التعليموظائف و تعليم

موضوع عن الدفاع عن الوطن

إذا قمت بالتفكير في الخلود عن وطني… فإنه يجذبني نحوه في الخلود نفسي”، الدفاع عن الوطن ليس مجرد عبارات حماسية، أو أغان تشجيعية، بل هو فعل حقيقي. ولا يقتصر الدفاع عن الوطن على المحاربين الذين يرفعون راياته ويحافظون على سلامته واستقلاله، بل هو مفهوم يشمل الجميع، فكل شخص يكتشف ما يدافع عن وطنه هو يدافع عن الوطن، سواء كان ذلك الشخص عالما يكتشف أشياء جديدة تفيد بلده، أو معلما ينشر المعرفة في ذهن الطلاب، أو طالبا يسعى للتفوق ورفعة اسم بلاده، فلنتحدث اليوم في هذه المقالة عن الدفاع عن الوطن بمفهومه الشامل، فتابعونا.

جدول المحتويات

الدفاع عن الوطن والولاء له

الوطن هو المكان الذي نحن ننمو ونتربى فيه، والذي لم يبخل علينا بسخاءه وكرمه، بل وفر لنا الأمن والاستقرار، وتوفر لنا جميع احتياجاتنا، ليتربي منا جيل واع ومدرك، يستطيع التفرقة بين ما يفيد وطنه وما يضره.

ليس الوطن مقتصرا على تلك البقعة الجغرافية التي نعيش فيها، بل هو مفهوم أكبر بكثير من ذلك. فالوطن مصطلح لا يمكن للكلمات أن تعبر عنه بشكل كامل، وذلك لأننا لا نرتبط به ماديا فحسب، بمعنى أنه ليس مجرد المكان الذي نشأنا فيه وتربينا واستفدنا من خدماته. بل هناك علاقة عميقة تربطنا بوطننا، وهي علاقة الحب والانتماء التي تنشأ في قلوبنا بطبيعة الحال، وتجعلنا نرى في وطننا الجمال فقط.

بغض النظر عن العيوب في الوطن، فإنه لا يرغب في تركه ولا يستطيع العيش بدون أن يتنفس هواءه، هذا العلاقة التي يشعر بها الجميع، والتي يمكن تلخيصها بكلمتين وهما “الحب والانتماء”.

الإنسان يتذكر العديد من الذكريات منذ ولادته، بعضها حزين وبعضها سعيد. يتذكر لعبه مع الأطفال بعد يوم دراسي شاق، وزيارته للمستشفى ودموعه أثناء ذلك، ولقاءه بأول حب في حياته في الحديقة، وغيرها من الذكريات التي لا يمكن نسيانها.

تلك الأمور التي تسهل عليه الصعوبات، وتغير نظرته للوطن، وتجعله يشعر بولاء قوي له، حتى لا يستطيع أن يحتمل رؤية من ينتقد وطنه، أو يذكره بسوء، ويتحمل دائما دور الدفاع، وكأنه يدافع عن شرفه.

لماذا نقول وكأنه، بل هو بالفعل يدافع عن كرامته، فالوطن هو شرف الإنسان وعزته، فسلاما على الدنيا إن كنا لا نحمل الولاء لأوطاننا.

الدفاع عن الوطن في الإسلام

في الآية الستين من سورة النساء يقول تعالى “ولو أنا كتبنا عليهم أن اقتلوا أنفسكم أو اخرجوا من دياركم ما فعلوه إلا قليل منهم”. ومن هنا نلاحظ أن الله ربط الخروج من الديار أو الوطن بقتل النفس، وكأنه يرغب في أن يوضح لنا أن هناك بعض الأشخاص الذين يحملون حبا شديدا لأوطانهم، وهذا يجعل الخروج من الوطن يعتبر ما قد يكاد يكون مثل قتل النفس.

وها هو رسول الله صلى الله عليه وسلم، يعبر عن حب الوطن وضرورة الالتزام به، عندما حاول أهل مكة طرده، قال: “ما أروعك يا بلدي، وما أعزك لي، ولولا أن أقوامك طردوني منك، لم أسكن غيرك أبدا.

في الإسلام، الدفاع عن الوطن ليس شعورا فرديا أو رغبة فردية، بل يكون من خلال الجماعة. فإن الله دائما مع الجماعة، ويتم ذلك من خلال العمل المتآزر، تماما كما فعل رسول الله صلى الله عليه وسلم مع المهاجرين والأنصار. فإن القوة تكمن في الجماعة، وطالما كان أهل الوطن متعاونين ومحبين، فلن يكون هناك خطر يشكل تهديدا عليهم على الإطلاق.

حماية الوطن والمحافظة عليه

تتعرض الوطن للعديد من الاعتداءات والانتهاكات، وفي هذا يجب أن نقف كدفاعين وحذرين من أي عدو، ولا نسمح له بأن يؤثر في أماننا واستقرارنا. ولا يمكن أن نحقق ذلك من خلال الأغاني والشعر فحسب، أو ترديد مجموعة من العبارات المحفزة دون أن يتبعها فعل فوري. بل يجب أن يكون الأمر أفضل من ذلك، فنحن نعيش في عصر لا يقتصر فيه الاعتداء على الوطن على الهجوم المسلح أو غزو الدولة لدولة أخرى.

الاعتداء يتم عبر المؤامرات والخطط التي تستهدف أمن الوطن واستقراره، وكذلك نشر الأفكار السامة التي تعيق التقدم والنهوض في البلاد. وبالتالي، الشعارات والهتافات لن تكون مفيدة، بل العمل هو الوسيلة الأفضل التي يمكن للإنسان من خلالها الدفاع عن وطنه، وضمان النهضة والتقدم، والارتقاء بين الأمم. يجب عليه أيضا عدم ترويج الشائعات والسماح لها بالزوال مع مرور الوقت، حتى لا يحدث الفتن والأزمات والمحن.

في النهاية، يجب أن تعلم أن الدفاع عن الوطن واجب قومي وديني، سواء كان ذلك بحمل السلاح أو برجاحة العقل وقوة الفكر.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى