إذا كنت تتابع بشكل جيد مسلسل الفايكنجس (Vikings)، فسيثير هذا المقال شغفك بالتأكيد. وإذا لم تشاهد المسلسل من قبل، ستتعرف على النرويج ولماذا تعد واحدة من الدول ذات التاريخ الغني، بالإضافة إلى جمالها الخلاب وهدوئها الفريد. إذا كنت تخطط للسفر إلى النرويج في المستقبل للدراسة أو الهجرة أو السياحة، فإن هذا المقال هو دليلك الشامل. استمر في قراءة الأسطر التالية
معلومات عن النرويج
- تقع النرويج في شمال قارة أوروبا، وتحديدا في الجزء الغربي من شبه الجزيرة الاسكندنافية، وتطل على بحر الشمال والمحيط الأطلنطي، وتوجد غرب دولة السويد، وعاصمتها أوسلو.
- 70% من النرويج غير صالحة للإقامة فيها، فإما أنها مغطاة بالأنهار الجليدية أو الجبال الشاهقة أو الأراضي البور، ولذلك يتمركز السكان في جنوب النرويج، حيث يمكنهم التواصل بشكل أفضل مع أوروبا، وبالإضافة إلى ذلك، المناخ في الجنوب معتدل بالمقارنة مع الشمال البارد، ومع ذلك، هناك تجمعات سكانية تعيش في مناطق متفرقة على طول ساحل بحر الشمال وبعض المناطق الداخلية والشمالية أيضا. ونجد أن السكان الأصليين النرويجيين يشكلون نسبة 83.2% من سكان الدولة، بينما 8.3% من السكان أوروبيون ونسبة 8.5% من السكان من أعراق أخرى.
- تتوفر في الدولة العديد من الموارد الطبيعية مثل الغاز الطبيعي والنفط وخام الحديد والزنك والنحاس والتيتانيوم والنيكل، بالإضافة إلى وجود الأسماك والأخشاب والطاقة الكهرومائية.
- فيما يتعلق بالديانات الرسمية في الدولة، 71.5% منهم مسيحيون من الطائفة الإنجيلية اللوثرية، و 2.8% منهم روم كاثوليك، و 3.9% مسيحيون من طوائف أخرى، أما نسبة المسلمين فهي 2.8%، و 2% للديانات الأخرى، و 7.5% ليس لديهم ديانة محددة.
- أما عن أعمار السكان بالنرويج فهي كالتالي:
من عمر يوم إلى 14 سنة: يشكلون 17.99% من إجمالي عدد السكان.
من عمر 15 سنة إلى 24 سنة: يشكلون 12.37% من إجمالي عدد السكان.
من عمر 25 سنة إلى 54 سنة: يشكلون 40.98% من إجمالي عدد السكان.
من عمر 55 سنة إلى 64 سنة: يشكلون 11.72% من إجمالي عدد السكان.
نسبة الأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 65 سنة تشكل 16.94% من إجمالي عدد السكان.
تاريخ النرويج
- النرويجيون ينحدرون من أصل سويدي ودنماركي، واشتهروا بالفايكنج وانتشروا على سواحل شمال غرب أوروبا من القرن الثامن حتى القرن الحادي عشر الميلادي، وتم توحيدهم بقيادة أولاف الثاني هارلدسون الذي يعتبر أول ملك للنرويجيين بأكملهم، وبدأوا بالانتقال إلى الدين المسيحي.
- اتحدت النرويج مع السويد والدنمارك في اتحاد يعرف باسم اتحاد كالمار، ولكن عندما جاء الطاعون، قتل الكثير من سكان النرويج، مما أدى إلى أن التعافي الاقتصادي بعد انتهاء المرض واستقرار الدولة، استغرق وقتا طويلا أكثر من أي دولة أوروبية أخرى، وذلك بسبب قلة السكان وتشتتهم في مناطق بعيدة ومتفرقة من الدولة.
- بعد ذلك، انسحبت السويد من الاتحاد في عام 1521، واستمر الاتحاد بين الدنمارك والنرويج حتى عام 1814. خلال تلك الفترة، حصلت الدنمارك على النصيب الأكبر من النرويج وأصبحت كوبنهاجن في الدنمارك مركزا حقيقيا للحكم، بينما أصبحت النرويج مجرد إقليم ضمن مقاطعاتها.
- بعد ذلك، اتحدت النرويج مع السويد، حيث استغلت الحرب بين الدنمارك والمملكة المتحدة وعقدت اتفاقية تحالف مع ملك فرنسا، وعندما رأت الدنمارك نفسها في موضع الخاسر، قررت التنازل عن معظم النرويج لصالح السويد.
- في سنة ١٩٠٥، تمكنت النرويج من استعادة استقلالها الكامل والسلمي من السويد، بعد أن أجري استفتاء شعبي أظهر تفضيل الجمهور للنظام الملكي الدستوري على النظام الجمهوري.
- خلال الحرب العالمية الأولى أعلنت النرويج أنها محايدة ولا تنتمي لأي من الأطراف، ولكنها تعرضت فعليا لبعض الضغوط من قبل بريطانيا التي استولت على أسطولها التجاري، وخلال الحرب العالمية الثانية أعلنت النرويج مجددا حيادها، ولكن ألمانيا النازية هاجمتها واحتلتها، وبدأت النرويج في النضال من أجل الاستقلال وساعدها في ذلك بريطانيا.
- وبعد الحرب وتحديدا في الفترة بين عامي 1945 و1961، استولى حزب العمال على الأغلبية في البرلمان، وعلى الرغم من أنه في البداية كان ينحاز نحو الاقتصاد الاشتراكي، إلا أنه عندما أدرك أن الاتحاد السوفيتي سيطر على تشيكوسلوفاكيا، قررت النرويج تعزيز علاقاتها الخارجية مع الولايات المتحدة الأمريكية، واستفادت من المساعدة الاقتصادية المقدمة من خطة مارشال البريطانية لإعادة الإعمار الاقتصادي في أوروبا بعد الحرب، ثم انضمت إلى حلف شمال الأطلسي.
الاقتصاد في النرويج
- تحتوي النرويج على ثروات طبيعية غنية، فهي تحتوي على الأسماك والغابات والمعادن والنفط والغاز الطبيعي، وبالتالي تعتبر النرويج ثاني أكبر مصدر للأطعمة البحرية في العالم بعد الصين.
- تمتلك النرويج قطاع بترولي كبير ونابض بالحياة، حيث يوفر قطاع البترول النرويجي حوالي 9% من الوظائف ويساهم بنسبة 12% من الناتج المحلي الإجمالي ونسبة 13% من إيرادات الدولة ككل.
- تعتبر النرويج واحدة من أكبر دول العالم في صادرة البترول، حيث تصل نسبة صادراتها إلى 37% من إجمالي صادرات النرويج.
أفضل الأماكن التي يُمكن زيارتها في النرويج
سنقدم في هذا الجزء من المقال أفضل الأماكن الموصى بها لزيارتها في النرويج، فإذا كنت من عشاق السفر والمغامرة، فلا تفوت هذه الفرصة، واقرأ الأسطر التالية.
The Lofoten Islands
- تعد جزيرة لوفوتين من الأماكن الجذابة التي تأخذك في جولة إلى قلب الطبيعة والتاريخ معا، حيث تحتوي على العديد من قمم الجبال والقرى التقليدية المزدحمة بالصيادين والفنانين.
- ومن أكثر الأشياء المثيرة واللذيذة في نفس الوقت التي يمكن تجربتها في جزيرة لوفوتين، هو تناول الطعام المحلي المصنوع من المأكولات البحرية.
- يمكن أيضا زيارة الشواطئ الرملية ذات الرمال البيضاء والاستمتاع بيوم رائع على الشاطئ.
- يُنصح بزيارة متحف Lofotr Viking عندما تزور لوفوتين للمرة الأولى.
Oslo the capital
- تعتبر العاصمة أوسلو واحدة من أجمل العواصم في العالم، حيث تقع في وسط الطبيعة، مما جعلها مرشحة قوية للفوز بلقب العاصمة الأوروبية الخضراء لعام 2019.
- تتميز أوسلو بأنها عاصمة تناسب الجميع، سواء كبارا أو صغارا، حيث يمكن لجميع الفئات العمرية الاستمتاع هناك، وتهتم أيضا بخدمة جميع الأشخاص سواء كانوا يستخدمون السيارات أو وسائل النقل العامة أو حتى الدراجات وحتى المشاة، حيث تتوفر طرق مخصصة لكل منهم.
- تتميز العاصمة بجمال المعمار المستوحى من جمال الطبيعة وفنون الهندسة المعمارية الحديثة في وقت واحد.
The Geirangerfjord
إذا كنت ترغب في الابتعاد عن العالم، اذهب إلى هناك على الفور، حيث ستنسى نفسك قبل أن تنسى العالم بمنظر الجبال الشاهقة والمياه الزرقاء الجميلة والشلالات المنحدرة، فالشخص الذي يسافر إلى هناك للمرة الأولى لن يعود كما كان، بل سيعود شخصا آخر نقيا وحالما وبداخله سلام نفسي يكفيه لسنوات قادمة
The Sognefjord area
- Sognefjord يعتبر أطول و أعمق مضيق بحري في النرويج، و تعتبر المناطق الجبلية المحيطة به أشهر ممشى في النرويج، و تنتشر القرى الصغيرة في الوديان المواجهة له و تتميز بتمسكها بالتراث و القيم المحلية.
The Stavanger region
- على الرغم من وجود كمية كبيرة من النفط في هذه المنطقة، إلا أن الدولة اهتمت بعدم تحويلها إلى منطقة صناعية لحفظ جمالها، واستمرت في سحرها القديم لسنوات طويلة.
- توجد في المنطقة العديد من المطاعم المحلية الشهيرة، كما يوجد بها هضاب Preikestolen أو المعروفة بصخرة منبر الوعظ.
Bergen
- عندما تدخل مدينة الأحلام، فأنت قد دخلت بيرجن، حيث سترى البيوت الخشبية الصغيرة واقعة في حضن سبعة جبال شاهقة، بالإضافة إلى رؤية المتاحف والمعارض
- يوجد بها ميناء Bryggen الراجع تاريخه إلى القرون الوسطى، كما يوجد بها حوالي 60 مبنى تاريخي، كما يُمكنك أن تأكل فيها المأكولات البحرية الطازجة و الأطباق المحلية الشهيرة.
وفي نهاية المقال ، لا يسعني سوى أن أقول إن النرويج هي جنة الله على الأرض ، وحقا تستحق الزيارة فلا توجد طبيعة بكاملها البراءة بهذا الشكل في العالم إلا في النرويج.
المصادر
Norway.The World Wars and 20th Century Norwegian Politics