الدين و الروحانياتالناس و المجتمع

مثال تفسير القران بالقران

قال الكثير من علماء التفسير بوجود عدة مصادر لشرح القرآن الكريم ومن أول هذه المصادر شرح القرآن بالقرآن، لأن المتحدث هو الأفضل في توضيح معنى كلامه؛ فإذا أوضح مقصوده لا يجوز تفسير كلامه بمعنى آخر، وقال بعض العلماء إنها أبلغ أنواع التفسير، واتفق شيخ الإسلام ابن تيمية على تسميتها بأساليب التفسير، وذكر منها أربعة، وهي: القرآن، والسنة، وأقوال الصحابة، وأقوال التابعين في التفسير، نتعرف مع الموسوعة في هذا المقال على شرح القرآن بالقرآن، ونعرج في أثناء الشرح على عدة أمثلة لشرح القرآن بالقرآن

مفهوم تفسير القرآن بالقرآن

هو توضيح القرآن بالقرآن، لكن يجب أن لا نقتصر على تعريف البيان بالمعنى اللفظي فقط، إنها نوع من التوضيح وليس مقتصرا على التوضيح الكلامي فقط، إذا استفدنا من توضيح آية بآية أخرى فهذا يدخل في هذا النوع من التفسير

أهمية تفسير القرآن بالقرآن

قد أمكن الله سبحانه وتعالى بيان القرآن وتفصيله وتوضيحه، وقد قال تعالى: “وكذلك نصرف الآيات وليقولوا درست ولنبينه لقوم يعلمون” (سورة الأنعام، الآية 105)، وقال سبحانه: “قد فصلنا الآيات لقوم يذكرون” (سورة الأنعام، الآية 126). لذلك، تفسير القرآن بالقرآن هو أحد أساليب التفسير الأكثر صحة، كما قاله شيخ الإسلام ابن تيمية وابن القيم: “تفسير القرآن بالقرآن هو أكثر التفاسير شمولا ووضوحا”

حجية تفسير القرآن بالقرآن

لتفسير القرآن بالقرآن هناك أحوال ترجع إلى من قام بالتفسير:

  • فإن كان المفسر هو النبي صلى الله عليه وسلم، وصح ذلك عنه، فهو حجة لأنه وحي، قال تعالى: (وأنزلنا إليك الذكر لتبين للناس ما نزل إليهم ولعلهم يتفكرون){44- النحل}
  • إذا كان المتفسر هو الصحابي ، فسيتبع ما يتبعه الصحابي في تفسيره ، وكذلك التابعي ، لأن تفسير القرآن بالقرآن هو نوع من التفسير وجزء منه ، ولهذا اختلف العلماء فيه ، فمثلا ابن جرير رحمه الله اختلف مع مجاهد في تفسير قوله تعالى: (ثم السبيل يسره) {20-عبس} بقوله تعالى: (إنا هديناه السبيل إما شاكرا وإما كفورا) {3-الإنسان} ، حيث قال ابن جرير: أنا أرى أن التفسير الأقرب للظاهر في الآية هو قول من قال: ثم الطريق وهو الخروج من بطن أمه يسره … لأنه أقرب للظاهر في الآية

مثال تفسير القران بالقران

التفسير النبوي ومثاله

وهو أعلى مصادر تفسير القرآن بالقرآن ومن أمثلته:

يروي البخاري ومسلم حديث عبد الله بن مسعود رضي الله عنه، حيث عندما نزلت الآية: (الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم…) في سورة الأنعام، قسم الرسول صلى الله عليه وسلم ذلك على أصحابه، وسألوه: من منا لا يظلم نفسه؟ فقال لهم الرسول صلى الله عليه وسلم: ليس هذا كما تظنون، بل هو كما قال لقمان لابنه: (يا بني، لا تشرك بالله، فإن الشركة ظلم عظيم) في سورة لقمان

تفسير الصحابة ومثاله

هو في المرتبة الثانية بعد التفسير النبوي ومن أمثلته:

ما رواه ابن جرير عن الحسن بن علي رضي الله عنه أنه سئل عن قوله تعالى: (وشاهد ومشهود)}3-البروج} فقال:الشاهد محمد صلى الله عليه وسلم، ثم قرأ: (فكيف إذا جئنا من كل أمة بشهيد وجئنا بك على هؤلاء شهيدا){41-النساء} والمشهود يوم القيامة، ثم قرأ: (ذلك يوم مجموع له الناس وذلك يوم مشهود){103-هود}.

التابعون وأتباعهم ومثاله

وهم في المرتبة الثالثة، وتناول تفسير القرآن الكثير من أقوالهم، ومنها ما نقله ابن جرير عن مجاهد في تفسير قوله تعالى: (كلا بل ران على قلوبهم ما كانوا يكسبون) {14- المطففين}، فقال: الإنسان يرتكب الذنب فيحيطه بقلبه، حتى تعم الذنوب عليه، وقال مجاهد: مثال ذلك هو في الآية الموجودة في سورة البقرة (بلى من كسب سيئة وأحاطت به خطيئته فأولئك أصحاب النار هم فيها خالدون) {81- البقرة}

المدونون في التفسير الذين اعتبروا هذا الطريق ومثال له

العديد من كتب التفسير اعتمدت هذه الطريقة في تفسيرها، بين من قليل ومن كثير، ولكن أشهر المفسرين القدماء الذين اعتمدوها هما ابن جرير الطبري وابن كثير – رحمهما الله -، ومن يطالع تفسير ابن كثير نادرا ما يجد صفحة لا تحتوي على عبارة: (وهو كقوله تعالى)

ما يشترط في مفسر القرآن بالقرآن

يشترط فيها ما يشترط من شروط عامة يجب توفرها في المفسر، بالإضافة إلى الشروط الخاصة التي ذكرها الدكتور علي العبيد

  • يجب أن يكون لديه فهم شامل للقرآن الكريم بحيث يستطيع جمع المفاهيم المتكررة في موضوع واحد والتفكير في الآيات بعضها ببعض للحصول على التفسير الصحيح، وأيضا استخلاص المصطلحات والعادات من القرآن الكريم، ويسمى ذلك من قبل بعض العلماء بكليات القرآن وعاداته
  • أن يكون ملما بالوجوه والنظائر في القرآن حتى لا يقع في الخطأ بالتعميم أو التنظير
  • أن يكون متعرفا بالقراءات المتواترة يمكن أن يساعد في تفسيرها وشرحها في القراءة الأخرى، حيث تعتبر كل قراءة آية مستقلة وبواسطتها يمكن استيعاب معاني الآيات وأحكامها

هذا كان ملخصا لتفسير القرآن بالقرآن، وأهميته ومصادره وأمثلة لكل مصدر. وبالرغم من اختلاف العلماء في آياته، إلا أن هناك العديد من الآيات التي لا يمكن لأحد أن ينكر أنها تفسير للقرآن بالقرآن، مثل قوله تعالى: (وما أدراك ما الطارق. النجم الثاقب). نأمل أن نستفيد من علم الله وأن ينفعنا بما علمنا. تابعونا في الموسوعة العربية الشاملة لتتوصلوا بكل جديد في مختلف مجالات الحياة  

مصادر:

مصادر التفسير: تفسير القرآن بالقرآن للشيخ الدكتور مساعد الطيار

فتح الرضوان في تفسير الذكر بالآثار والقرآن للإمام محمد بن إسماعيل الأمير الصنعاني (رسالة ماجستير للباحث حامد بن مرزوق الحمياني المطيري)

الشيخ الطوسي مفسرًا لخضير جعفر.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى