خصائص اخلاقيات العمل

اخلاقيات العمل والمسؤولية الاجتماعية

من المؤكد أن لكل عمل مجموعة من الأخلاق التي يجب الالتزام بها بغض النظر عن صعوبتها. هذه الأخلاق تساهم في جعلك موظفا مثاليا قادرا على كسب ثقة الآخرين وبالتالي ستتقدم في الوظائف المختلفة حتى تصل إلى ما تطمح إليه.

تلك الأخلاقيات هي مجموعة من المبادئ التي يجب أن تكون متأصلة في الإنسان، فهو لا يكتسبها من بيئة العمل، مثل الصدق، الأمانة، الالتزام، تجنب إفشاء الأسرار، احترام الآخر، وغيرها الكثير من الأساسيات الهامة.

من السهل أن تكون بلا خبرة أو غير قادر على القيام ببعض المهام الشاقة، ولكن من الصعب أن تفتقد تلك الأخلاق وتستمر في العمل، لأن الخبرة والتأهيل يمكن أن تمنحك القدرة على اكتسابها والقيام بها، بينما الأخلاق هي جزء ثابت في النفس وتنبع من الضمير، وإذا غابت لا مجال لها في العمل.

وها نحن في العصر الحديث، الذي يعتمد على التكنولوجيا والآلات في مختلف المجالات، فلم يعد المدير يقف فوق رأس الموظف لينهي عمله بل يتركه وحده، وسيظهر ذلك أمامه من خلال تلك التقارير التي تخبره بمدى نشاط الموظف، أو كسله عن العمل.

خصائص اخلاقيات العمل

بالتأكيد، عزيزي القارئ، أنت لا تعمل من أجل المال فقط، بل تحتاج إلى الحصول على سيرة ذاتية مميزة تمكنك من تجاوزك بخبرتك، وتصل إلى مستوى أفضل من الدخل والمكانة الاجتماعية. كما ستعود العلاقات التي تبنيها مع مديرك وزملائك في العمل عليك بفائدة كبيرة، وبالتالي تزكيك في مكان آخر.

لا يمكنك بناء علاقات طيبة مع الآخرين دون التزامك بتلك الأخلاق التي تساعدك على كسب ثقة مديرك وزملائك في العمل، فبالطبع لن يثق المدير في شخص يكشف أسرار العمل ويفقد الشركة العديد من الفرص ويمنعها من التميز والإبداع!

التآمر والكذب والخداع للزملاء لن يجعلك أفضل شخص على الإطلاق، بل سيقلل من قدرك أمام الجميع.

طالما أنك داخل المؤسسة، يجب أن تلتزم بمجموعة من الأخلاقيات الهامة، بما في ذلك:

• أداء المهام المطلوبة منك ضمن حدود اختصاصك بأفضل طريقة ممكنة.
• احترم مديرك في العمل، وطاعته في الأوامر التي يصدرها إذا لم تخالف حدود عملك.
• يجب اتباع لائحة العمل المحددة من قبل الشركة أو المؤسسة التي يعمل فيها.
• تحترم المسؤولية التي تلقيتها ولا تخالفها.
• الالتزام بالصدق والأمانة، وتجنب إفشاء أسرار العمل.
• عدم الاستفادة من المكانة لتقديم خدمة للأصدقاء والمعارف.

لا تقتصر أخلاق العمل على الموظف أو العامل فقط، بل هناك مجموعة من الأخلاق التي يجب على صاحب العمل أن يتبعها، ومنها:

• كن واضحا مع الموظف من البداية، وحدد المهام التي يجب عليه القيام بها.
• يجب عدم استغلال طاقة الموظف وتحميله بمجموعة من المهام التي تفوق قدراته.
• عدم إجبار الموظفين على أداء أعمال خارج نطاق وظائفهم.
• الالتزام بالأجر الذي سبق الاتفاق عليه.
• يبحث الموظف عن الأعذار، خاصة إذا شعر بأن الأمر خارج إرادته.
• أن يتعامل بود مع المحيطين به، وأن يكون مبدأه الصراحة حتى لا يحتقره موظفيه بعد اكتشاف كذبه.

كيفية تطبيق أخلاقيات العمل

على الرغم من أن تلك الأخلاقيات تنشأ داخليا من الفرد، ولا يمكن لصاحب العمل أن يلزم الآخرين بها إلا إذا كانت متأصلة فيهم، ولكن هناك مجموعة من الطرق التي تقيد التصرف غير الأخلاقي أو غياب الضمير، وأهمها:

• باستخدام الأساليب الرقابية، يتم مراقبة أداء الموظف وانحرافه عن العمل.
• في تلك الحالة، يفضل أن يتم تطبيق الرقابة الذاتية في الأسلوب المتبع، حتى يصبح الإنسان رقيبا على نفسه.
• تقديم تقارير شهرية تفصيلية عن نشاط كل موظف داخل المؤسسة، ومقارنة الأداء الشهري بالأداء السابق، لمعرفة مدى التقدم أو التراجع.
• عقوبات رادعة يجب أن تفرض على المخالفين لقوانين ولوائح العمل ليكونوا عبرة للآخرين.
• منح المكافآت العادلة للمتميزين، دون وساطة أو تفضيل.
• يتعين عليهم أن يتعرفوا على نموذج القدوة الحسنة في الشركة ليقتدوا به في العمل.

أهمية تطبيق أخلاقيات العمل في المهن المختلفة

التزام تلك الأخلاقيات يعود بالنفع على الفرد، وأيضا على المؤسسة التي يعمل فيها، حيث:

• يعمل على تكوين روح إيجابية وحالة من التنافس الشريف الذي يساعد في إيجاد بيئة مناسبة للتفوق.
• تواجد علاقات محبة وترابط بين أفراد الشركة وإزالة الحواجز بين المدير والموظفين، مما يساعد على تحسين العمل بروح الفريق وجعله أفضل وأروع.
• بإنجاز المزيد من الأعمال، يتحسن سمعة الشركة ويتم رفع مكانتها في الأسواق.
• يمكن للفرد أن يكون له سمعة طيبة بين شركات مختلفة، وذلك من خلال ثناء مديره وزملائه في العمل على كفاءته والتزامه.
• سرعان ما يتمكن الموظف من الترقية والوصول إلى منصب عال في أقل وقت ممكن.