أفلامفنون و ترفيه

mother movie تفسير

قد يحتاج تفسير هذا الفيلم إلى مجلدات، ولكننا في الموسوعة سنكتفي بهذه المقالة لعرض أبرز النقاط التي تحتاج إلى فهم قصة الفيلم ورموزه الخفية. هل سمعت يوما بمصطلح الجبل الجليدي الموجود في الماء ولا يظهر سوى القليل منه بينما الباقي يكون في قعر البحر ويحتاج الغوص لرؤيته؟ هذا هو الحال مع تحفة دارين أرنوفيسكي “Mother”، فهي عمل فني يتطلب الانغماس في أعماقه للوصول إلى الفكرة التي تكمن وراءه.

جدول المحتويات

mother movie تفسير قصة الفيلم

وصف فيلم Mother كفيلم رعب يعتبر وصفا مجحفا وغير عادل على الإطلاق، فهذا الفيلم يتجاوز بكثير مجرد فيلم رعب تقليدي، حيث تفاجأ البطلة أثناء الاستحمام، أو ترى شبح زوجها المقتول في انعكاس المرآة. إنه فيلم يثير فيك جميع المشاعر الإنسانية من الخوف والشفقة والتعاطف والغضب.

يتم بداية الفيلم بمشهد مشهور يظهر فيه البطل “الشاعر” وهو يقف في الخارج ويشاهد منزله وهو يشتعل، ويحمل شيئا يشبه الجوهرة بين يديه، ثم يبدأ مشهد آخر يظهر فيه البطلة أو “الأم” جينيفر لورنس وتبقى معنا طوال الفيلم.

تقوم الأم بتحضير وتجهيز المنزل وبنائه قطعة بقطعة حتى يصبح أفضل ويكتمل البناء، في حين يظل زوجها الشاعر غاضبا من توقف الإلهام وعدم شعوره بالرغبة في الكتابة. تحاول البطلة زوجته تخفيف الأمر عنه قدر الإمكان وتقديم المساعدة له ليستمر في عمله.

في النصف الأول من الفيلم، الأحداث هادئة إلى حد ما وقد يعتبرها البعض مملة قليلا. ومع ذلك، ستتغير رأيك بالتأكيد مع تطور الأحداث القادمة. في يوم من الأيام، يطرق رجل مرهق باب المنزل ويرغب في الدخول، ويكون الزوج الشاعر مرحبا به وداخله إلى المنزل، بينما تشعر الزوجة بالخوف من هذا الغريب يقتحم عالمها دون إذن.

بسرعة يلحق الغريب بزوجته ويعودان إلى المنزل وتبدأ دراما مختلفة بين الزوجة المتخوفة من الغرباء والزوج الذي لا يأخذ في اعتباره زوجته ولا يهتم بمشاعرها. بسرعة يبدأ أطفال هؤلاء الغرباء في القدوم إلى المنزل والعبث به واحتلاله، مما يزيد من غضب الزوجة.

تتأثر العلاقة بين الزوج والزوجة عندما يشعر أحدهما أنها غير مكتملة، فيبدأ في البحث عن إلهام في مكان آخر، ويشعر بالسعادة بوجود هذا التجمع الجديد حوله. يكتشف الزوجان أن الشخص الغريب مريض جدا وعلى وشك الموت، وأنه من أشد المعجبين بالشاعر وعمله، ويرغب في وداعه قبل رحيله.

الزوجة المتشككة في الأغراب تضع بعض القواعد، ولكن لا أحد يستمع إليها، فقد طلبت من زوجة الغريب عدم دخول غرفة مكتب زوجها، ولكنها دخلت عليه رغم ذلك، وفي تحدي صارخ منها، أمسكت بالجوهرة التي يحتفظ بها الزوج ويزعم أنها آخر ما تبقى من منزله القديم، وعندما اكتشفت الزوجة ذلك، غضبت وطلبت منهم مغادرة الغرفة، ولكنهم رفضوا وبقوا في مكانهم.

يأتي أبناء الرجل الغريب إلى منزل الشاعر ليستكملوا العائلة ويبدأوا في الخصام والنزاع بينهم أمام الشاعر وزوجته بسبب وصية والدهم التي لا ترضيهم، وتتصاعد المعركة حتى يقتل أحدهما الآخر ويضطر الجميع للذهاب إلى المستشفى.

يقرر الشاعر أن يسمح للأسرة بإقامة العزاء الخاص بولدهم في المنزل ويبدأ الأقارب والأصدقاء في الحضور إلى المنزل لتقديم واجب العزاء، ولكنهم يتسببون في إلحاق الأضرار بالمنزل وتكسير الأثاث واستغلال غرفة صاحبة المنزل للتلاعب والتحرش الجنسي، مما يدفعها للغضب وطردهم من المنزل.

تنشأ معركة غير عادية بين الزوجين ولكنها تنتهي بسرعة خاصة وأن الزوجة حاملة وستصبح أما، يمر الزوجان بفترة حمل هادئة بينما يكمل الزوج كتابة القصيدة التي استوحاها من وفاة شقيقه على يد أخيه في المنزل. تقرر الزوجة الحامل أن تحتفل بنجاح زوجها في قصيدته وتقوم بإقامة حفل صغير يجمعهما، ولكن بدون سابق إنذار يقتحم المعجبون القادمون من كل مكان هذه الاحتفالية لتهنئة الشاعر وتمجيده على عمله العظيم.

يبدأ المهنئون في الوفود إلى المنزل والاحتفال بالشاعر، حيث يرقص البعض ويغني البعض الآخر ويصلي البعض، وهكذا. في الوقت نفسه، تشعر الزوجة بآلام الولادة وتبتعد عن الجميع وتذهب إلى غرفتها لتلد الجنين. وبعد دقائق، يولد آدم.

يرغب الشاعر في الاحتفال بمولوده الجديد مع معجبيه، لكن الزوجة ترفض ذلك بشدة. ومع ذلك، يصر الزوج على تجاهل رغبتها تماما ويخرج بالمولود للاحتفال مع المعجبين، ولكن ينتهي بهم الأمر بقتله، وتتم توزيع جثته بينهم.

تشعر الزوجة بالغضب والحزن الشديد بسبب فقدان ابنها الوحيد، لذا تقرر أن تحرق المنزل الذي قامت ببنائه بنفسها وتقتل جميع الأشخاص فيه، بما في ذلك نفسها. تذهب الزوجة إلى القبو لإشعال النيران وتقف هناك لتحترق مع منزلها الذي أحبته ومع ذكريات ابنها وحياتها.

قبل لحظات من وفاتها، يأتي زوجها ليحملها بين ذراعيه وهي تلتقط أنفاسها الأخيرة، وهنا تسأله السؤال الذي كان يدور في عقلها منذ البداية: “لماذا لم تكتفي بي؟” فيرد قائلا: “أنا بحاجة لهم”. وهكذا ينتهي الفيلم وتنتهي معه هذه القصة المؤلمة.

تفسير رموز فيلم Mother

ربما اتفق جميع المشاهدين على أنه فيلم رمزي بشكل أساسي، حيث اعتمد المخرج على الشخصيات والأحداث الرمزية في الفيلم للتعبير عن واحدة من أقدم القصص الإنسانية، وهي وجود الإنسان وعلاقته بالطبيعة والخالق.

شخصية الشاعر الذي يبتكر الشعر ويعاني من أزمة في الإلهام تمثل “الإله” الذي يمنح الإنسان فرصة في بعض الأحيان، ولكنه يفشل ويستمر في الفشل، ومع ذلك، فهو يستمر في منحه المزيد من الفرص.

شخصية الزوجة والأم والتي تقدم حياتها لبيتها وزوجها وتجد نفسها مضطرة للدفاع عنه ضد الفضوليين والمخربين، تعبر عن طبيعة الأم السخية، والتي يهاجمها الإنسان بسلوكه القبيح طوال الوقت ويرفض الاستماع لأوامرها، وفي النهاية يضطرها غضبها إلى حرق كل شيء والتضحية بحياتها.

شخصية الرجل الغريب وزوجته تمثل بوضوح تام شخصية آدم وحواء الأولى التي نزلت على الأرض، وأبنائهما هما قابيل وهابيل الذي يضطر أحدهما لقتل الآخر ولا يعرف كيف يخفي جثته.

والمعجبون هم البشر الذين يعبدون الإله بطرقهم الخاصة، فمنهم من يعبده بالصلاة ومنهم من يعبده بالصوم. وهؤلاء لا يحترمون القواعد في المنزل ويقومون بتدميره، مما يشير إلى كيفية تخريب الإنسان للأرض بتصرفاته غير المسؤولة.

تقييم فيلم Mother

تعرض فيلم Mother لانتقادات متنوعة، فبعض الناس يرونه فيلما رمزيا فلسفيا رائعا وتعبيرا عن النفس البشرية وحياة الإنسان وقضاياه مع الخالق والطبيعة منذ الخلق وحتى الآن.

فيما يراه البعض الآخر أنه فيلم غامض وغير مفهوم على الإطلاق، أو كما وصفته جريدة نيويورك أوبسرفر بأنه الفيلم الأسوأ في هذا القرن.

أعتقد أن الفيلم لديه وجهة نظر قد لا تكون واضحة بشكل خاص في النصف الأول من الفيلم، ولكن هذا لا ينفي حقيقة أن الفيلم يحمل فكرة حقيقية ويتميز بالتمثيل والإخراج، وبالتأكيد يستحق فرصة للمشاهدة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى