استراتيجيات التعلم النشط
استراتيجيات التعلم النشط، هناك العديد من الأشياء التي يختلف الناس في الرأي حولها، لكن هناك شيئان لا يختلف عليهما أحد، وهما أهمية التعليم في حياتنا وضرورة تطويره بما يتناسب مع متطلبات العصر عن طريق اعتماد استراتيجيات تعليم جديدة. ومن بين هذه الاستراتيجيات الهامة استراتيجيات التعلم النشط، وقد قمنا في موقع الموسوعة بتوفير كل المعلومات التي تحتاجها حول هذه الاستراتيجيات الحديثة.
ماهية التعليم النشط:
هو نوع حديث من الفلسفة التربوية يركز بشكل كبير على مشاركة المتعلم وإيجابيته في العملية التعليمية، حيث يعتمد المتعلم على نفسه ويقوم بالبحث والتجربة والتفكير للحصول على المعلومات اللازمة وتطوير المهارات والاتجاهات اللازمة. وهو عكس الأساليب التقليدية التي تعتمد على تلقين المعلومات وحفظها مباشرة ووضع الأفكار في عقل الطالب دون مراعاة الاختلافات الشخصية بين الطلاب.
اسس التعلم النشط:
- يجب أن تتوفر بعض الأسس في التعلم النشط حتى يتحقق منه النتائج المرجوة، ومنها:
- المشاركة الإيجابية للطلاب في عملية التعلم أمر أساسي.
- عدم الاكتفاء بمصدر تعليمي واحد.
- أن يكون التلميذ هو محور العملية التعليمية، وهو الأمر الذي يرتكز عليه هذا الأسلوب من التعليم.
- تعليم الطلاب تقييم أنفسهم وزملائهم بشكل شفاف.
- مراعاة الاختلافات الفردية بين التلاميذ حتى يتعلم كل تلميذ وفقا لاختلافه الشخصي.
- يساعد التلميذ على فهم نفسه بشكل أفضل ومساعدته على التعلم بالطريقة التي تناسبه.
- السماح للتلميذ بإدارة ذاته.
- نشر روح المرح والتعاون بين المتعلمين.
- إعطاء المتعلمين الفرصة لتحديد أهداف العملية التعليمية.
استراتيجيات التعلم النشط :
استراتيجية الحوار والمناقشة:
تعتبر إحدى استراتيجيات التعليم النشط الهامة حيث تعتمد على إقامة حوار بناء بين التلاميذ وتحفيز تفكيرهم واهتمامهم وتوفير الفرصة لهم لطرح الأسئلة الضرورية وإجراء مناقشات حقيقية يتعلمون من خلالها.
ويعتمد على قيام التلاميذ بالبحث والتحضير حتى يكونوا مستعدين للمناقشة في الفصل، ويشارك كل طالب ما قرأه مع زملائه ويتعاونوا مع بعضهم البعض لإيجاد الحلول.
الامور التى يجب ان يراعيها المعلم في التعليم بالحوار والمناقشة:
- أن يقوم بالتخطيط والتحضير للدرس حتى يكون مستعدا لتطبيق هذه الاستراتيجية.
- حث الطلاب خلال المناقشة وتعزيز سلوكهم لتشجيعهم على المشاركة بشكل أكبر وأكثر فاعلية.
- يجب التأكد من أن الأسئلة التي يتم مناقشتها تركز على فائدة الدرس وأهدافه وأنها لا تبتعد كثيرا عنه.
- يجب أن يأخذ المعلم في الاعتبار الاختلافات والتنوع بين تلاميذه في عملية التعليم، وأن يتيح الفرصة للجميع للمشاركة.
- الحفاظ على الترتيب بين الطلاب أثناء المناقشة وتنظيمها وفقا لأهداف العملية التعليمية.
- تنظيم الحوار والمناقشة بين الطلاب بطريقة منطقية وتسلسلية.
وتنقسم استراتيجية الحوار المناقشة الى عدة انواع منها:
- المناقشة الجدلية: وتعتمد على إثارة فضول الطلاب وتحفيزهم لطرح المزيد من الأسئلة مرة بعد مرة.
- المناقشة التقليدية او التلقينية: تشبه هذه الفكرة إلى حد ما فكرة التقليدية للسؤال والإجابة حيث تحفز الطلاب على التعلم.
- المناقشة الجماعية: المناقشة الحرة هي نوع من المناقشات التي تعتمد على إعطاء الطلاب حرية التعبير عن أنفسهم، ويجلسون في دائرة ويناقشون الموضوع بينهم في الدرس.
- المناقشة الثنائية: وهي مناقشة مستندة على قيام متعلمين بالمناقشة، حيث يقوم أحدهم بالسؤال والآخر بالإجابة، وقد يقومون بتبادل الأدوار لاحقا بينما يشاهد بقية أفراد الفصل ويتعلمون من مناقشاتهم.
- الندوة: تشبه الندوة المدرسية التي كنا نقوم بها كنشاط حيث يجلس مجموعة من التلاميذ أمام الفصل كله ويقومون بمناقشة الدرس وإقامة حوارات بينهم.
استراتيجية لعب الأدوار:
وهي من الاستراتيجيات التعليمية الأكثر متعة للطلاب حيث يتخلصون من صفة الطالب ويتولون دورا آخر، وهذا يثير حماسهم ويحفزهم للتعلم. وتعتمد هذه الاستراتيجية على قيام مجموعة من الطلاب بتقليد موقف أو حدث معين ثم يلعب كل واحد منهم دور شخصية من شخصيات هذا الموقف ويتفاعل ويسأل ويجيب كأنه هذا الشخص. وهذا يحفز الطلاب ويدفعهم للمشاركة والتعلم النشط.
فوائد استراتيجية لعب الادوار:
- تزيد من حماسة التلاميذ للتعلم والمعرفة.
- تضفي روحا من الحيوية والنشاط على عملية التعليم.
- تشارك الطلاب في الدرس حتى الأشخاص الانطوائيين من بينهم.
- تنمية التفكير التحليلي لدى الطلاب.
- الإيجابية والنشاط في عملية التعلم ومشاركة جميع الطلاب فيها حتى أكثرهم انطوائية.
استراتيجية العصف الذهني:
إنها واحدة من الاستراتيجيات الهامة جدا التي يجب أن تحظى بمكانة أكبر في عملية التعليم، وتهدف إلى تنمية الابتكار لدى الطلاب وتشمل التفكير الإبداعي ومواجهة المشكلة من خلال التفكير فيها. وتتنوع أساليب التفكير الإبداعي في العشرات من الأساليب المختلفة.
وينقسم العصف الذهنى الى عدة مراحل:
- تحديد ماهية المشكلة: وهي إحدى المراحل الهامة حيث يتاح للتلاميذ التعرف على المشكلات المختلفة.
- توليد الافكار: وهي المرحلة التي يحدث فيها الإبداع الحقيقي حيث يقوم المتعلمون بابتكار أفكار جديدة ومبتكرة لحل المشكلة التي تنشأ.
- ايجاد الحل: وهذه هي المرحلة الأخيرة بعد أن تمكن المتعلمون من ابتكار أساليب وأفكار مختلفة، يجب عليهم استخدام المنطق السليم لاختيار الحل الأمثل لهذه المشكلة.
ومن اهم القواعد التى يقوم عليها العصف الذهنى هى:
عدم التسرع في الحكم على الافكار:
يجب على المتعلمين عدم التسرع في الحكم على أفكار بعضهم البعض أو حتى على أفكارهم الخاصة، فالهدف الحقيقي من العصف الذهني هو إتاحة الفرصة للطلاب لتوليد أفكار جديدة وهذا لن يحدث إلا بالتحرر من الأفكار القديمة.
الكم يزيد من الكيف:
أهمية الأفكار التي يبتكرها الطلاب كبيرة جدا، فمع الكم الكبير من الأفكار يزداد احتمال وجود أفكار جيدة للاستخدام واعتبارها حلول. ووفقا للنظرية الترابطية، فإن زيادة كمية الأفكار المولدة تزيد من احتمال ظهور أفكار جديدة ومختلفة.
استراتيجية التعلم التعاوني:
إحدى استرتيجيات التعلم الإيجابية هي تقسيم الطلاب إلى مجموعات صغيرة، حيث يتكون كل مجموعة من لا يزيد عددهم عن 6 أشخاص. يفضل أن تكون المجموعات متنوعة وتحتوي على مستويات تعليمية مختلفة. وتكون كل مجموعة مسئولة عن نفسها بشكل كامل، حيث يقوم كل فرد في المجموعة بتعلم نفسه ومساعدة زملائه في عملية التعلم.
اسس التعلم التعاونى:
المسئولية بين المتعلمين:
من الأسس الأهم التي يجب توفرها في التعليم التعاوني هي فكرة المسئولية، حيث يجب على الطالب أن يشعر بالمسئولية تجاه مجموعته الصغيرة، وتحقيق هدف المجموعة يقع على عاتق كل فرد فيها حيث يشارك بنصيبه في العمل.
الاعتماد الايجابي بين المتعلمين:
يجب على المتعلمين المشاركين أن يعتمدوا على بعضهم البعض وأن يشعروا بضرورة تكاتفهم ودورهم في العمل واستكمال المهمة. فالجميع مسؤول عن المجموعة وكل فرد له أهمية بالغة للمجموعة.
يجب أن يتم هذا التعلم في إطار عام من الإيجابية والمشاركة الفعالة بين التلاميذ.
معالجة عمل المجموعه:
يجب على كل مجموعة أن تخصص الوقت اللازم لمناقشة ما تم فيها بطريقة إيجابية، وليس بالانتقاد السلبي. على سبيل المثال، يجب على كل فرد أن يذكر السلوكيات الإيجابية التي رآها في زملائه وأعجبته، وساهمت في نجاح المجموعة. كما يجب ذكر أحد السلوكيات التي يمكن العمل عليها وإضافتها إلى المجموعة.
التفاعل الحقيقي المباشر:
أهمية التفاعل والمشاركة بين أفراد المجموعة لا يمكن تجاهلها. يجب على كل مجموعة العمل معا في بيئة تفاعلية إيجابية لتحقيق هدف التعليم التعاوني.
استراتيجية الخرائط المفاهيمية:
وهي طريقة للتعلم حيث يتم شرح العلاقة بين المفاهيم والمصطلحات المختلفة، وتهدف إلى تنظيم المعلومات وتبسيطها بشكل يسهل فهمها واستيعابها للطالب.
من خلال الخرائط المفهومية يمكنك شرح درس كامل في صفحة واحدة بسيطة وسهلة للفهم للمتعلم.
فوائد الخرائط المفاهيمية:
- تسهيل الدرس وتبسيطة على الطالب.
- الابداع في تقديم المشكلة والحلول لها.
- تنظيم الدرس وتبسيطه.
- تعتبر محفزة للطلاب حيث يقدم الدرس بطريقة بسيطة ومصورة.
استراتيجية حل المشكلات:
التعلم التطبيقي يتطلب من المتعلم مواجهة مواقف حقيقية واستخدام المعلومات والأفكار التي اكتسبها في عملية التعلم لحل المشكلات والتغلب على التحديات.
خطوات حل المشكلة:
وتنقسم الى عدة خطوات:
الشعور بالمشكلة:
هو الشعور الذي يشعر به المتعلم بوجود عقبة أمامه تمنعه من تحقيق هدفه الحقيقي، وفي هذه الحالة يمكن للمعلم تقديم المعلومات والمعطيات حول المشكلة أو يكتفي بتقديم مقدمة ليستخلص منها الطلاب المشكلة.
تحديد المشكلة:
وهو وقوف المتعلم على المشكلة بعد شعوره بها ومعرفة حدودها وتأثيرها.
تحليل المشكلة:
في هذه المرحلة، يجب على المتعلم تحديد العناصر التي تشكل المشكلة.
جمع البيانات:
في هذه الخطوة، يقوم المتعلم بجمع البيانات اللازمة لحل المشكلة، وتشمل هذه البيانات المعلومات المتعلقة بالمشكلة ومكوناتها حتى يتمكن الطالب من التوصل إلى الحل.
اقتراح الحلول:
يقوم هذا الإجراء بتقديم الكالب لعدة فروض واقتراحات كحلول مختلفة لهذه المشكلة.
دراسة الحلول:
بعد تقديم الطلاب لحلول مختلفة للمشكلة، يأتي الوقت المناسب لمقارنة هذه الحلول ومعرفة أيها هو الأفضل للمشكلة .
الابداع في الحل:
وهو المرحلة النهائية التي يجب أن يصل إليها الطالب حتى يتمكن من حل المشكلة، وقد يستخدم استراتيجيات أخرى مثل العصف الذهني للوصول إلى هذه المرحلة.
استراتيجية التعلم الذاتي:
تعتبر استراتيجية التعليم النشط من أهم الاستراتيجيات، حيث تهدف إلى تطوير قدرات الطلاب في تعلم أنفسهم وتنمية مهاراتهم من جوانب سلوكية ومعنوية وعاطفية. تشجع هذه الاستراتيجية المتعلم على تعلم ذاته واكتشاف مواهبه بنفسه.
مميزات التعليم الذاتى:
- يستطيع الفرد الذي يمتلك القدرة على التعلم الذاتي أن يعلم نفسه بنفسه.
- يتحمل المتعلم مسؤولياته ويتعود على الاعتماد على النفس.
- الايجابية في التعلم والمشاركة.
- التدرب على حل المشكلات يساعد الطالب في مستقبله الحياتي.
- تطوير الإبداع والابتكار لدى الطالب منذ صغره.
- خلق دافعية حقيقية لدى المتعلم.
إن العالم يشهد انفجارا في المعرفة من حولنا، لذا يجب أن نعطي التعليم أهمية أكبر في حياتنا. ولا تنسى أن مستقبل العالم بين أيدي الأطفال… لذا احرص على أن يكون بين أيدي أمينة.