في ديوان شعري، وتميزت قصائده بتركيباتها السهلة وألفاظها البسيطة ومعانيها الواضحة وابتعادها عن التعقيد، حيث قام بتأليف العديد من القصائد وكتابتها لأغراض شعرية مختلفة مثل الكرم والحماسة والعفة، وكما اهتم كثيرا بالنثر الذي تميز بالرشاقة والحكمة، وكتب أيضا في الهجاء والمدح والفخر.

بعض القصص عن كرم حاتم الطائي :

عندما سئل حاتم الطائي عما إذا كان هناك شخص أكرم منه، أجاب بنعم. وذكر قصة أنه مرة واحدة زار صبي يمتلك عشرة أغنام وقدم له جزءا من لحمة ورأس غنم. أعجب حاتم الطائي برأس الغنم وأشاد به، حيث كان الصبي يخرج ويحضر الرأس له. وعندما غادر المكان، وجد المكان مليئا بالدم، فعلم أن الصبي قد ذبح جميع أغنامه ليطعمه رأس إحداها. فقام حاتم الطائي بإعطاء الصبي 50 رأس غنم و300 ناقة حمراء، وأكد أن الصبي هو الأكثر كرما منه، حيث قدم له كل ما يملك بينما هو قدم له جزءا من ممتلكاته.

يروى أيضا أن أحد القياصرة الروميين تلقى أخبارا عن حاتم الطائي، فاستغرب كثيرا ما سمعه. قيل له إن لديه فرسا ثمينة، فأرسل القيصر رسولا ليستفسر عن هذه الفرسة. عندما وصل الرسول، استقبله حاتم بأفضل الأساليب ورحب به وكرمه، دون أن يعلم أن هذا الرسول هو حاجب للقيصر. وفي ذلك الوقت، كانت الماشية في المرعى، ولم يجد حاتم شيئا يقدمه للضيف، فذبح هذه الفرسة وأشعل النيران. عندما دخل الضيف ليحدثه وأخبره أنه رسول من القيصر، قال له: “لو أخبرتني قبل ذلك لكنت قد ذبحتها من أجلك، لأنني لم أجد شيئا آخر لأقدمه لك”. فاستغرب الرسول سخاء حاتم وقال له: “والله، لم نر منك إلا الكثير مما سمعنا عنك.

أهم ما جاء عنه في الشعر :

وقال الطائي في الفخر :

أنا عاف من الفقر، مشترك في الغنى *** وشكلك لا يتوافق مع شكلي

شكلي لا يقوم له مثيل بين الناس إلا كل من هو نيقة مثلي

لسموي نيقة في المجد والبذل لم تكن مشتركة فيهما، فيما مضى لم يكن هناك أحد قبلي

واجعل مالي دون عرضي، جنة *** لنفسي، فاستغن بما كان من فضلي

عندما تبدأ الحرب في الاستعراض لقوتها وقوة الأسلحة

وما يهمني أن يذهب سعد مع أهله *** ويتركني في المنزل، ليس لدي عائلة.

ومن شعر الحكمة نجد :

أكرم نفسك، فإذا أهنتها *** عليك، فلن يكرمك الدهر مطلقا

فليكن لمحب الولادة الحذر، فإذا مات، فإن المال سيكون نهبا ومقسما

لا تؤذيه في الوقت الذي يسعده الوريث *** ويخاف من أن يصبح لونه أغمق

يقسمه غنما ويشري كرامة وأصبحت عظيمة في خط من الأرض

قليل به ما يحمدنك وارث *** إذا ساق مما كنت تجمع مغنما.

شعر الحماسة:

أأخبر أبناء ثعل عني بجهود الرسالة المهمة والمتعبة، دون مبالغة ولا تهويل

اجتاحوا بني ثعل، فالغزو حظكم *** عدوا الروابي ولا تبكوا لمن نكلا

ويها فداؤكم أمي وما ولدت *** حاموا على مجدكم، واكفوا من يتكلون

إذا غاب من عشيرتنا عنهم، فإن الحرب ستنشب كالحا عصلا.

وفي ذم أصحاب الخصال السيئة قال حاتم

ليحيا الله من صبر وتحمل الأوجاع والهموم *** وهو يعيش على الطعام والشراب.

ينام الضحى حتى يستوي ليله، ثم يستيقظ قلقا ومشوش الفكر

إذا اقتربت من المشترين فلا تكن مترددا *** فقد يكون لديك فائدة من الطعام والمجثم

أما في شعرالمدحفقال حاتم:

إذا كنت تكره حياتنا *** فأتي بحلي في بني بدر

عاشوا في زمن الفساد فنعم *** الحياة في العوصاء واليسر

ونحن نحتقر الذين يتعايشون بنظارتهم *** والأغنياء منهم بالفقراء.

ومن أقواله عن المال :

إذا كان بعض المال ربا لأهله …. إذا أنا بحمد الله مالي معبد

يحرر المعاني العميقة ويستمتع بالأطعمة اللذيذة … ويعطي إذا كان بخيلا مطرودا

إذا كان المتكاسل قد أخمد ناره… أقول لمن يشتعل ناري أوقدوها

يتسع قليلا أو يكتن ثم نحمده ونشكر الله.

المراجع :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى