الدين و الروحانياتالناس و المجتمع

ضبط الدوافع وتوجيهها في القران الكريم والسنة النبوية

ضبط الدوافع وتوجيهها في القرآن الكريم والسنة النبوية هو بلا شك جزء مهم في إدارة الذات، ويتضمن تناول الجوانب التي تمكن من ضبط السلوك بشكل تنموي وتربوي، وفي هذا المقال نتحدث بشكل أكبر عن كيفية تشجيع الإسلام على ضبط الدوافع والسلوك في موسوعة.

جدول المحتويات

تعريف الدوافع:

راءه كل سلوك يقوم به الفرد دافعا، فلا يقوم الإنسان بأي سلوك إلا إذا كان هناك دافعا يحركه ويتوقع الحصول على نتيجة من ذلك السلوك. الدافع هو الحالة النفسية والجسدية التي تدفع الفرد نحو سلوك معين في ظروف معينة، ويوجهه لتحقيق هدف أو تلبية حاجة محددة، فهو القوة التي تحرك وتنشط وتوجه الفرد في نفس الوقت.

الدوافع في الإسلام:

  • الدوافع الفسيولوجية تعني احتياج الفرد للشراب والطعام والنوم وغيرها من الاحتياجات الضرورية للبقاء على قيد الحياة، والرسول حثنا على الترشيد في تناول الطعام والشراب، حيث قال: (نحن قوم لا نأكل حتى نجوع وإذا أكلنا فإننا لا نشبع)، فالمؤمن يأكل للعيش ولا يعيش للأكل.
  • يتمثل دافع الحماية والأمان في رغبة الإنسان في الشعور بالأمان والاستقرار، فهو يسعى لتأمين مستقبله وحماية نفسه من المخاطر، وقد حثنا الرسول الكريم على ضرورة السيطرة على هذا الدافع حيث قال: “من يصبح آمنا في جسده وعنده قوت يومه، فكأنما امتلك الدنيا بحذافيرها”.
  • دوافع الحب والانتماء، فالإنسان يميل بطبعه إلى الحاجة للحب والانتماء إلى الوطن والأسرة والمجتمع، ويسعى للحصول على حب من من حوله، ويحصل الإنسان على حب من من حوله عندما يحصل على رضا الله عز وجل، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إذا أحب الله عبدا نادى جبريل إن الله يحب فلان فأحبوه، فيحبه جبريل، وينادي جبريل في أهل السماء إن الله يحب فلان فأحبوه، فيحبه أهل السماء، ثم يوضع له القبول في الأرض).
  • الدافع للنجاح هو شيء يجب أن يكون في داخل كل إنسان، حيث يحمل رغبة في النجاح وتحقيق الذات. وحثنا الإسلام على بذل الجهد والطاقة لتحقيق الأهداف والنجاح، فقد قال الله تعالى في كتابه: “وأن ليس للإنسان إلا ما سعى وأن سعيه سوف يرى، ثم يجزاه الجزاء الأوفى”.

خصائص الدوافع:

  • يؤثر الدافع على مدى التعلم، ومعرفة طبيعة أو نوع الدافع لها دور في عملية التعلم، ويمكن أن تؤدي الدوافع إلى تحقيق الأهداف.
  • الدافعية هي العامل الرئيسي في الأنشطة المتنوعة التي تساعد الفرد على اكتساب المهارات أو تساعده في تنظيم سلوكه، وهي المحرك الأساسي في عملية التعلم.
  • وعدم وجود دافع يؤدي إلى توقف الفرد عن ممارسة الأنشطة المختلفة، وبالتالي التعلم، كما أن زيادة الدافع عن المعدل الطبيعي تؤدي إلى عدم ظهور استجابة صحيحة عندما تكون مباشرة، مما يتسبب في زيادة الوقت والجهد المطلوبين.
  • قد تكون فطرية، أو ربما مؤقتة مثل حب الاستطلاع أو الغضب.
  • قد تكون الدوافع المثلية مثل النجاح والتفوق، أو قد تكون الدوافع البيولوجية مثل الشرب والأكل.

أهمية معرفة الدوافع:

  • الدوافع هي التي تساعد الشخص في فهم نفسه بشكل أفضل وفهم الآخرين، وتتحكم تصرفاته وسلوكه بناء على الظروف المختلفة، وتمكنه من فهم تصرفات من حوله مثل المعلمة في المدرسة والأم في المنزل. يمكن أن يشير شغب الأطفال إلى احتياجهم للعطف والاهتمام بدلا من العصبية والرفض، ومعرفة ذلك تساعد الأم في فهم أطفالها الصغار بشكل أفضل.
  • تساهم الدوافع في التنبؤ بسلوكيات البشر، وعند معرفة الدوافع يمكن توجيه السلوك نحو هدف محدد يخدم المصلحة الشخصية والمصلحة العامة.
  • تنشأ الدوافع نتيجة وجود احتياج معين لدى الكائن الحي، وعندما يكون هذا الاحتياج موجودا، تدفع الأنماط السلوكية الفرد نحو تحقيق ذلك الاحتياج، وتعد نظرية ماسلو أو هرم ماسلو من أشهر النظريات التي تسعى لتفسير دوافع الإنسان، وتتمتع بقدرة عالية على تفسير العديد من حالات البشر. ويرى ماسلو أن احتياجات البشر تنقسم إلى خمسة، وهي الاحتياجات الفسيولوجية، والاحتياجات الأمنية، والاحتياجات الاجتماعية، والاحتياجات التقديرية، والاحتياجات لتحقيق الذات.

آيات وأحاديث عن ضبط الدوافع وتوجيهها:

  • قال الله تعالى: ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة، وتجادلهم بأفضل الأساليب.
  • قال تعالى: ( وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنا).
  • قال الله تعالى: أولئك الذين أجبروا على مغادرة ديارهم ظلما بدون حق، سوى أنهم يقولون “ربنا الله”. ولولا أن الله يدفع الناس بعضهم ببعض، لكانت تهدم مساجد وصوامع وبيوت التجارة والصلاة فيها، حيث يذكر فيها اسم الله كثيرا. وسوف ينصر الله من ينصره، فإن الله قوي عزيز.
  • قال تعالى: (وَقُلْ لِعِبَادِي يَقُولُوا الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ).
  • قال الله تعالى: زينت للناس حب الشهوات من النساء والأولاد والكنوز الذهبية والفضية والخيول المرجانية والماشية والأراضي الزراعية؛ فهذه هي متعة الحياة الدنيا، وأما عند الله فلديه مستقر جميل.
  • قال الله تعالى: ثم قلنا يا آدم اسكن أنت وزوجتك الجنة وكلا منهما رغدا حيثما شئتما ولا تقربا هذه الشجرة فتكونا من الظالمين.
  • قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن أحبكم إلي وأقربكم مني مجلسا يوم القيامة أحسنكم أخلاقا، المتحابون في الله، الذين يتعاونون ويتفاهمون، وإن أبغضكم إلي وأبعدكم مني مجلسا يوم القيامة المتكلمون الكثير، المتفاخرون المتجبرون).
  • قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (الشديد ليس الذي يصرخ، ولكن الذي يسيطر على نفسه عند الغضب).

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى