علاج الانحراف الفكري والسلوكي

علاج الانحراف الفكري والسلوكي. يتعرض المجتمع في الفترة الأخيرة للعديد من السلبيات التي تؤدي إلى انحراف الأفراد، وخاصة فئة الشباب، سواء في سلوكهم وتصرفاتهم أو حتى في أفكارهم وطريقة تفكيرهم المستمرة. ومن خلال هذا المقال، سنتعرف معا على كيفية علاج هذه الظاهرة المنتشرة بشكل كبير في المجتمع، وسنستعرض أسباب حدوثها.

الأسباب المؤدية إلى الانحراف الفكري والسلوكي:

هناك العديد من الأسباب التي تؤدي إلى حدوث الانحراف الفكري والسلوكي للإنسان، وبعض هذه الأسباب قد يكون بسبب المجتمع نفسه أو الأشخاص المحيطين بالفرد أو أفراد أسرته، ومن أهم هذه الأسباب:

أولًا: عدم وجود وازع ديني:

يؤدي غياب الوازع الديني إلى انحراف السلوك والفكر لدى الأشخاص. فقد الشباب الثوابت الدينية والعقيدة القوية والمبادئ الدينية، والأشخاص الذين لديهم مبادئ دينية يحددون حدودا لأنفسهم ويحاولون عدم تجاوزها، ويعتبرون الخطوط الحمراء التي لا يجب تخطيها. وعندما يقع الفرد في المعاصي والذنوب، من المفترض أن يتوب ويندم ولكن بدون تثبيت العقيدة الدينية لدى الأشخاص، يصبح من السهل على الفرد ارتكاب المعاصي دون أي ضمير يوبخه على هذه الأخطاء، وهذا يساعده على الانحراف.

ثانيًا: غياب التربية السليمة:

التربية السليمة هي الأساس لبناء شخصية الإنسان. ولكن في الفترة الأخيرة، انتشرت ظاهرة عدم الاهتمام بالتربية السليمة وتنشئة الأطفال بالطريقة الصحيحة. أصبح الوالدين يعتمدان فقط على تأمين الطعام والشراب والملبس للطفل، دون الاهتمام بالروحانيات التي تلعب دورا كبيرا في تربية الطفل. ومع غياب كل ذلك، يمكن أن ينحرف الشخص في أي مرحلة من مراحل حياته.

ثالثًا: غياب المجتمع:

لا شك أن المجتمع له دور كبير جدا في إبعاد الأشخاص عن السلوك الصحيح، حيث لم تعد هناك الرقابة التي كانت مفروضة من قبل المجتمع في السابق، فأصبحت المجتمعات ترحب بالتصرفات الخاطئة والمنحرفة، ويتفاخر الكثيرون بأخطائهم أمام بعضهم البعض بدون أي قيود أو رقابة.

رابعًا: وسائل الإعلام:

كما للوسائل الإعلام دور كبير في التأثير على سلوك الفرد، وفي الفترات الأخيرة، بدأت وسائل الإعلام تشجع على سلوكيات خاطئة وتبررها لأولئك الذين يمارسون تلك السلوكيات، وهذا الأمر أثر على العديد من الأشخاص وجعلهم ينحرفون سلوكيا وفكريا.

خامسًا: الأصدقاء المنحرفون:

للأصدقاء أيضا تأثير كبير جدا على الشخص، حيث يؤثر الأصدقاء السيئون الذين يعتبرهم المجتمع منحرفين سلوكيا وأخلاقيا بشكل كبير على أصدقائهم، ويسعون لجلب المزيد منهم والتأثير عليهم حتى يصبحوا مثلهم.

علاج الانحراف الفكري والسلوكي :

هناك بعض الطرق التي يمكنها أن تساعد في معالجة مشكلة انحراف السلوك والتفكير لدى الأشخاص، وبالطبع قد لا تكون هذه الطرق سحرية ولكنها ستساعد في تخفيف المشكلة، ومن أهم هذه الطرق:

أولًا: زيادة الوعي:

يجب زيادة الوعي لدى الشخص الذي ينحرف سلوكيا وفكريا، ويجب توعيته بشكل كبير ومناسب حول السلوكيات الخاطئة التي يقوم بها، بالإضافة إلى تحميله المسؤولية الكاملة عن تصحيح أخطائه، وتعريفه بمدى خطورة تلك السلوكيات وتأثيرها على حياته وحياة جميع أفراد المجتمع بشكل عام.

ثانيًا: الاهتمام بالتربية الصالحة السليمة:

يجب الاهتمام بالتربية وأسلوبها الجيد والمناسب للشخص منذ الصغر، حيث يلعب دورا كبيرا في جميع مراحل حياته، ويجب على الأهل التأكيد على القيم الدينية والفضائل والسلوك السوي مع إعطاء الطفل أو الشاب في مرحلة المراهقة بعض المساحة من الحرية، بالإضافة إلى فتح حوار بين الأم والابن أو الأب والابن ومناقشة جميع جوانب حياته، ويجب أن تعتمد التربية السليمة على تعزيز الثقة بين الوالدين والأبناء، وهذا ما يساعد الابن على البوح ومناقشة الأخطاء التي يرتكبها.

ثالثًا: تقوية العقيدة الدينية:

من الأمور التي تساعد في حماية الطفل أو الشاب في مرحلة المراهقة وبعدها من الانحراف السلوكي والفكري هو التمسك بالقيم والعقيدة الدينية، ويجب تعزيز تلك العقائد في الطفل منذ الصغر والتأكيد عليها، والاهتمام بممارسة الدين وعدم تجاوز الأمور المحرمة من قبل الدين.

رابعًا: ملئ أوقات الفراغ:

يجب ملء جميع فترات الفراغ لدى الإنسان، حيث أن الفراغ الكبير يجعل الإنسان عرضة للاختلالات الفكرية والسلوكية، ويمكن استغلال فترات الفراغ في القيام بأشياء مفيدة تعود علينا بالفائدة بدلا من استخدامها في أمور وسلوكيات خاطئة تؤثر على الفرد والمجتمع بأكمله.

خامسًا: تحمل المسئولية:

يجب أن يكون الطفل من الأطفال الذين يتحملون المسئولية، وخاصة مسئولية أخطائهم. عندما يكبر الطفل، يتعود على تحمل نتائج أخطائه ولا يقبل ارتكاب أي نوع من الأخطاء. يتمسك أيضا بقيمه ومبادئه. كلما زادت مسئوليته، كلما كان لذلك تأثير إيجابي في منعه من ارتكاب سلوكيات خاطئة.