الدين و الروحانياتالناس و المجتمع

رمضان اخره عتق من النار

يقال أن رمضان هو شهر عتق النار، وهناك حديث نبوي يشير إلى فضائل شهر رمضان المبارك المقسمة إلى ثلاثة فضائل. فالأيام العشرة الأولى هي أيام الرحمة، والعشرة التالية هي أيام المغفرة، والعشرة الأخيرة هي أيام العتق. فهل هذا الحديث صحيح فعلا؟ وهل يمكن تقسيم فضائل الله على مدار الشهر بهذه الطريقة؟ جميع هذه الأسئلة سيتم الإجابة عليها في هذه المقالة من خلال موسوعتنا، فتابعونا.

رمضان اخره عتق من النار

يُردد البعض رواية سعيد بن المسيب عن سلمان الفارسي أنه قال: ألقى رسول الله صلى الله عليه وسلم خطبته في آخر يوم من شهر شعبان، وقال: “أيها الناس، قد أظلكم شهر عظيم مبارك، شهر فيه ليلة خير من ألف شهر، جعل الله صيامه فريضة وقيام ليله تطوعا، فمن أقرب فيه بخير فقد أدى مثل فريضة فيما سواه، ومن أدى فيه فريضة فقد أدى مثل سبعين فريضة فيما سواه، وهو شهر أوله رحمة وأوسطه مغفرة وآخره عتق من النار.

ما هي صحة حديث رمضان أوله رحمة وأوسطه مغفرة

أفاد الألباني أن هذا الحديث ضعيف في الترغيب، وأشار الرازي إلى أنه منكر، وربما كان السبب الرئيسي في ضعف سنده هو أنه لم يرد عن النبي عليه الصلاة والسلام

  • إن سنده يعود في الأصل إلى علي بن زيد بن جدعان، وهو ليس لدينا حجة به.
  • كما لا يمكن لسعيد بن المسيب أن يكون سمع عن سلمان الفارسي، لذا فالحديث فيه انقطاع.
  • وبجانب ذلك، يتعارض هذا مع آيات الرحمة والمغفرة في كتاب الله عز وجل، وكذلك في سنة رسوله عليه الصلاة والسلام. فلا يمكن أن يتم تقسيم الشهر الكريم في الفضائل. لأن رحمة الله ومغفرته واسعة ولا يمكن تحديدها. كما ورد في حديث صحيح عن أبي هريرة رضي الله عنه أن الله تعالى يعتق في كل ليلة عددا كبيرا من المسلمين، وليس هذا مقتصرا على الليلة الأخيرة من رمضان فقط.

ونلاحظ من هنا أن هناك العديد من الأحاديث النبوية الضعيفة والموضوعة. وتنبهنا إلى ضرورة أن نحذر ونتحين، وأن لا ننقل أي كلام عن رسول الله عليه الصلاة والسلام قبل التأكد من صحته. وقد قال “من قال علي ما لم أقل، فليتبوأ مقعده من النار”، رواه البخاري.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى