الدين و الروحانياتالناس و المجتمع

يعتق الله في آخر ليلة من رمضان

الكثير من الأشخاص يسألون عن صحة حديث يعتق الله في آخر ليلة من رمضان، والمشايخ يؤكدون أن لله في كل ليلة عتقاء، فهل يمكن أن يكون العتق مضاعف في الليلة الأخيرة؟ وهل ورد عن النبي حديث في هذا الشأن؟ هذا ما سنتعرف عليه في مقال اليوم على موسوعة، فتابعونا.

جدول المحتويات

يعتق الله في آخر ليلة من رمضان

على الرغم من انتشار هذا الحديث وتداوله في العديد من المواقع، إلا أنه لم يذكر في أي كتاب من كتب السنة النبوية. ولم يعتقد العلماء بصحة نقله عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.

ومما ذكر عن ابن عباس رضي الله عنه أنه سمع رسول الله عليه الصلاة والسلام يقول: “إن الجنة تتزين وتتحول من حول إلى حول لدخول شهر رمضان، وعندما يحل الليل الأول من شهر رمضان ينفخ ريح من تحت العرش يسمى المثيرة… ولله عز وجل في كل يوم من شهر رمضان عند الإفطار ألف ألف عتيق من النار، جميعهم يستحقون النار، وعندما يحل آخر يوم من شهر رمضان يعتق الله في ذلك اليوم بمقدار ما عتق من أول الشهر إلى آخره.” هذا الحديث موضوع في صحيح الترغيب، وقد قال ابن الجوزي أنه لا يصح.

وما جاء عن أبي هريرة رضي الله عنه نقلا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال “إذا كانت الليلة الأولى من شهر رمضان، ينظر الله إلى خلقه، وإذا نظر الله إلى عبد لم يعذبه أبدا، ولله في كل يوم ألف ألف عتيق من النار، فإذا كانت الليلة التاسعة والعشرون، يعتق الله فيها مثل جميع ما عتق في الشهر كله”، فذكر في ضعيف الترغيب بأنه من الأحاديث الموضوعة.

الأحاديث الصحيحة عن العتق في رمضان

على الرغم من وجود بعض الأحاديث الملفقة والضعيفة التي لا يمكننا الاعتماد عليها، إلا أن وجود العتق في رمضان لا ينفي أن تلك الأحاديث ملفقة. هناك أيضا مجموعة من الأحاديث الصحيحة التي تتحدث عن العتق في رمضان، وتشمل كل ليلة منها:

روى جابر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، أنه قال: “إن لله عند كل فطر عتقاء، وذلك في كل ليلة”. رواه أحمد وابن ماجة.

وحسب ما رواه أبو هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم، فإن الشياطين تهرب والجن ترجع ويغلق باب النار في أول ليلة من شهر رمضان، ولا يفتح منها، ويفتح باب الجنة ولا يغلق منه، وينادي مناد يقول: يا طالب الخير تعال، ويا طالب الشر ارجع، ولله عباد محررين من النار، وذلك في كل ليلة. وهذا حديث رواه الترمذي وابن ماجه.

لذلك، يجب على المسلمين أن يكونوا دقيقين في نقل الأحاديث النبوية، حتى لا يقعوا في خطأ نقل قول غير صحيح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى