ما تعريف القراءة التحليلية
تعد القراءة من أفضل الهوايات، وربما هي أفضل الوسائل التي يمكن أداؤها بسهولة حتى يصبح الشخص مثقفا. عندما تقرأ لشخص آخر أو لعدة أشخاص أو مؤسسات، فأنت تضيف عقلا إلى عقلك ومعلومات إلى معلوماتك. كل إنسان يختلف عن الآخر في مستوى تعليمه وثقافته، والقراءة هي تبادل لهذا التباين بين الأشخاص. تحصل على معلومات لم تتعلمها من شخص آخر، ويحصل منك أو من غيرك على معلومات ربما لم يسمع عنها من قبل. هناك أنواع مختلفة للقراءة، مثل السريعة والمدققة. في العصر الحديث، القراءة التحليلية هي أفضل نوع قراءة حسب الخبراء. سنتعرف في هذا المقال على هذا النوع من القراءة وكيفية تطبيقه في قراءاتنا اليومية. تابعونا مع موسوعة
تعريف القراءة التحليلية
يمكن وصف القراءة التحليلية بأنها القراءة التي يعتمد على مهارة التحليل واستكشاف المحتوى بواسطة العقل والقلب وليس العين فقط، حيث يستكشف القارئ بعناية ما بين السطور ويكتشف معاني الكلمات والأفكار المخفية ويلاحظ التفاصيل الصغيرة ويطرح التساؤلات المتعلقة بالمعلومات المقروءة ويتمكن من تفكيك المفاهيم واستيعابها بمهارة للاستفادة منها في نفس الموضوع أو في موضوع آخر
استراتيجية القراءة التحليلية
القراءة التحليلية هي مهارة تتعلق بالتفكير وتعتبر مهمة لا تقل أهمية عن المهارات اليدوية، فبينما تساعد المهارات اليدوية الإنسان على تسهيل حياته وطريقة عيشه، تساعد القراءة التحليلية الإنسان على تطوير نفسه وتحسين إنسانيته كما يجب، وتتألف من عدة مهارات يجب تحقيقها في القارئ لتكون قراءته فعالة ومؤثرة ومفيدة له وللآخرين
- تمييز الحقيقة عن غيرها من المعلومات، والمعلومات المفيدة في الموضوع والمعلومات غير المفيدة فيه
- فهم ما يرغب الكاتب في تقديمه من مفاهيم إلى القارئ، وتحديد ما هو مقبول وغير مقبول وفقا لإيمان القارئ
- القدرة على اكتشاف أخطاء القارئ التي لا تتفق مع أساسيات الموضوع، أو مع أساسيات أخرى عامة
- اكتساب المهارة في التعامل مع الملكية الأدبية أو تطويرها، والقدرة على تفسير ما كتبه الكاتب بشكل صحيح أو نقد أفكاره، وكذلك إبراز نقاط القوة المميزة للكاتب
- إمكانية التمييز بين الحقائق والآراء والمسلمات والفرضيات
- التحقق من قيمة المصدر الذي تم الحصول عليه منه المادة المقروءة، للوصول إلى المعلومة بشكلها المثالي أو الأصلي
خطوات القراءة الناقدة
لكي يتمكن الشخص من القراءة والتحليل النقدي بشكل صحيح، يجب أن يتبع الخطوات التالية
الخطوة الأولى
وهذه هي بداية اللقاء بين القارئ والكاتب، أو بين القارئ والمحتوى والأفكار. في هذه المرحلة، يتعرف القارئ على نوع النص ويشاهد شكله الخارجي ويحيط به ويتعرف على النصوص المصاحبة له. تسمى هذه المرحلة بالقراءة الاستكشافية، ويفضل فيها أن يتعرف القارئ على النص بشكل غير متوقع
الخطوة الثانية
وفي هذا الجزء يتم الانتقال من مراقبة الشكل الخارجي إلى القراءة الأولى التي تصحح الانطباعات الأولية حول النص أو الأفكار المكتوبة، مثالا: هل يمكنك وصف أسلوب الكاتب من خلال قراءتك الأولية؟ أو هل يمكنك التنبؤ بالكاتب الذي قام بكتابة هذا النص من خلال أسلوبه؟ وفي هذه الفترة ستواجه بعض مراحل عدم الفهم والانسياق وراء بعض التفاصيل المضللة التي لا تفيد، ويمكننا تسمية هذه الفترة بداية التعرف على النص، أو الصورة التي سيتم من خلالها النظر إلى النص، وهي مكملة للفترة الأولى
الخطوة الثالثة
أو ما يعرف بالمرحلة المنهجية للقراءة، والتي تقوم من خلالها بدراسة ما يتم قراءته من حيث علاقته العلمية واللغوية بما سبقه، وتقوم من خلال هذه المرحلة باستخراج الأفكار التي خلفت الألفاظ وربطها بالأفكار السابقة، وهي المرحلة الأساسية في عملية القراءة النقدية
المرحلة الرابعة
هذه المرحلة تأتي بعد القراءة الأولى أو مرحلة إعادة القراءة، حيث نقوم في هذه المرحلة بإعادة الخطوات السابقة ولكن بشكل أعم، حيث ندرس النص مع نصوص أخرى مشابهة قد تكون لنفس المؤلف، ونكتشف أفكارا جديدة أو نرى الأفكار التي تم اكتشافها من منظور جديد، أو نكتشف أفكاراتحتاج إلى مزيد من البحث، والتي قد يشير إليها النص بطريقة عابرة أو غير محددة
كان الحديث اليوم عن القراءة التحليلية والمهارات المطلوبة في القراءة التحليلية والخطوات التي يجب اتباعها في القراءة التحليلية، ولكن يجب أن نذكر أن القارئ قد يشتت انتباهه بكل ما ذكرناه. المهم هو تحقيق الهدف من القراءة وهو التحليل والفهم والإبداع، وأي طريقة يستخدمها القارئ لتحقيق هذا الهدف فهي إبداع بحد ذاته. نسأل الله أن يعلمنا وينفعنا بما تعلمنا، فإنه هو الوالي والقادر على ذلك. تابعونا على موسوعة لتحصلوا على كل جديد، ودمتم في رعاية الله