موضوع تعبير عن مكارم الاخلاق واثرها على الفرد والمجتمع
موضوع التعبير عن فضائل الأخلاق وتأثيرها على الفرد والمجتمع، فالأخلاق هي ما يميز الشعوب، لأنها تعكس ما يعتقده ويراه الناس. قد لا يرى الناس العقيدة لأنها في القلب، وقد لا يرون العبادات والأعمال الصالحة، ولكن يرون الأخلاق من خلال التعامل. لذا، يتم تقييم دين الشخص وسلوكه بناء على أخلاقه في تعاملاته .
موضوع تعبير عن مكارم الاخلاق واثرها على الفرد والمجتمع :
وفي التاريخ الإسلامي، شهدنا أن العديد من الدول التي تمت غزوتها بواسطة الفتح الإسلامي اعتنقت الإسلام بعد أن استدلوا على حسن أخلاق المسلمين وفصاحة الدعاة ومكارم أخلاق التجار المسلمين، وليس بسبب السيف الذي استخدمه المغزوون. وقد دعت جميع الأديان سواء كانت سماوية أو غير سماوية إلى ضرورة التمسك بالأخلاق لأنها من الخصائص المهمة التي تعطي لمن يتمسك بها قيمة ومكانة. وقد حثنا رسول الله على التمسك بها، ودعا الشعراء للتحلي بها. وهناك المزيد من التفاصيل على موسوعة .
معني الأخلاق :
- تعبر عن الأخلاق في اللغة عن طبيعة وسلوك الشخص الداخلي.
- بينما في الإصطلاح تعني كلمة الأخلاق: الهيئة الثابتة في نفس الإنسان تقوم الشخص بإصدار أفعالها دون تفكير أو تدبر، ومن هذه الهيئة يمكن أن تنبثق أفعال حسنة ومحمودة، ويمكن أيضا أن تنبثق أفعال مذمومة.
مكارم الأخلاق :
قال رسولنا الكريم “إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق”.
إن الخلق الكريم ينشأ من التزام الشخص بدينه، وهو المكمل الأساسي للدين. فإيمان الشخص لا يكتمل إلا بتبنيه للأخلاق الكريمة التي تشكل نمط حياة الأفراد والشعوب والمجتمعات. تمنحهم الرقي والنجاح والخير. بالتأكيد، المجتمع الذي يتسم بالأخلاق الحميدة هو مجتمع يعاني من الفساد والظلم ويسوده قانون الغابة. بالفعل، لها المكارم الأخلاقية دور كبير في تغيير واقع المجتمعات حيث يتمتع المجتمع بحياة سعيدة ومرضية.
مكارم الأخلاق بالدين الإسلامي القويم :
الأخلاق في الدين الإسلامي هي مجموعة من القيم والمبادئ التي يجب على كل مسلم احترامها وتطبيقها. يشجع الإسلام المسلمين على تطوير هذه الأخلاق لأنها تميزهم وتقربهم من الله. ليست هناك قيود على الأخلاق بناء على العمر أو الجنس، بل يجب على الجميع احترام الأخلاق بغض النظر عن عمرهم. يبدأ تعليم الأخلاق منذ الصغر، ويجب على الآباء والأمهات المساهمة في تربية أبنائهم على الأخلاق الحسنة، حتى تصبح الأخلاق جزءا من هويتهم وتتوارثها الأجيال القادمة.
أهميتها في الإسلام :
- أكد رسول الله أن هدف بعثه ورسالته هو دعوة الناس لعبادة الله والتمسك بأخلاق رفيعة. أشار إلى أهمية الأخلاق التي لا تقل أهمية عن العبادة والعقيدة، فالعقيدة والعبادة لا يمكن رؤيتهما بالعين، بينما الأخلاق يمكن للناس رؤيتها والحكم على دين الشخص من خلالها.
- حث الإسلام على الأخلاق الحميدة وتعظيم الأخلاق الحسنة. فالإسلام ليس مجرد دين يتم فيه الاجتماع على العبادة أو عقيدة يتبناها المسلمون، وإنما هو سلوك وسلوك سام يتنافس فيه الناس. قال الرسول محمد صلى الله عليه وسلم إن أقرب الناس إليه في يوم القيامة هم الأحسن خلقا. إن الأخلاق الحسنة لها أجر عظيم وتحمل وزنا كبيرا في الميزان. فمن لديه أخلاق عظيمة، فإن الله يضمن له دخول الجنة. ودرجة الشخص في الجنة تعتمد على أخلاقه.
- تقوية علاقات المودة بين الناس وإنهاء الخلافات والعداوة يعتبر من أهم الأسباب، فغالبا ما يتم حل العداوات بواسطة حسن الخلق، لذا يجب على كل شخص أن يسعى للتودد والتحبب للآخرين بحسن الخلق والأخلاق الحميدة، فحسن الخلق يساعد في تحطيم الحواجز بين الناس، أما سوء الخلق فهو يؤدي إلى فساد العلاقات والأعمال.
- تعتبر الأخلاق الحميدة أساس بقاء الشعوب والأمم، فالخلق هو أحد أهم عوامل استدامة الأمة أو انهيارها، فإن الأمة التي تنهار أخلاق أفرادها سريعا ستواجه الانهيار. ومن هذا المنطلق، نجد أن الأخلاق ليست مقتصرة على المسلمين فقط، بل تشمل جميع الناس وتشمل جميع الديانات والمعتقدات.
- إحدى فوائد الأخلاق النبيلة هي زيادة المحبة وتعزيز الروابط بين الناس، بالإضافة إلى تعميق فهمهم للدين ومساعدتهم على تجنب الأذى ورفع الظلم ونشر الطاقة الإيجابية والخير، وتعزيز السلام الداخلي للفرد.
مكارم الأخلاق الواجب الإلتزام بها :
من أهم الأخلاق التي يجب على كل مسلم الالتزام بها هي الكرم والصدق في القول والفعل، والالتزام بالوعود والعقود، وكف الأذى، والتواضع، والابتعاد عن النميمة والغيبة، واحترام الشخص الكبير، وتجنب التهامز والتلامز، ومساعدة المحتاج، وتخفيف كربته، وغيرها من الأخلاق الحسنة التي لا يمكن حصرها. فالأخلاق الحسنة هي أحد أكثر الأعمال التي يمكن للإنسان أن يتقرب بها إلى الله، وتزيد من حسناته.
كيف يتحلى الشخص بمكارم الأخلاق ؟
هناك بعض الأساليب التي يجب على الإنسان الالتزام بها لكسب بعض الأخلاق الحميدة وتشمل ما يلي:
- أن يتوسل الإنسان إلى ربه ويأمل منه أن يمنحه حسن الخلق، فكان رسول الله يعيد دوما من السلوك السيئ ويمنح طيب الخلق.
- يجب أن يكون للشخص فكر سليم، حيث أن جميع المعتقدات والأفكار التي يؤمن بها تساهم في تشكيل أخلاقه. فإذا كانت معتقداته وأفكاره إيجابية، فإن أخلاقه ستكون جيدة، بينما إذا كانت معتقداته سلبية أو خبيثة، فسينعكس ذلك على أخلاقه.
- يجب على الشخص أن يتمتع بالصبر وأن يكون أكثر مجاهدة لنفسه وأن يتحلى بالمزيد من الصبر والمثابرة والشجاعة والعفة ليحقق مراده ويكون ذو خلق قويم.
- أن يكافح الإنسان نفسه وأن لا يستسلم لرغباته وشهواته، فالنفس البشرية تأمر بالشر وأحد أفضل الطرق لمحاربتها هو الابتعاد عن الآثام وتجنب الأخلاق السيئة.
- أن يكون أكثر تسامحا مع الأفراد وأن يتناسى سلوكهم السيء وأن يسامح ويصفح وأن يكون مثالا حسنا بأخلاقه، فإن الناس يتجذبون إلى الشخص الصادق ذي الأخلاق الحميدة لأن الأخلاق هي ما تستمر مع الإنسان طوال حياته.
- إن قام الشخص بأي فعل غير أخلاقي، فعليه معاقبة نفسه، فالنفس البشرية تميل دائما إلى من لا يؤنبها أو يعاقبها، ولكي يجاهد الشخص نفسه في أن لا يتبع أهوائها، عليه أن يعاقبها ويؤنبها.
- ينبغي على الإنسان أن يتعود على قبول ما تقسمه له الله وأن يكون راضيا عن القليل والكثير، وأن يكون شخصا أكثر سماحة واطمئنانا ورضا، وهذا هو مكارم الأخلاق.