أسأل الخبراءالمراجع

إذا مات القلب ذهبت الرحمة و إذا مات العقل

عندما يموت القلب، تنتهي الرحمة وعندما يموت العقل، يظهر في المجتمع الإسلامي بعض التصرفات الخاطئة، حيث تنتشر الفساد والانحدار الأخلاقي، وذلك بسبب انقراض القلوب والرحمة في هذا العالم، لذلك لا يوجد ضمير يحاسب الإنسان على أفعاله.

في مجتمعاتنا العربية، قد يؤثر غياب العقل على مستوى الفكر والثقافة العامة. يرغب بعض الأنظمة الخارجية في أن يكون أفراد المجتمع العربي بلا تفكير ووعي، لكي لا ينهضوا بمجتمعهم ولا يتطوروا للأفضل. فالإنسان لا يستطيع التفكير والقيام بالأشياء الصحيحة بدون العقل، وهذا ما يجعله يتقدم في المجتمع وينشر الفكر ويزيد من علمه .

إذا مات القلب، ذهبت الرحمة، وإذا مات العقل، ذهبت الحكمة، وإذا مات الضمير، ذهب كل شيء

نشهد في مجتمعنا العديد من ظواهر الفساد وانعدام الضمير، حيث نرى أن العامل والطبيب وغيرهما في مختلف المجالات والمهن لا يأخذون الله في اعتبارهم خلال عملهم. ولكن إذا قام كل فرد في المجتمع بأداء واجبه بما يرضي الله، سنعيش في مجتمع يسوده الحق والسلام والتعاون.

إذا مات ضمير الإنسان :

عندما يموت ضمير الإنسان، تموت معه العديد من الأشياء الجميلة في الحياة، فيصبح الحياة بلا معنى ويصبح الإنسان مجرد هيكل عظمي فارغ من الداخل.

مشكلة فقدان الضمير تعاني منها مجتمعاتنا العربية، حيث أصبح الإنسان يفكر فقط في نفسه ولا يهتم بالآخرين، حتى إذا تعارضت هذه الأفكار مع القيم الأخلاقية والحياتية، أصبح همه الأساسي هو مصلحته الشخصية ولا يهتم بمصلحة الآخرين، ولكن لا نعلم إن كانت الحياة هي التي فرضت علينا مثل هذه القيم الأخلاقية أم أننا استسلمنا لها.

مات الضمير و شيعوا جثمانه :

كثيرا ما تأتي المصائب للإنسان بسبب انعدام الضمير، وأصبح موت الضمير كارثة عالمية. في زماننا هذا، يعد الضمير النابض بالحياة أمرا نادرا، فبعد موت الضمير يصبح الإنسان مجرد خادم لمصالحه الشخصية، وأصبحت هذه الفكرة الغالبة والمهيمنة حتى يتم تحقيق جميع مصالحه بسلاسة. لكن يجب أن يكون هناك حلا لهذه المشكلة والبحث عن أسباب غياب الضمير. يجب أن يتم اتخاذ حل جذري من داخل المجتمع لتجنب هذه المشكلة وقطع جذورها. لذلك، يتعين على المفكرين والأدباء وشيوخ الأزهر الاهتمام بهذه المشكلة وعلاجها، لكي لا ينتشر موت الضمير ويصبح أساسا للمجتمع.

ما هو الضمير؟

  • الضمير هو عمل يتم تنفيذه داخل المخ ويتطور باستمرار لتسهيل سلوك الفرد الموجه لمساعدة الآخرين.
  • الضمير هو مجموعة من المشاعر والأحاسيس والمبادئ والقيم التي تحكم سلوك الإنسان مع الآخرين، فهو يجعل الإنسان يحترم الناس ويشعر بهم ويحمي حقوقهم ويميز بين الحق والباطل.
  • الضمير هو جهاز نفسي يتعلق بآراء الآخرين حول تقييم أفعال وتصرفات الشخص ، فهو الذي يقوم بمحاسبة الشخص على الفعل الذي ارتكبه ، ويقوم أيضا بمعاتبة النفس إذا قام الشخص بأفعال تؤذيه أو تؤذي الآخرين ، وقد يصبح الضمير مرنا أو قاسيا عندما يتعرض الشخص للانحراف والكثير من الأخطاء في حق نفسه وفي حق الآخرين ، وبعد ذلك يسيطر الشخص على ضميره بسبب كثرة ارتكاب الأشياء الخاطئة ، حتى لا يلوم نفسه على تلك الأخطاء ، وبمرور الوقت يموت الضمير وتموت معه جميع القيم النبيلة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى