الدين و الروحانياتالناس و المجتمع

تفسير سورة الحجرات ابن عثيمين (الجزء الثاني)

تحدثنا في الجزء الأول عن تفسير سورة الحجرات ووصلنا إلى الآية الثامنة من السورة مع بعض الفوائد – وفوائد القرآن لا تعد ولا تحصى – في هذا الجزء الأول. وذكرنا أننا سنقسم التفسير إلى جزئين لكي لا نطيل عليكم، واليوم نبدأ بتفسير الآية التاسعة من سورة الحجرات للشيخ ابن عثيمين، فتابعونا مع الموسوعة

لتفسير الجزء الأول اضغط هنا.

فوائد سورة الحجرات

فضل سورة الحجرات

  • الضرورة لإصلاح العلاقات بين المسلمين المتحاربين، حتى بالقوة إن لزم الأمر.
  • يوجد رابط أخوة قوي ومتين بين المسلمين أكثر من رابط النسب.
  • يمنع السخرية من الآخرين ولا يجب أن نعيبهم أو نناديهم بألقاب يكرهونها.
  • يجب تجنب الظن السيء والتجسس على الشر والغيبة.
  • التأكيد المستمر على أهمية التقوى وضرورتها.
  • توضيح الفائدة من تفرق البشر شعوبا وقبائلا وهي التعارف وليس التفاخر.
  • تعظيم قدر التقوى لدى الله، ليس قدر النسب أو المال أو غير ذلك.
  • الإيمان من أعظم نعم الله، وله الفضل والمنة.
  • بيان صفات المؤمنين حقا وتأكيدها، فهم الذين لم يشكوا وجاهدوا.
  • علم الله تعالى قد أشمل كل شيء وأحاط به، فهو يعلم خبايا الأعين وما تخفيه الصدور.

تفسير سورة الحجرات ابن عثيمين (الجزء الثاني)

الآية 9

يقول تعالى: (وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فأصلحوا بينهما فإن بغت إحداهما على الأخرى فقاتلوا التي تبغي حتى تفيء إلى أمر الله فإن فاءت فأصلحوا بينهما بالعدل وأقسطوا إن الله يحب المقسطين)

  • الطائفة هي مجموعة من الناس، ويرجع الضمير إلى الجمع في قوله (اقتتلوا) لأن الطائفة تشمل مجموعة من الناس
  • قد تكون هناك أسباب تستدعي القتال بين المسلمين، وعند حدوث ذلك يجب على بقية المسلمين أن يتصالحوا كما ذكر تعالى في هذه الآية الكريمة
  • يمكن تحقيق الصلح بأي وسيلة، حتى بدفع المال والتنازل عن الحق، من أجل التوصل إلى اتفاق وتحقيق الصلح
  • إذا عادت إحدى الطرفين للحرب بعد الصلح، فلا يوجد صلح، بل يجب قتال الطائفة الباغية في هذه الحالة حتى ترجع إلى أمر الله، أي دينها وشرعها
  • يجب أولا أن ننظر إلى الإصلاح، ثم نساعد من يسعى لذلك ونحارب من يعارضه، فإن الباغي سيعود ويجب علينا التوقف عن محاربته، حتى في الحرب يجب أن نأخذ في الاعتبار أن هؤلاء مؤمنون
  • فإن تنتهي الحرب، يجب أن نتصالح بينهما بالعدل وليس بالإصلاح الأول لننظر إلى خسائر الطرفين ونراعي العدل لأن الله يحب العادلين الذين يعدلون في شؤون المسلمين

الآية 10

قال تعالى:(إنما المؤمنون إخوة، فاصلحوا بين إخوانكم واتقوا الله لعلكم ترحمون)

  • ويبدو أن تلك المسألة تعتبر تبريرا للآية التي تسبقها، حيث أمر الله تعالى بإصلاح النزاعات بين المؤمنين الذين يقاتلون بعضهم البعض، لأن المؤمنين إخوة
  • وكما تقوم بإصلاح العلاقة بين إخوتك الأشقاء من حيث النسب، فقم بإصلاح العلاقة بين إخوتك في الإيمان
  • أطيعوا أوامر الله واجتنبوا نواهيه عسى أن يكون ذلك وفاء ورحمة لكم من عذاب الله

الآية 11

يقول تعالى: يا أيها الذين آمنوا، لا يستهزئ قوم من قوم، ربما يكونون خيرا منهم، ولا تستهزئوا بالنساء من النساء، ربما تكونن خيرا منهن، ولا تلمزوا أنفسكم ولا تنابزوا بالألقاب، فإن اسم الفسوق بعد الإيمان سيء، ومن لم يتوب فأولئك هم الظالمون

السخرية

  • ذكر الشيخ أن السخرية هي الازدراء والاستهزاء.
  • يختلف الناس بينهم كما خلقهم الله، فبعضهم يسخر من بعضهم في المصالح، وهم يتفاوتون أيضا في الأخلاق والحسب.
  • ويحذرنا الله تعالى من التنمر على بعضنا البعض بسبب هذا التفاوت والتفاضل، فإن الله هو الذي رفع بعضنا في بعض جوانب الحياة وخفض البعض الآخر، فلا يحق للإنسان التهكم على غيره لأن ما يمتلكه ليس بفضله الخاص بل هو من عطاء الله.
  • ثم يوضح الله تعالى سببا آخر يحثنا على تجنب السخرية واستهزاء الآخرين، وقد يكون ترك التجاهل والتصرف بحكمة أفضل في بعض الحالات.
  • والآية تشير إلى الرجال والنساء حتى لا يقال أن هذا خاص بالرجال فقط، وهذا يدل على أن القوم هنا يشمل الرجال ويذكر النساء بعد ذلك، وعندما يذكر القوم دون ذكر النساء، يفهم أن المقصود هم الرجال والنساء.
  • ثم يوضح الشيخ أن الالتزام بهذا المعنى أولوية لطلاب العلم عن غيرهم، حيث يجب عليهم أداء ما يلزمهم من واجبات ويجب أن يكونوا قدوة للآخرين. فإذا كانوا يستهزئون بالآخرين وهم طلاب علم، فكيف بالأشخاص الذين ليسوا مثلهم؟

اللمز

  • اللمز في اللغة هو العيب.
  • وقد فسر لمز النفس بمعنيين كما ذكر الشيخ:
  • المعنى الأول هو أن مكانة الإنسان من الإنسان تعتبر عيبا للنفس، كما أن عيب الآخرين هو عيب للنفس
  • والمعنى الثاني هو أن لمز الآخر يكون سببا للتشهير بالنفس من الآخر، ويكون كما لو كنت تشهر بنفسك وتستهزئ بها
  • العيب في الإنسان هو عيب في خالق الإنسان، لأن الله الذي خلق البشر بتنوعهم بإيجابياتهم وعيوبهم، وله في ذلك حكمة يعلمها، فلا يمكن للمخلوق أن ينتقص حكمة خالقه
  • إذا كان لديك عيب أخلاقي فلا يجوز لك، لأن الله تعالى قد يبتليك بنفس العيب، ولكن الواجب عليك النصح له

التنابز بالألقاب

أي ألا ينادي بعضكم بعضا بالألقاب القبيحة، فإذا كان اللقب يحتوي على ذلك، فقد تعارضت مع الآية، وإذا لم يكن فيه ذلك، فقد باهت ذلك، أي كذبت في حقه وارتكبت المنهي عنه أيضا

  • ثم ينتقد الله تعالى حالة الفسوق بعد حالة الإيمان الناتجة عن الأعمال المحرمة
  • ومن كان يفعل ذلك فهو ظالم إلا أن يتوب.

معنى التوبة عند ابن عثيمين

  • التوبة من العبد هو أن ينتقل العبد من مخالفة إرادة الله إلى الطاعة، والتوبة من الله هو أن يقبل الله توبة العبد ويبدل سيئاته بحسنات أو يوجهه إلى طريق التوبة.
  • وشروط التوبة كما ذكر الشيخ هي: الإخلاص والندم والابتعاد عن الخطيئة على الفور مع إعادة الحق إلى صاحبه؛ فإذا كان المتجاوز للحق مدينا بمال فعليه أن يعيده إلى صاحبه، وإذا كان ليس مالا كالغيبة فعليه أن يستغفر الله ويمدحه أو يطلب منه العفو إذا كان يعلم ذلك، أما إذا لم يكن يعلم فمن الكفاية أن يستغفر له، وهذا هو اختيار شيخ الإسلام ابن تيمية وقال الشيخ ابن عثيمين نفس الاختيار، والشرط الرابع هو الاستقرار على عدم العودة، والشرط الخامس هو أن تكون التوبة قبل إغلاق باب التوبة إما بطلوع الشمس من مغربها أو بانتهاء الأجل.

الآية 12

يقول تعالى:(يا أيها الذين آمنوا، اجتنبوا الظن الكثير، فإن بعض الظن إثم، ولا تجسسوا ولا تغتابوا بعضكم بعضا، هل يحب أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتا، فإنكم تكرهونه، واتقوا الله، إن الله تواب رحيم)

  • بدأت الآية بنداء الإيمان للتنبيه على أهمية الأمر

معنى الظن عند ابن عثيمين

  • هو نوعان ظن الخير وظن السوء.
  • يطلب ظن الخير، أما ظن الشر فيمنعه الإنسان المسلم من العدل الظاهر، وأما ظن السوء القائم على قرائن فلا مانع للإنسان فيه.
  • والظن المباح أكثر من الظن المحظور، حيث يشمل نوعا كاملا من أنواع الظن وهو ظن الخير، بالإضافة إلى ظن السوء الكثير، ولكن لا يجوز الظن السيء إلا بوجود قرينة.

معنى التجسس عند ابن عثيمين

  • هو طلب فحص عيوب الآخرين أو التجسس عليهم لعله يسمع شرا عنهم.
  • يجب أن يأخذ الناس على مظهرهم ما لم توجد دليل يشير إلى غير ذلك.
  • من يتعرض للتجسس قد يعيش في قلق دائم في حياته.
  • التجسس لا ينفع في شيء، بل يضيع فقط الوقت.

معنى الغيبة عند ابن عثيمين

  • قال إنها كما ذكره النبي صلى الله عليه وسلم ذكرك لأخيك بما يكره في خلقه أو في خلقه
  • ثم عندما تنشر عيوب أخيك، سيأتي شخص آخر لينشر عيوبك بعد ذلك، إلا إذا كان للنصيحة والبيان الحق أو للظلم والتشكيك
  • ثم هذا أمر آخر يدل على أهمية التقوى، ونوصي بتكرار الأمر بها وأن تكون التقوى عن طريق الامتثال للأوامر وتجنب النواهي
  • ثم يصف الله تعالى نفسه أنه يتوب على عباده ذو الرحمة الواسعة

الآية 13

يقول تعالى:يا أيها الناس، لقد خلقناكم من ذكر وأنثى، وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا، وإن أكرمكم عند الله أتقاكم، إن الله عليم خبير

  •  يأتي الخطاب هنا للنداء إلى الناس جميعا، فهذه النصيحة والتقرير موجهة لكل إنسان وليس للمؤمنين فقط، فالتفاخر بالأصل يحدث لكل إنسان
  • ثم يعتقد معظم المفسرين أن المقصود بالذكر والأنثى هما آدم وحواء، وهناك بعض المفسرين يشير إلى أن المقصود هو الجنس بشكل عام، سواء كان ذكرا أو أنثى
  • تشير الآية إلى أن الإنسان يتألف من والديه، وهذا لا يتعارض مع قوله تعالى: “فلينظر الإنسان مم خلق. خلق من ماء دافق. يخرج من بين الصلب والترائب. إنه على رجعه لقادر.” فالمقصود هنا صلب الرجل وترائب المرأة، وعلى الرغم من أن الوصف الأكثر قبولا للرجل هو ماءه وحده، إلا أنه يتصل ببويضة المرأة لتشكيل الجنين وهذا لا يتعارض
  • ثم ذكر الشيخ أن الله تعالى جعلنا شعوبا من بني آدم، ثم أقام القبائل التي تكون أقل من الشعوب
  • ثم، الهدف من ذلك ليس التفاخر بالأنساب، ولكنه يهدف للتعارف، وإذا لم يكن لهذا الهدف، فلن يعرف الإنسان أي قبيلة هو منها
  • يذكر أيضا أن الكرم لا يعتمد على انتماء الإنسان لقبيلة معينة أو لشعب معين، بل الكرم الحقيقي والذي يكون مفيدا عند الله هو كرم التقوى
  • الله تعالى يعلم كل شيء كما ذكرنا، وهو الخبير الذي يعرف بأعماق الأمور. والمعرفة بالظواهر هي صفة محمودة ومثالية، ولكن المعرفة بالظواهر هي أعمق. فالله تعالى يعلم الظواهر وهو خبير بالأعماق، وهو محيط بكل شيء

الآية 14

قال تعالى: قالت الأعراب آمنا، فقل لماذا لم تؤمنوا ولكن قولوا أسلمنا، وعندما يدخل الإيمان في قلوبكم وإن أطعتم الله ورسوله، لن يؤثر ذلك على أعمالكم بأي شيء، إن الله غفور رحيم

  • الأعراب جمع أعرابي وهو الشخص الذي يعيش في البادية وهو بالضبط كالبدوي، والأعراب يفتخرون بإيمانهم، ويقال أن هؤلاء الأعراب كانوا من المنافقين والمنافق هو شخص مسلم لأنه يظهر كمسلم، ولكنه ليس مؤمنا لأن الإيمان يتمركز في القلب، وقلوبهم ليست صحيحة، ولذلك لم يقم النبي صلى الله عليه وسلم بقتلهم على الرغم من معرفته بأنهم منافقين، ويقال أن هؤلاء الأعراب كانوا من ضعاف الإيمان
  • وفيما يتعلق بالقول بأنهم منافقين، يقصد أن الإيمان لم يدخل في قلوبهم على الإطلاق، وفيما يتعلق بالقول بأنهم ضعاف الإيمان، يقصد أن الإيمان لم يستوعبهم بعد في قلوبهم
  • والإسلام قادر على ذلك لأنه مرتبط بالأعضاء، فكل إنسان يستطيع أن يصوم بأفضل صوم ويصلي بأفضل صلاة، ولكن الإيمان ليس كذلك بل هو خضوع للقلب
  • وذكر الشيخ أن الفرق بين لم ولما هو أن لما تدل على قرب وقوع ما بعدها، وأعتقد أن الشيخ بذكره هذا يميل إلى الأمر الثاني لأن هؤلاء الأعراب ضعفاء في الإيمان
  • ثم ختم الله الآية بالمغفرة والرحمة ليشير إلى قربهم من المغفرة والرحمة ودخول الإيمان في قلوبهم
  • وفي هذه الآية يتضح الفرق بين الإسلام والإيمان كما في حديث جبريل عليه السلام عن أركان الإسلام والإيمان
  • ثم ذكر الشيخ أنه لا توجد تناقضات بين التعامل مع لفظي الإسلام والإيمان بمعنى واحد أو بمعاني مختلفة؛ لأنهما إذا ارتبطا أصبحا شيئا واحدا، وإذا اجتمعا في سياق واحد كانا شيئين وهذا موجود في اللغة
  • عند الله تعالى، لا ينقص الأعمال شيئا بل تزيد بفضل الله وبركته

الآية 15

قال تعالى: (إن المؤمنين هم الذين آمنوا بالله ورسوله ثم لم يرتابوا وجاهدوا بأموالهم وأنفسهم في سبيل الله، فهم الصادقون)

  • يجب أن لا يكون المؤمن مجرد إقرار، بل يجب أن يقبل ويتقبل، فقد أقر أبو طالب، عم النبي صلى الله عليه وسلم، بأن الإسلام هو الدين الحق ولكنه لم يتقبله ويقبله
  • ثم ذكر أن استخدام ثم هنا من أهم الاستخدامات لأنها تعبر عن التسلسل والتدرج والثقة حتى يتم تثبيتها في القلب يحتاج إلى وقت
  • ثم ذكر الشيخ موقف الإنسان من وساوس الشيطان التي تعرض له دون قصد منه؛ فعليه أن يتعوذ بالله من الشيطان الرجيم وأن يتوقف ولا يفكر في ذلك على الإطلاق، وهذه الوساوس كما ذكر النبي صلى الله عليه وسلم من أعراض الإيمان الصريح لأن الشيطان لا يأتي إلى الإنسان الشاك في دينه ليشككه، بل يأتي للمؤمن يحاول أن يخرجه من دينه

طريقة تثبيت الإيمان عند ابن عثيمين

  • التفكير أولا في مخلوقات الله وأنها لم تكن نتيجة الصدفة ولا نتيجة لنفسها
  • التفكر ثانيًا في شريعة الله وكمالها.
  • التأمل في سيرة النبي صلى الله عليه وسلم وآياته وما إلى ذلك
  • زيادة ذكر الله تعالى تجلب الطمأنينة للقلوب، والأعمال الصالحة تزيد من الإيمان كما ذكره أهل السنة والجماعة
  • ثم أشار الشيخ إلى أن الإيمان ينبغي أن يكون مرتبطا بالجهاد، حيث يرغب المؤمنون بإصلاح عباد الله من خلال إيمانهم الثابت بالله وعدم الشك

معنى الجهاد عند ابن عثيمين

الجهاد في سبيل الله هو القتال لجعل كلمة الله هي الأعلى، وليس للانتقام أو الثأر، ولكن بالتأكيد من يقاتل دفاعا عن نفسه فهو شهيد وإذا قتل فقاتله سيكون في النار

لذلك، من يجمع هذه الصفات فهو حقا من المؤمنين، الذين صادقوا في إيمانهم ولم يرتكبوا

الآية 16

قال تعالى: (قل أتعلمون الله بدينكم والله يعلم ما في السماوات وما في الأرض والله بكل شيء عليم)

  • وهذا الإنكار لقول الذين آمنوا من الأعراب، فالله لا يحتاج إلى معرفة ذلك منكم، فإنه عليم بكل شيء، فتعلموا هنا بمعنى تخبرون
  • ثم ذكر الشيخ أن هذه الآية تشير إلى أن النطق بالنية في العبادات غير محبذ، لأنه يعتبر إعلام الله تعالى بأفعالك، وهو العليم بكل شيء

الآية 17

(ينصحونكم أن تسلموا، قل لا تنصحوني بإسلامكم بل الله ينصحكم بأن يهديكم للإيمان إن كنتم صادقين)

واشتدت عداوتهم للنبي صلى الله عليه وسلم بسبب أن بعض الأشخاص أسلموا بدون قتال وأصبحوا يتمتعون بهذا الأمر، ولكن الله تذكر أن النعمة منه وحده، لأن الإيمان هو أعظم نعمة، وذكر الشيخ بعض القصص التي تدل على ذلك مثل قصة النبي صلى الله عليه وسلم مع الأنصار عند توزيع غنائم حنين

الآية 18

(إن الله يعلم غيب السماوات والأرض والله بصير بما تعملون)

  • أخبر الله تعالى في هذه الآية أنه يعلم كل ما هو مخفي في أي مكان، ويبدو أن الأولوية في ذلك، وهذه الآية من آيات تعليم سلوك المسلم
  • عندما يعلم المسلم ويثبت في ذهنه أن الله تعالى يعلم كل ما هو مخفي وما هو ظاهر، فسيتقي الله ويتقشف
  • في الآية أيضا يوجد تشجيع على أداء الأعمال الصالحة لأنها لن تضيع، وتحذير من الأعمال السيئة لأن العبد سيتعاقب عليها

وبهذا انتهينا والحمد لله من تفسير الجزء الثاني من سورة الحجرات في تفسير القرآن الكريم للعلامة الشيخ ابن عثيمين، مع بعض الفوائد التي استنبطناها من تفسير الشيخ لسورة الحجرات، نسأل الله أن يعلمنا وينفعنا بما تعلمنا، ونسأل الله أن يحفظكم بحفظه   

  

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى