الدين و الروحانياتالناس و المجتمع

فرق بين جمع القران وكتابة القران

يواجه الكثير منا صعوبة في فهم مراحل جمع القرآن المختلفة، وفي هذه المقالة سنتعرف على الاختلاف بين جمع القرآن وكتابته. وسنتعرف أيضا على أول من جمع القرآن الكريم، وعلى الدوافع والأسباب التي دفعت الصحابة إلى جمع القرآن الكريم في مصحف واحد. كل هذا وأكثر سنتعرف عليه مع الموسوعة العربية الشاملة

الفرق بين جمع القرآن في مراحله الثلاثة

هناك عدة مراحل لجمع القرآن الكريم وقد قسمها العلماء إلى ثلاث مراحل وهي:

الجمع في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم

  • يشير جمع القرآن الكريم في عهد النبي صلى الله عليه وسلم إلى أحد المعاني: حفظه في الصدور، وكتابته في السطور
  • أما الحفظ فالأمة التي أرسل إليها النبي صلى الله عليه وسلم هي أمة أمية كانت تتمتع بمهارة الحفظ، فكانوا أسرع الناس في حفظ الكتاب
  • كان الصحابة يهتمون بتفسير آيات الذكر الحكيم التي توحى بها إلى النبي صلى الله عليه وسلم وكانوا يعملون على حفظها ودراستها، فكثر عدد الصحابة الحافظين
  • بالنسبة للنوع الثاني من جمع القرآن وهو كتابته وتدوينه ، تم العثور على كتابة الوحي في عهد النبي صلى الله عليه وسلم ، مثل معاوية بن أبي سفيان وزيد بن ثابت وأبي بن كعب ، وتم السماح به من قبل النبي صلى الله عليه وسلم
  • وبالطبع لم تكن أدوات الكتابة سهلة لديهم، وكانوا أمة أمية، فكانوا يكتبون في اللخاف والرقاع والأقتاب والأكتاف وغيرها، ولكنه كان متفرقا وغير مجموع
  • قلم يجمع في كتاب واحد أيام النبي صلى الله عليه وسلم بحسب التسلسل الزمني للأحداث لأن القرآن الكريم نزل عليه
  • لذا كان الاعتماد في هذه المرحلة على الحفظ أكثر من الكتابة

أول من جمع القران الكريم من الخلفاء الراشدين

  • كان أبو بكر الصديق رضي الله عنه أول من جمع القرآن الكريم من بين الخلفاء الراشدين
  • حدث ذلك في السنة الثانية عشرة من الهجرة بعد معركة اليمامة
  • والسبب وراء ذلك هو قتل عدد كبير من حفاظ القرآن الكريم وقرائه، بما فيهم سالم مولى أبي حذيفة، الذي كان من أوامر النبي صلى الله عليه وسلم أن يأخذ القراءة منهم
  • ثم أشار عمر بن الخطاب إلى أبي بكر الصديق رضي الله عنهما بجمع القرآن الكريم في مصحف واحد، لكي لا يضيع بموت القراء
  • أرسل أبو بكر رسالة إلى زيد بن ثابت، وعندما أتى زيد، كان عمر حاضرا، فقال له أبو بكر: إنك رجل شاب عاقل، ولن نشك فيك، وكنت تكتب الوحي لرسول الله صلى الله عليه وسلم، فاجمع القرآن واعتن به
  • قال زيد: والله لو طلبوا مني نقل جبل من الجبال، لم يكن أثقل علي من ما أمرني به. قال: فتتبعت القرآن كله من العسب واللخاف وصدور الرجال، فكانت النسخ عند أبي بكر حتى توفي الله إياه، ثم كانت عند عمر حتى توفي الله إياه، ثم أصبحت لأم المؤمنين حفصة بنت عمر رضي الله عنهما
  • وقد وافق الصحابة على هذا العمل وأثنوا عليه، حتى قال علي بن أبي طالب رضي الله عنه: “أعظ الناس في المصاحف أجرا لأبو بكر
  • وبذلك فأبو بكر هو أول من جمع المصحف.
  • وقد اعتمد هذا الجمع على: إذا تم نشر الرجال بشرط أن يكونوا قد تلقوا النبي صلى الله عليه وسلم مباشرة، وما كتب بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم بشرط أن يكون هناك شاهدين يشهدان أنه تم كتابته بين يدي النبي صلى الله عليه وسلم
  • ويهتم هذا الجمع بإثبات ما كان في الحدث الأخير بين النبي صلى الله عليه وسلم وجبريل
  • وهذا الجمع لم يكن منه سوى نسخة واحدة كما شرحنا
  • سمي القرآن المجموع بعد هذا التجميع بالمصحف باتفاق الصحابة رضوان الله عليهم

الذي جمع القران على مصحف واحد ووزعه في الامصار

  • تعتبر المرحلة الثالثة من جمع القرآن الكريم هي التي تمت في عهد عثمان بن عفان رضي الله عنه
  • وقع ذلك في السنة الخامسة والعشرين من الهجرة
  • وكان سبب هذا التجمع هو اختلاف الناس في القراءة في المناطق المختلفة
  • بعد اتساع نطاق الدولة الإسلامية، بدأ الحفظة في قراءة القرآن الكريم في الأماكن المختلفة وتعليم الناس
  • تظهر الاختلاف في قراءة الناس بسبب اختلاف لهجات العرب
  • لاحظ الصحابي الجليل حذيفة بن اليمان ذلك وقال لعثمان بن عفان رضي الله عنهما: يا أمير المؤمنين، قبل أن ينقسم هذا الأمة في الكتاب كما حدث لليهود والنصارى
  • فأرسل عثمان رضي الله عنه رسالة إلى أم المؤمنين حفصة رضي الله عنها يطلب منها أن ترسل الصحف لكي ننسخها في المصاحف ثم نعيدها لها، فقد أرسلتها
  • وكان هذا العمل بعد استشارة الصحابة كما ذكر ذلك وشهد به الإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه
  • وفي سنة 1743، قام عثمان بتشكيل لجنة مؤلفة من ثلاثة أعضاء من قريش وهم عبد الله بن الزبير وسعيد بن العاص وعبد الرحمن بن الحارث بن هشام، وأحد الأنصار الذي هو زيد بن ثابت
  • وقال عثمان لمن من قريش: إذا اختلفتم أنتم وزيد بن ثابت في شيء من القرآن، فاكتبوه بلسان قريش، لأنه نزل بلغة قريش، وهذا يتعلق بالكتابة والرسم الذي تم تعريفه فيما بعد بالرسم العثماني
  • قام أبو بكر رضي الله عنه بنسخ المصحف في أربع أو خمس نسخ، وحفظ واحدة منها عند عثمان وأرسل النسخ الأخرى إلى مكة والشام والبصرة والكوفة
  • أرسلها وأرفق معها حافظ يقرأها للناس، وأمر بحرق النسخ الأخرى
  • وجاء الترتيب بهذه الطريقة المعروفة الآن، وشمل ما لم يتم نسخه من الحروف السبعة، والتي تفرعت منها القراءات المتواترة المعروفة
  • كان الرسم العثماني مكتوبا بطريقة تجمع بين القراءات المختلفة ولم يتم نسخه
  • اتفقت الأمة على جمع عثمان رضي الله عنه

الفرق بين جمع أبي بكر وجمع عثمان رضي الله عنه

  • السبب الباعث على جمع أبي بكر هو الخوف من ضياع القرآن الكريم بموت القراء، والباعث لجمع عثمان هو منع الاختلاف في قراءته، ولم يغير عثمان في شيء مما جمعه أبو بكر رضي الله عنهما
  • جمع أبي بكر كان في مصحف واحد، أما جمع عثمان فكان في عدة نسخ أو مصاحف متعددة

تحدثنا في تلك المقالة عن الاختلاف بين مراحل جمع القرآن الكريم المختلفة في عهد النبي صلى الله عليه وسلم وفي عهد الصحابة رضوان الله عليهم، والتقدير الله لأبي بكر وعمر وعثمان وعلي ولجميع الصحابة على جهودهم في جمع القرآن الكريم وحفظه من الضياع، وصلى الله على إمام القراء وخاتم الأنبياء والمرسلين، وأتمنى لكم السلامة، تابعونا على الموسوعة لتصلكم كل جديد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى