الدين و الروحانياتالناس و المجتمع

ما الفرق بين يفعلون ويعملون

ما الاختلاف بين ما يفعلون وما يعملون؟ يتساءل الكثيرون عن ذلك، ويعتقد بعض الناس أن الكلمتين لهما نفس المعنى، ولكن هذا ليس صحيحا، فاللغة العربية تحتوي على العديد من المعاني والمصطلحات التي تختلف بين الكلمة والأخرى. ويتم ذكر الكلمتين في القرآن الكريم، حيث قال الله تعالى في سورة البقرة “قالوا الآن جئت بالحق فذبحوها ولم يكادوا يفعلون”، وأيضا قال في نفس السورة “لها ما كسبت ولكم ما كسبتم ولا تسألون عما كانوا يعملون”. ويساعد هذا المقال في فهم الاختلاف بين المصطلحات ويوضح الفرق بين ما يفعلون وما يعملون بشرح واف، فتابعنا.

جدول المحتويات

 ما الفرق بين يفعلون ويعملون

  • يتبلور البعض بين كلمة يفعلون ويعلمون، ويعتقد آخرون أن المصطلحين لهما نفس المعنى، إلا أن بلاغة القرآن الكريم تتعارض مع ذلك، فمن المؤكد أن الله تعالى له حكمة في استخدام كل مصطلح لنقل معنى محدد.
  • وفرق علماء اللغة بين المصطلحين، فقد ذكروا أن الاختلاف الكبير بينهما يكمن في أنهم يقومون بأعمال أشمل وأوسع من بعضهم البعض، لذا يمكننا استخدام الفعل “يفعلون” للإشارة إلى العاقل وغير العاقل، أما الفعل “يعملون” فيستخدم للإشارة إلى العاقل فقط ونادرا ما يستخدم للإشارة إلى غير العاقل.

أولاً: لفظ “يفعلون”

  • تم ذكر كلمة “الفعل” ومشتقاتها 108 مرات في القرآن الكريم، وقال الأصفهاني إن “الفعل” يشير إلى تأثير العاقل وغير العاقل، سواء كان هذا التأثير مقصودا أو غير مقصود، ولكن العمل يشير إلى جودة هذا التأثير ودقته، أما “الفعل” فيشير إلى تأثير المخلوقات غير العاقلة مثل النباتات والحيوانات، ويشمل أيضا الأشياء الغير حية.
  • لذا نقول هذا فعل الريح، وهذا فعل النبات، وهكذا.
  • وأفضل مصدر للاستدلال في الحديث هو القرآن الكريم، حيث يقول الله في كتابه الكريم وهو أكثر القائلين صدقا: “كانوا لا يتناهون عن منكر فعلوه لبئس ما كانوا يفعلون”، ويقول أيضا تعالى: “فإلينا مرجعهم ثم الله شهيد على ما يفعلون.
  • وهكذا نجد في سورة التحريم أن الله يذكر كلمة يفعلون مع الملائكة. فقد قال: “يا أيها الذين آمنوا قويوا أنفسكم وأهليكم بالنار التي وقودها الناس والحجارة، عليها ملائكة غلاظ شداد لا يعصون أمر الله ويفعلون ما يؤمرون.

ثانياً: لفظ “يعملون”

  • هذه الكلمة ذكرت 359 مرة مع اشتقاقاتها في كتاب الله عز وجل، وبالنسبة للعمل، فإنه ينطوي على العقل فقط، ونادرا ما يمكن ذكره فيما ليس له عقل، وذلك مذكور في قول المولى في سورة البقرة “وما الله بغافل عما يعملون”، وأيضا في قوله في سورة النساء “إنما التوبة على الله للذين يعملون السوء بجهالة”.
  • قد تتساءل الآن عن سبب ذكر كلمة “يفعلون” فيما يتعلق بقوم نوح، والتفسير هو أن الله يعتبرهم كالحيوانات لأنهم كفروا بالله ولم يؤمنوا به. إذن، ليس لديهم العقل الذي يستخدمونه في التفكير. لذا جاء قوله في سورة نوح “فلا تبتئس بما كانوا يفعلون”
  • ويدل على ذلك أن الآية تتكرر في سورة يوسف ولكن بكلمة “يعملون“، وهذا لأنها تشير إلى إخوة سيدنا يوسف وهم من المؤمنين.

الفرق بين يفعلون ويعملون للشعراوي

  • الشيخ الشعراوي يوضح الفرق بين القول والعمل، حيث يعتبر العمل مصطلحا أوسع وأشمل يشمل الفعل، ويشمل القول باللسان والفعل بالأعضاء والأعمال المعنوية مثل الصلاة والصيام وغيرها.
  • أما الفعل، فهو مقتصر على كل ما يصدر عن أعضاء الإنسان مثل اليدين أو الرجلين أو الأنف.
  • ومن هنا يصبح كل فعل هو عمل، ولكن ليس كل عمل هو فعل.
  • والدليل على ذلك هو قوله تعالى في سورة البقرة: “قال إنه يقول إنها بقرة لا ذلول تثير الأرض ولا تسقي الحرث مسلمة لا شية فيها. قالوا الآن جئت بالحق. فذبحوها وما كادوا يفعلون”.” ويفعلون هنا يأتي دلالة على عمل الذبح، وهو العمل الذي يتم باليد أي بالأطراف.
  • وفيما يتعلق بقوله تعالى في سورة البقرة “وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة، وما تقدموا لأنفسكم من خير تجدوه عند الله، إن الله بما تعملون بصير”، يشير هنا “تعملون” إلى الصلاة والزكاة، والتي يقوم بها الإنسان بأعضائه وقلبه ولسانه، إذا تشتمل على القول والفعل، ولذلك ذكر المولى “تعملون” وليس “تفعلون”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى