الحيواناتالطيور

مسار وأسباب هجرة الطيور

تفاصيل هجرة الطيور وأسبابها واتجاهاتها الموسمية، والوقت الذي تستغرقه رحلاتها المختلفة، كلها أمور أبحث عنها العلماء منذ فترة طويلة، وتختلف أسباب هجرة الطيور حسب أنواعها المختلفة، وتتفاوت النتائج حسب المناطق التي تنتقل منها وإليها الطيور، لنتعرف على مفهوم هجرة الطيور وأنواع الطيور المهاجرة، وأسباب هجرتها وجداول تحركها، وكل ما يتعلق بهجرة الطيور ستجده في المقالة التالية في الموسوعة.

تعريف هجرة الطيور :

هجرة الطيور رحلة معروفة، تقوم بها الطيور على شكل أسراب حسب نوعها، وتقطع مسافات ضخمة عبر الصحاري والمحيطات، لتصل إلى هدفها في وقت محدد يتكرر في كل موسم، وقد تبلغ المسافة التي تستغرقها رحلتها 50 ألف كيلومتر، وتستمر لمدة تصل إلى 100 ساعة، مع نظام محدد وواضح لكل نوع من الطيور، حيث تستمر بعض أنواع الطيور في رحلتها لساعات متواصلة ليلا ونهارا، دون أن تنام أو تأكل أو تشرب، مما يمكنها من تجاوز الصحاري الشاسعة والوصول إلى وجهتها الهجرة.

أنواع الطيور المهاجرة

تختلف أنواع الطيور المهاجرة وتنقسم لعدة أنواع منها الآتي:

  • طائر الحباري 

ويعتبر الحباري العربي الأكثر انتشارا في العالم، وموطنه الأصلي يمتد من المحيط الأطلسي غربا في جزر الكناري إلى شمال أفريقيا مثل المغرب والجزائر ومصر، وشرقا حتى منغوليا، ويبدأ طائر الحباري رحلته في أواخر شهر أغسطس وأوائل شهر نوفمبر، وتكون رحلته العودة خلال فصل الربيع، حيث يهاجر من وسط آسيا إلى غرب الهند وأحيانا يتجه إلى إيران، وقد يذهب أيضا إلى مصر والسودان، ويستقطب طائر الحباري العلماء بشكل خاص بسبب رحلته الغامضة حتى الآن.

  • طائر الكركى

طائر ذو حجم كبير ويتميز بمنقار طويل مستقيم، ويوجد خمسة عشر نوعا مختلفا منه في جميع أنحاء الأرض من أفريقيا وجنوب آسيا وأستراليا، وهناك نوعان في شمال أمريكا. يهاجر طائر الكركي على شكل خطوط أو أحيانا على شكل علامة نصر أو علامة مقلوبة، وتكون هجرته وفقا للنوع الطبيعي، أي أنه يتحرك من الشمال إلى الجنوب خلال الخريف ويعود إلى موطنه الأصلي في فصل الربيع.

  • هناك أيضا أنواع أخرى من الطيور التي تهاجر في رحلات موسمية، مثل طيور القطا والسمان والخواضير والصقور والبط والوز الشتوي وأنواع أخرى من الطيور.

أسباب هجرة الطيور

السببان الرئيسيان وراء هجرة الطيور هما البحث عن الطعام والشراب والابتعاد عن التغيرات الجوية القاسية مثل الشتاء البارد أو الصيف الحار الشديد. وهناك سبب آخر لهجرتها وهو التكاثر، حيث تبحث الطيور عن الأماكن التي تتميز بأيام طويلة لتتمكن من البحث عن الطعام وتخصيب البيض والتكاثر مع بعضها البعض.

تختلف أنواع الطعام التي يأكلها الطيور، فبعضها يأكل الأسماك وبعضها يأكل الديدان. ولذلك، تهاجر الطيور إلى المكان الذي يتوفر فيه طعامها وفقا للفصل. وتتبع الطيور المهاجرة نفس النهج حسب نوعها في الهجرة، بغض النظر عن بيئتها أو تربيتها، وهذا الأمر يثير فضول العلماء حتى اليوم.

مسار هجرة الطيور :

لفت انتباه العلماء في القرن التاسع عشر اختفاء الطيور في فصل الشتاء في البلدان، ثم عودتها مرة أخرى في الصيف، وأول من أثار اهتمامهم العالم الدنماركي كريستيان كورنيليوس، وقرر تثبيت حلقة حديدية في أرجلها، تعطي إشارات عن أماكن توجهها عن طريق مراقبة الناس لها، ومع التطور استخدم العلماء نفس الطريقة، ولكن باستخدام تقنيات حديثة تعطي معلومات عن أماكن تنقل وهجرة الطيور عبر البلاد وفقدان أثرها.

منذ رصد حركتها، بدأ العلماء في إجراء تجارب لمحاولة فهم أسباب هجرة الطيور الحقيقية ومن بين تلك التجارب:

  • تجربة القبة :

في عام 1789، قام العلماء بوضع عدد من الطيور المهاجرة تحت قبة كبيرة جدا، حيث يكون الحرارة ثابتة ولا يمكن للطيور التعرف على فصول السنة. يتغير فقط النور. حين حان وقت الهجرة، بدأت الطيور تشعر بالتوتر وتظهر حركات تدل على القلق وعدم الارتياح. حاولت الطيور الهجرة بشكل منظم، ولكن القبة منعتها. لذلك، اضطر العلماء لنقل الطيور إلى النصف الثاني من الكرة الأرضية. ومع ذلك، لم يتوقف اضطراب الطيور والقلق بسبب تغير شكل البيئة الخارجية. وهذا يثبت أن الهجرة نفسها هي الهدف الرئيسي للطيور وليست مجرد وسيلة.

  • تجربة القاعة الدائرية:

بعد تجربة القبة، أثار فضول العلماء أكثر أن الطائر يعرف اتجاه الطيران الذي يجب أن يسلكه، واستمر الشعور مع الطائر لعدة أيام، مما يعني أن الهجرة نابعة من داخله ويعرف طريقه واتجاهه والتوقيت بشكل غامض وساحر، لذا قاموا ببناء تلك القاعة الدائرية الكبيرة ووضعوا أجهزة لتوليد أقطاب مغناطيسية وحقل مغناطيسي قابل للتغيير في اتجاهه، وصنعوا مصدرا للضوء يشبه الشمس ويغير اتجاه الشروق والغروب، ومصادر ضوء أخرى تشبه النجوم ويمكن التحكم في مواضعها، وأخيرا بنوا مرة أخرى القبة السماوية.

كشفت التجربة الثانية عن أسرار طرق تحديد الطيور لاتجاهها وتوقيتها، فالطيور المهاجرة تحمل أجهزة تشبه البوصلة وجهاز ال GPS، ففي الأيام الصافية تعتمد الطيور على الشمس لتحديد اتجاهها، أما في الأيام الغائمة تستفيد من قدرتها على تحديد المكان بالمجال المغناطيسي، وتستخدم إدراكها للزاوية بين الخطوط المغناطيسية وسطح الأرض.

تنظيم أسراب الطيور المهاجرة

يتجمع الطيور في هيئة أسراب، أي جماعات في وقت الهجرة وهو ما يساعدهم أكثر على البقاء في أمان معا، وعلى حسب أعدادهم يقوموا بتنظيم هيئتهم، والشكل المعروف عنهم للأسراب الصغيرة على هيئة رقم ٧ أو ٨، ويكون السرب مرتبا فقا لقدراتهم لكن بدون قائد واضح للمجموعة، وعندما يكون عدد الأسراب كبيرا نسبيا فأنها تتجمع فيما يشابه السحابة، ويوجد ما يسمى “السحابة السوداء” تظهر في بعض البلدان عند هجرة عدد ضخم من الطيور معا في وقت واحد.

عندما تتجمع الطيور في شكل سرب، فإنها تمتلك ما يشبه العقل الجماعي للحركات البشرية، حيث تتحرك معا بشكل تلقائي لتجنب العدو أو الدفاع ضد الخطر، دون الحاجة إلى تعلم أو قائد، وتتحرك فقط بناء على جارها في الحركة والالتزام بالتناسق معا.

وليس هناك أي حيوان في الأرض أو طائر في السماء، إلا أنهم أمم مثلكم. لم نترك شيئا في الكتاب دون ذكره. ثم سيحشرون إلى ربهم. صدق الله العظيم فيما قاله بكتابه الكريم. فعلا، للطيور هجرتها ودوافعها الداخلية والخارجية، وشكل الهجرة وأسبابها يشبه كثيرا البشر.

المراجع :

1

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى