الطب البديلصحة

فوائد الاعشاب في الطب النبوي

يطلق على الطب النبوي المجموعة من النصائح الطبية التي نقلت عن النبي محمد صلى الله عليه وسلم واستخدمها أو وصفها للآخرين، وصولا إلينا في شكل أحاديث نبوية، وتشمل هذه النصائح الأعشاب التي تستخدم لأغراض علاجية ووقائية وحتى تجميلية مثل العطور والكحل، وكان الإمام ابن قيم الجوزية هو أهم من جمع هذه الوصايا والنصائح، وأضاف العماء بعده العديد من النصائح الأخرى، وفي هذه المقالة سنتعرف مع الموسوعة على معلومات حول الطب النبوي ومراحله، وأهم فوائد الأعشاب في الطب النبوي

اهمية الطب النبوي

تكمن أهمية الطب النبوي في احتوائه على جميع جوانب الحياة الصحية والنفسية والجمالية في بيئة تعد قمة البدائية في الطب، حتى بالنسبة للحضارات المعاصرة، وتتمثل مراعاة الطب النبوي في:

الجانب النفسي

أن رسول الله صلى الله عليه وسلم حث على زيارة المريض والأحاديث المتعلقة بها كثيرة وكلها توضح أهمية زيارة المريض، فإنها تؤثر بشكل إيجابي على النفس وتجعل القلب يفرح ويتمنى الشفاء، وكما هو معروف، فإن الرغبة في الشفاء هي نصف العلاج

الجانب المادي

النبي صلى الله عليه وسلم حث على استخدام العلاجات التي يعتبرها مفيدة ومناسبة للصحة البشرية، سواء كانت عشبية أو غير عشبية، وهناك العديد من العلاجات التي وردت عن النبي صلى الله عليه وسلم وسنتحدث عنها لاحقا

الجانب الجمالي

فقد أرشدنا النبي صلى الله عليه وسلم إلى عدة أشياء تزيد من جمال الإنسان وحث على الاهتمام بحسن المظهر، وطبق بنفسه صلى الله عليه وسلم مفهوم قوله تعالى: (وأما بنعمة ربك فحدث)، وكان الطيب من الأشياء التي أحبها النبي صلى الله عليه وسلم في هذه الدنيا  

أنواع الأمراض في الطب النبوي

تصنف الأمراض حسب ما ورد في الطب النبوي إلى نوعين وهما المذكوران في القرآن الكريم:

أمراض قلوب

ومرض القلوب ينقسم إلى نوعين كما قال الإمام ابن قيم الجوزية في كتابه زاد المعاد:

  • مرض شبهة وشك: وكما قال تعالى: (في قلوبهم مرض فزادهم الله مرضا) {10-البقرة}
  • مرض شهوة وغي: كما في قوله تعالى: (يا نساء النبي لستن كأحد من النساء إن اتقيتن فلا تخضعن بالقول فيطمع الذي في قلبه مرض وقلن قولا معروفا) {32-الأحزاب}

أمراض أبدان

كما في قوله تعالى: (لا يوجد حرج على الأعمى ولا حرج على الأعرج ولا حرج على المريض){61-النور}

  • روى مسلم في صحيحه عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قوله: “لكل داء دواء، فإذا أصيب بداء ما، فإن دواءه يبرأ بإذن الله عز وجل  
  • وقد ورد في مسند الأمام أحمد: وفقا لحديث زياد بن علاقة عن أسامة بن شريك، قال: كنت عند النبي صلى الله عليه وسلم، وجاءت الأعراب فسألوه إن كان يعالج. فأجابهم النبي صلى الله عليه وسلم قائلا: نعم، يا عباد الله، تعالجوا، فإن الله عز وجل لم يترك داء إلا وجعل له دواء، إلا داء الموت

مراحل العلاج في الطب النبوي

  • ذكر الإمام ابن القيم هذه المراحل في قوله: “وأمراض المادة أسبابها معها تمدها، وإذا كان سبب المرض معها، فالنظر في السبب يجب أن يكون في المقام الأول، ثم يأتي النظر في المرض في المقام الثاني، ثم يأتي النظر في الدواء في المقام الثالث”
  • ثم يصف الطبيب بقوله: الذي يفرق بين ما يضر الإنسان وما ينفعه، ويجمع فيه ما ينفعه ويفصل عنه ما يضره، وينقص منه ما يضره زيادته، ويزيد منه ما يضره نقصه. يعيد الصحة المفقودة ويحفظها بالشكل والمظهر، ويقوم بدفع المرض الموجود بالعكس تماما، ويخرجه أو يبعده بما يمنع حدوثه بالوقاية
  • لذلك، يمكننا أن نقول أن مبادئ الطب النبوي تستند إلى ترتيب منطقي لقواعد الطب الحديث

أنواع العلاج في الطب النبوي

كان علاج النبي صلى الله عليه وسلم للمرض على ثلاثة أنماط:

  • الأدوية الطبيعية أي الأعشاب والنباتات
  • الأدوية الإلهية.
  • الأدوية المركبة من الأمرين.

فوائد الاعشاب في الطب النبوي

نذكر لكم أهم المكونات التي ذكرت في الطب النبوي، والتي لها فضل كبير باذن الله تعالى في شفاء العديد من الأمراض، سواء من الأعشاب أو غيرها، لتعم الفائدة باذن الله تعالى

العسل

  • يقول الإمام ابن قيم الجوزية أن رجلا جاء يشتكي للنبي صلى الله عليه وسلم بطن أخيه، فقال: (اطعمه عسلا)، فذهب ثم عاد وقال: قد أطعمته، فقال للنبي صلى الله عليه وسلم: (اطعمه عسلا)، فقال له في المرة الثالثة أو الرابعة: (صدق الله وكذب بطن أخيك)
  • وكما ذكر الإمام، العسل يحمل فوائد عظيمة، من تنظيف الشوائب في الأوعية والأمعاء، وكونه ملينا للجسم
  • وهو مفيد لكبار السن وأولئك الذين يعانون من احتقان الصدر، ويعمل أيضا كمدر للكبد والبول
  • يساعد أيضا في علاج السعال، بالإضافة إلى العديد من الأمراض، كما يعمل كعنصر وقائي للعديد من الأمراض بإذن الله تعالى
  • ذكر أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يستخدم العسل ويتناوله بهذه الطريقة، حيث كان يمزج ملعقة صغيرة من العسل مع كوب من الماء تقريبا ويشربه على الريق، وهذه هي الطريقة الأمثل للاستفادة من فوائد العسل كما أثبتت الأبحاث العلمية الحديثة

الأترج

  • ثبت في الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم، أنه قال: مثل المؤمن الذي يقرأ القرآن، مثل الأترجة طعمها طيب ورائحتها طيبة.
  • ذكر ابن قيم الجوزية عدة فوائد للأترج، بما في ذلك منع السوس عند وضعه في الملابس، وأن رائحته تصحح فساد الهواء والأوبئة.
  • كما ينعش رائحة الفم، يساعد في الهضم أيضا.

البطيخ

  • روى أبو داود والترمذي، عن النبي صلى الله عليه وسلم، أنه كان يأكل البطيخ مع التمر، يقول: (نخلط حر هذا ببرد هذا وبرد هذا بحر هذا)
  • وهي وجبة باردة ومرطبة وسهلة الهضم، ويفضل تناولها قبل الطعام كما ذكره ابن قيم الجوزية

البلح

  • روى ابن ماجه في السنن: من حديث هشام بن عروة عن أبيه، ذكرت عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (تناولوا التمر مع البلح، فإن الشيطان إذا رأى ابن آدم يقول: بقي ابن آدم حتى يأكل التمر بالعتيق)
  • ويقول الإمام ابن قيم الجوزية في البلح برودة ونعومته، وهو مفيد للفم واللثة والمعدة، ولكنه ضار للصدر والرئة بسبب خشونته

البصل

  • روى أبو داود في سننه: عن عائشة رضي الله عنها، قالت إن آخر طعام أكله النبي صلى الله عليه وسلم كان به بصل، وثبت عنه في الصحيحين أنه منع آكل البصل من دخول المسجد
  • وهو، كما قال ابن قيم الجوزية، يطرد السموم، ويقوي المعدة، ويزيل البلغم
  • بالإضافة إلى كونه مضادا للجراثيم، فإنه يعمل كمدر للبول وخافض لضغط الشرايين والسكر في الدم، ويعمل كمنشط جنسي
  • أما ضرره فهو يسبب صداعا ويسبب رائحة الفم الكريهة، ويغير رائحة الفم والنكهة، ويؤذي الجليس والملائكة

الثوم

  • روي أن النبي صلى الله عليه وسلم أهدى له طعاما يحتوي على ثوم، وأرسله إلى أبي أيوب الأنصاري، فقال أبو أيوب: يا رسول الله، أنت تكره الثوم وترسله إلي؟ فقال: (إني أناجي من لا تناجي)، أي أنه يلتقي بالناس ولا يجوز أن يلتقيهم وهو ينبعث منه رائحة الثوم، ومع ذلك فإنه له فائدة كبيرة، لذا أرسله إلى أبي أيوب.
  • وهو مفيد في هضم الطعام وقطع العطش والبلغم، وينقي الحلق ويعالج السعال المزمن.
  • يمتلك خاصية خفض ضغط الدم المرتفع والكوليسترول، وهو أيضا مضاد للربو ومقو للمرارة.
  • بالإضافة إلى غناه بالمضادات الأكسدة وغيرها من المركبات المفيدة بشكل كبير التي اكتشفها العلم الحديث.

الحبة السوداء

  • ثبت في الصحيحين: روى أبو سلمة عن أبي هريرة رضي الله عنه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (استخدموا هذه الحبة السوداء، فإنها تشفي من كل داء إلا السام)
  • يشير ابن قيم الجوزية إلى أنها تعرف بالكمون الأسود أو الكمون الهندي، وهي معروفة أيضا بحبة البركة ولها العديد من الفوائد
  • فهي فعالة في حالات حصوات الكلى والمثانة، خاصة إذا تم خلطها بالعسل، وتعمل أيضا كمدر للبول والحيض واللبن عند تناول شراب الحبة السوداء مع العسل والماء
  • عندما تطحن وتغمس في زيتها ثم تقطر في الأنف، فإنها تفيد في حالة الزكام

الحلبة

  • يذكر أن النبي صلى الله عليه وسلم أعاد سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه إلى مكة. وقال: اتصلوا بطبيب له، فاتصلوا بالحارث بن كلدة. وعندما رأى الطبيب إياه، قال: ليس عليه أي مشكلة. فاستخدموا له فريقة، وهي مزيج من الحلبة والتمر العجوة المطبوخة، ويتناولها. وقد فعلوا ذلك وتحسن حالته
  • يهدأ الصدر والحلق والبطن، ويخفف السعال والخشونة والربو وضيق التنفس

الريحان

  • ورد في صحيح مسلم والبخاري عن النبي صلى الله عليه وسلم: (من يعرض عليه ريحان فلا يرده، فإنه طيب الرائحة وخفيف الحمل).
  • ومن فوائد الريحان أنه يفيد في التخلص من قشرة الرأس وتساقط الشعر، كما أنه عند استنشاقه يفيد في علاج الصداع الحار وهو مدر للبول.

السفرجل

  • روى ابن ماجه في كتابه السنن عن إسماعيل بن محمد الطلحي، عن نقيب بن حاجب، عن أبي سعيد، عن عبد الملك الزبيري، عن طلحة بن عبيد الله رضي الله عنه قال: دخلت على النبي صلى الله عليه وسلم وكان بيده سفرجلة، فقال: (اضربها يا طلحة، فإنها تهدأ القلب).
  • السفرجل مفيد للمعدة، ويساعد على تخفيف العطس والقيء وزيادة إفراز البول.
  • يفيد في قرحة الأمعاء، ونزف الدم والغثيان، ويمنع ارتفاع البخار إذا استخدم بعد الطعام.
  • الطير الحسون يفضل أن يؤكل مشويا أو مطبوخا بالعسل، ويمكن أن يفيد في تخفيف خشونة الحلق وصعوبة التنفس، ودهنه يمنع التعرق ويقوي المعدة.

السواك

  • وورد في الصحيحين عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: لو لم يكن عبء على أمتي، لأمرتهم بالسواك في كل صلاة
  • وذكر البخاري معلقا على ذلك أن السواك يعد مطهرا للفم ومقبولا لدى الرب
  • آخر شيء فعله النبي صلى الله عليه وسلم قبل وفاته كان عندما دخلت عليه السيدة عائشة بالسواك، فنظر إليه وأعطته السواك ليرتبط به بفمه، ثم استخدمه
  • افضل استخدام سواك مصنوع من خشب الأراك واستخدامه بشكل معتدل مع ترطيبه بماء الورد
  • ينعش الفم ويقوي اللثة ويزيل البلغم، ويحسن البصر ويعالج الحفر، ويحسن عملية الهضم وينقي الصوت، ويساعد على هضم الطعام

الكمأة

  • وقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم في الصحيحين أنه قال: (الكمأة من المن وماؤها شفاء للعين)
  • تكون في الأرض دون أن تزرع، وتكون مخفية تحت الأرض بدون أوراق أو سيقان
  • ومع ذلك، فإنه يتسبب في مشاكل في المعدة وعسر الهضم، وإذا تعاطيته بشكل مستمر، فإنه يسبب السكتة الدماغية وألم المعدة وصعوبة التبول

الكباث

  • في الحديث الصحيح لجابر بن عبد الله رضي الله عنه، قالنا كنا نجني الكباث مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: (استخدموا الأسود منه، فإنه الأطيب)
  • ثمرة الأراك هي ثمرة مفيدة مثل الأراك، فهي تقوي المعدة وتساعد على الهضم، وتذيب البلغم، وعند شرب مشروبها تزيد من تصريف البول وتطهر المثانة، وهي متواجدة بكثرة في أرض الحجاز

الكتم

  • ذكر البخاري في صحيحه عن عثمان بن عبد الله بن موهب قائلا: دخلنا على أم سلمة رضي الله عنها، ثم قدمت لنا شعرا من شعر رسول الله صلى الله عليه وسلم، وإذا هو مدهون بالحناء والكتم.
  • وفي السنن الأربعة عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (إن أحسن ما غيرتم به الشيب هو الحناء والكتم).
  • ورق الكتم يشبه ورق الزيتون وينمو في السهول، وهو ينمو فوق الأشجار وله ثمار تشبه حب الفلفل وبداخلها بذور، وعصير ورقه يسبب القيء.

في النهاية، الله تعالى لم يخلق داء إلا وجعل له دواء، إلا الموت، وخلق لنا النباتات والأعشاب والثمرات المختلفة للتغذية والعلاج والتجميل، وهناك العديد من الأحاديث التي تتحدث عن فوائد الأعشاب في الطب النبوي، لكن علينا التركيز فقط على ما هو صحيح ومثبت علميا لا ننسب إلى النبي صلى الله عليه وسلم ما لم يقله، نسأل الله العظيم أن يشفينا ويشفيكم وأن يجعل لنا حسنة في الدنيا والآخرة وأن يعتقنا من عذاب النار، ونرجو لكم السلامة. تابعونا على الموسوعة لمعرفة كل ما هو جديد في مختلف العلوم والفنون

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى